"من يريد يستطيع" مقولة آمنت بها مي جمال، صاحبة ال26 عامًا، ووضعتها نصب عينيها دائمًا، ولم تغفلها لحظة واحدة، فما كان عليها إلا السعي وراء تحقيق حلمها رغم الصعوبات التي واجهتها، والتي بدأت من مكتب التنسيق الذي حال دون دخول الكلية التي كانت تحلم بها. لم تيأس ولم تستلم، انتظمت في كلية التجارة، لكن عشقها للتدريس جعلها منذ العام الدراسي الأول تذاكر جميع المواد المُقررة لتقوم بشرحها وتلخيصها لزملائها. "English instructor" كان الحلم الذي يراود مي طوال السنوات الدراسية الأربعة، فالهبة التي منحها الله لها في توصيل وتبسيط المعلومة بشكل جيد لا يملكها كثيرون، واستطاعت مي أن تنمي تلك الموهبة بحضور العديد من الكورسات طوال فترة دراستها لكي تتعلم كيفية توصيل المعلومات بشكل جيد، وكيفية إدارة المحاضرات. المشكلة التي كنا جميعًا نواجهها طوال فترة الدراسة، خصوصًا في مدارس اللغات هي أن أغلب المعلمين كانوا لا يجيدون الحديث باللغة الإنجليزية، وتعليمهم كان مقتصرا علي المنهج فقط، وعن ذلك تقول مي: "كل المدارس كانت تُعلمنا كيف نحفظ الكتاب فقط، دون أن نصبح بني آدمين"، وأعطت مثالًا بأننا لم نتعلم شكر من يقدم لنا معروفًا، ولم نتعلم ماذا نقول عند زيارة المريض، وهذا ما نحتاجه لأن اللغة في الأساس تواصل. "الرفض" لم يكن نقطة سوداء في مشوار مي، فعدم قبولها ب"الكول سنتر"، أول وظيفة تقدمت لها، لم يمنعها من مواصلة حلمها وتقدمت للعمل بمكان لكورسات الإنجليزي "not courses"، وظلت تعمل به لفترة، بعدها قررت البدء في عملها الخاص، لتكون بذلك أول فتاة تعطي كورسات باللغة الإنجليزية من مكانها الخاص. "Englishzone" لم ينجح بين ليلة وضحاها فقرار مي بالبدء بمشروعها الخاص لم يأت إلا بعد فترة كافية من التدرب والتعلم، ولأنها دائمًا تسعي لأن يكون لها تأثيرً إيجابي في كل من حولها قررت البدء بهذا المشروع. 2015 كانت بداية النجاح الحقيقي بعد أن أصبحت مشهورة ب"مي جمال بتاعت الإنجليزي"، حينها قررت مي أن تساعد كل من حولها وتساءلت: "لماذا تقتصر المنفعة والمعرفة علي من يأتي ليأخذ كورس بمقابل مادي؟"، وبالفعل قرت مي أن تخصص ساعة يوميًا من وقتها لتوصيل رسائل معينة لمتابعيها، كورسات مجانية دون مقابل قد يعتقد البعض أنها تفعل ذلك من منطلق الدعاية والأمر بعيد كل البعد عن ذلك فهي قررت أن يكون العمل الخيري جزءا من حياتها الأمر الذي ساعدها علي الاستمرار في النجاح بالرغم من العقبات التي قد تواجهها. التدريس لا يقتصر علي الجلوس في المحاضرة فحسب، فالخروج لعمل أنشطة مختلفة يساعد علي توصيل المعلومات بشكل جيد، وهذا ما تتبعه مي مع طلابها، فتعطي من غير قصد كورسات تواصل اجتماعي مع كل من حولها ، "الأغاني والأفلام" لها نصيب من محاضرات مي التي بدورها تساعد في معرفة العديد من الكلمات والتراكيب الجديدة اللغوية. تأسيس مراكز لتعلم الإنجليزية بالمحافظات، هذا هو الحلم الذي تسعي مي لتحقيقه شعورًا منها بنقص الإمكانات لدي المحافظات فمن يسكن خارج القاهرة يواجه العديد من الصعوبات في الحصول علي كورسات.