الشعب المصري لا يباري في التهكم.. وهو سلاح كان يستخدمه بجدارة في النكتة المصرية التي انتقد من خلالها كل ألوان القهر الذي يمارس ضده.. ونحن شعب يطلق النكتة حتي علي نفسه.. وقد ظهر تطور جديد للنكتة.. من مجرد شفوية إلي لافتات تعلق علي الأحداث.. وهذا رزق الخطاطين لو تعلمون.. وأثناء ثورة ميدان التحرير نزلت المعارضة الميدان.. ميدان التحرير وقد اكتظت به اللافتات لتختلط بالجموع الغفيرة.. فكان يقال إن اللقاء سيتم تحت لافتة »ارحل يعني امشي« حتي لا يتوه الأصدقاء بين زحام اللافتات خفيفة الظل وإن كانت موجعة المعني.. ويبدو أن موضة اللافتات الاحتجاجية علي الأوضاع السياسية انتقلت إلي مدرجات الملاعب.. كما رأينا في مباراة الأهلي وأحد فرق الجنوب أفريقيا.. كانت شاشات التليفزيون قبلها تذيع لقاء مع القذافي أعجوبة الزمان وهو يناضل ثوار ليبيا في جوف الظلام راكبا »توك توك« ومعه مظلة للمطر ليلقي كلمات مقتضبة ويبلعه الظلام مرة أخري.. فظهرت في المدرجات لافتة يعبر فيها صاحبها عن رأيه في أحداث ليبيا بسخرية »بلاغ إلي رجال المرور.. القذافي سرق التوك توك بتاعي«.