كلنا في حالة ترقب لحدوث معجزة تعيد لنفوسنا السلام.. ولأرواحنا الأمان.. ولأبداننا العافية، لأن المشهد العام لايحتاج ولا يحتمل إعادة وصف.. وبشيء من الهدوء سنعيد اكتشاف أن المعجزة تكمن داخلنا، فقط تحتاج صمتا لنراها ونمسك بتلابيبها ونتقدم بجسارة لتنفيذها.. لذلك أنصحكم وانصح نفسي بإسدال الستار علي ودانكم، لا تستمعوا إلي حملة المباخر، ولا يلهيكم الهواة والحواة عن الطريق الحق فالحلال بينّ، والحرام بينّ.. استريحوا وافتحوا عيون قلوبكم وعقولكم، فالثورة تحتاج إلي إيقاظ الضمائر، وبعدها شحذ الهمم لاغتصاب الحق في حياة آمنة، بكرامة، وعدل.. الثورة ليست أن تثور ضد الظلم بالصراخ والفضح والرصاص والحرائق وهدم المعابد، وإنما الثورة هي انتزاع مكاسب.. بالبلدي لايحك جلدك إلا ظفرك.. وبالدين لن ينقذك إلا ضميرك.. وبالتجربة والتاريخ، الحرية والعدالة وحقوق الإنسان تنتزع بدماء الشهداء فقط.. ولا نريد إهدار ماسفك من دماء.. وأيضا لانريد المزيد من الشهداء« نريد تحقيق معجزة إعادة بناء الوطن سلميا.. دون الوقوع في فخ الترويع الديني أو الأمني.. أو سفسطة المتصارعين علي السلطة. وتلخيص المشهد في مصر الآن، هو أن القانون مازال مفقودا في الشارع.. ومريضا بالوهن في محاكمة الفاسدين.. ولايحمي إلا البلطجية والخدم الساجدين في أخطر المواقع.. الإعلام والأمن والقضاء وإلا ماقرأنا. ❊❊❊ مانشيتات يومية تهلل بنفي مصدر طبي مسئول لتدهور صحة مبارك أو دخوله في غيبوبة وتبشرنا بأن حالته الصحية بتتحسن وبيتمشي في غرفته بدون مساعدة لاطمئنانه أنه لن يدخل طرة مع أولاده!!.. في الوقت الذي تنتشر فيه إشاعات عن اختفاء مبارك من شرم الشيخ، ويكاد تكرار نفي وزير الداخلية أن يؤكدها!.. لأننا اعتدنا أن كل ما ينفيه المسئولون رسميا هو حقائق يخشون إعلانها خوفا من انتقام الشعب.. وحتي الآن لا أفهم سر فرحة الإعلام لكونه بخير، وتأكيده علي اهتمام الفريق الطبي بإنقاذه من الاكتئاب وهو الذي كأب ل 58 مليون مصري، أكفأهم هرب من وطنه لينجو من الفقر أو الاضطهاد .. إذا كانت الفرحة لوطنيتهم ورغبتهم في محاكمته وهو بكامل وعيه فلماذا لاتصرخ المانشيتات بسرعة المحاكمة، والبدء بتهمة الخيانة العظمي التي لاتحتاج أدلة إثبات!! لذلك أطالب نقابة الصحفيين بتطهير الإعلام، بإقالة توابع النظام السابق الذين سرقوا أرباح جهود جموع الصحفيين، وقدموها قربانا لأسيادهم ليستمروا في مناصبهم وفي استنزافنا ماديا وأدبيا.. الملايين التي يطالبهم الكسب غير المشروع بردها هي أقل حقوقنا.. كيف لم يستقيلوا!!.. لن أسأل عن الضمير ولكني أبحث ولو عن حمرة الخجل.. الإعلام الحر هو أول مكاسب الثورة. ❊❊❊ أما عن الأمن فالواقع فاق خيال المبدعين.. البلطجية مازالوا يرتعون بجرأة وبجاحة وبكل اطمئنان ونصيحة البوليس لكل مواطن هي »أمن نفسك يا مواطن«.. ولكن الجديد في تطور السلوك الإجرامي للبلطجية.. هو مطاردتهم للضحايا للمطالبة برد شرف!! د. مدحت زاخر هاجمه بلطجي أثناء خروجه ليلا من مستشفاه بشبرا وسرقوا حقيبته تحت تهديد السلاح وبها 51 ألف جنيه.. أبلغ البوليس، فأرسل له البلطجي الهارب مرسالا يطالبه بدفع مائة ألف جنيه عقابا له علي إهانة سمعته.. يعني رد شرف أمام أصحابه البلطجية أولا، مع تأكيد علي سطوته أمام البوليس حتي لايظنه الأمن »بلطجي خرنج« ممكن مطاردته!!.. احتياجنا لوزير داخلية قوي وقادر علي لم البلطجية المعروفة أماكنهم، هو أيضا أول مكاسب الثورة. ❊❊❊ والعدل سيظل أساس الملك.. وسيظل أقوي صرخة تجمع الثوار في ميدان التحرير.. مثل صرخة الإعلان والتحذير التي أطلقها الشيخ مظهر شاهين إمام جامع عمر مكرم في خطبة الجمعة »محاكمة قتلة الشهداء جميعا، وعلنا.. أو سنلحق كلنا بالشهداء في الجنة.. ولا تضطرونا لمحاكمة القتلة ونصب المشانق لهم بأنفسنا »كنا بنحرق علم إسرائيل، أصبحنا بنحرق صورة مبارك«.. والشيخ مظهر شاهين هو شاهد العيان الأمين علي المخفي والمفضوح من أحداث ميدان التحرير.. والعدل هو القضاء السريع النافذ.. والعدل هو أول مكاسب الثورة.