متعة.. وصورة ساحرة ترسخ في العقول.. وتسعد النفوس.. تنتزع الضحكة أو تحرك الأحزان وتثير الأشجان. السينما.. الفن السابع الساحر وأقدم صناعة سينمائية في مصر تتوازي في قدمها مع صناعة السينما في العالم.. والاحتفال بمرور (120 سنة) علي أول فيلم في العالم في «باريس» علي يد «الأخوين لوميير». أما في مصر فكان أول عرض في مدينة الإسكندرية التي احتفلت بمهرجانها السينمائي ودورته الحادية والثلاثين التي كانت دورة مميزة.. ومتميزة.. الذي اهتم بجانب الأفلام المنتقاة بعناية.. ومختارة بشكل جيد جدا بتقديم مجموعة من الكتب الفنية لإثراء المكتبة السينمائية.. وتكون واحدة من الثروات التي أضافها المهرجان للثقافة السينمائية. ومجموعة الكتب التي أصدرها المهرجان هذا العام.. سحر الموسيقي في أفلام صلاح أبو سيف للدكتورة «رانيا يحيي».. محمد عبد العزيز فارس الكوميديا للناقد «نادر عدلي» فاتن حمامة العصر الذهبي للسينما للناقد والمؤرخ السينمائي «عبدالنور خليل».. عمر الشريف إسكندرية هوليوود «للأستاذ الدكتور وليد سيف».. وفاروق صبري.. أحلي أيام العمر.. للناقد سيد محمود سلام.. ظواهر التمرد في السينما المصرية للدكتور «أحمد شوقي عبد الفتاح».. وسوسن بدر سمراء من الجنوب للكاتب والناقد «طارق الشناوي». أما الزميلة الناشطة والصديقة الحبيبة «ناهد صلاح» فقد صدر كتاب عن أخبار اليوم في سلسلة «كتاب اليوم».. الفلاحة في السينما المصرية.. الواقع يهزم الخيال. وهو يضم مجموعة من الصور النادرة لفنانات قدمن صورة الفلاحة المصرية. وعن أجمل راقصات مصر «سامية جمال» قدم الابن العزيز الناقد محمد إبراهيم طعيمة كتاب «عفريتة هانم».
إلي كل فلاحة تشققت يداها وقدماها.. لما زرعت وماحصدتش.. هكذا أهدت ناهد صلاح كتابها. ومن كلمات الأستاذ «علاء عبد الوهاب» «رئيس تحرير كتاب اليوم»، أنه خلال مائة سنة سينما وأكثر أين كانت الفلاحة علي الشاشة؟ وإلي أي مدي نجحت في التعبير عنها؟ ولماذا لايُرضي ماقدمته الجمهور أو النقاد والأهم صاحبة الشأن. إن الكتاب يعد احتفالا غير تقليدي بعيد «الفلاح».. وإعادة الروح لمناسبة قد يكون نسيها البعض. كما قدمت للكتاب بكلمات جميلة راقية للإشادة بالعمل رفيع المستوي للناقدة ناهد صلاح المناضلة السيدة «شاهندة مقلد».. التي كتبت أيضا تقول إن الاهتمام بقضايا الفلاحة وتأثيرها علي شاشة السينما كلما زاد ازددت إحساسا بأن رحلة عمري في الدفاع عن قضايا الفلاحين واستشهاد زوجي وكذلك استشهاد ممثلين عن الفلاحين قبله أو بعده لم يذهب هباء وأدركت أن تضحياتنا لاقت أرضاً خصبة تحتضنها وتحتويها.. والكاتبة «ناهد صلاح» في طليعة النساء المصريات المهتمات بهذه القضية.
إن كتاب «ناهد صلاح الدين» يعد تأريخا وبحثا جادا عن صورة الفلاحة في السينما بداية «بزينب» ومرورا بالعديد من الفلاحات سواء من تعرضت للقهر أو من امتلكت القوة علي مواجهة الظلم.. والظالم.. خاصة أن هناك من رسخت صور بطلاتها في وجداننا «فؤادة» هنادي «فاطمة» «عزيزة».. أو بمعني أدق «شادية».. «زهرة العلا» وفاتن حمامة و«سعاد حسني». إن «ناهد صلاح» تستحق التحية علي هذا الجهد الرائع في البحث وتحليل الشخصيات بالإضافة للأسلوب الراقي.
وبأسلوبه الرشيق الراقي الذي يطوع فيه الكلمة والحرف بشياكة شديدة.. وأحيانا أخري بسخرية لاذعة آسرة تجعلك لاتستطيع أن تترك حرفا وتسعي أيضا لقراءة مابين السطور مع إنه شديد الوضوح في أفكاره وجرأة كلماته قدم الناقد الكبير «طارق الشناوي» كتابه عن الفنانة القديرة السمراء «سوسن بدر» الذي يحمل اسمها مع «سمراء من الجنوب». وقد أهدي طارق الكتاب إلي الفنان القدير «نور الشريف» الذي كما يقول هو الذي أنار لها الطريق واختصر أمامها الكثير من العثرات.
«نفرتيتي» «إخناتون» لشادي عبد السلام الفيلم الذي حلم به ولم ير النور.. تدين بالفضل لشادي وتعلمت منه الكثير.. وكذلك أستاذها نور الشريف.. وأشرف فهمي.. علامات في حياتها جعلتها واحدة من أفضل ممثلاتنا فنا وثقافة لأنها تعلمت أن الفنان الذي لا يملك ثقافة المعرفة يكون مسطحا غير قادر علي العطاء. «طارق الشناوي» في كتابه الممتع عن سوسن كشف الستار عن حقائق كثيرة في سمراء الجنوب.. التي جاءت من أسرة متواضعة لا تخجل من الاعتراف بذلك ولاتدعي ككثيرات حكايات عن ماض في صنع خيالها. أسلوب رشيق في الحكي من خلال طرح أسئلة لاستنباط ما يدور بداخل مشاعر وعقل وأحاسيس سوسن بدر.. ذكاء في الطرح.. وذكاء وصدق في الإجابة. تحليل رائع وراق وتعليمي لكل الشخصيات أو معظمها التي أدتها باقتدار وتركت علامة في السينما. إنه كتاب ممتع ودروس في الحياة لمشوار فنانة قديرة.. احترمت فنها ونفسها كثيرا فقدرها جمهورها وأصبحت إحدي أيقونات السينما.
دورة هذا العام حملت اسم الفنان القدير «محمود ياسين» والذي كرمه المهرجان أيضا.. وقد اختار الناقد «أشرف غريب» أن يحمل كتابه اسم محمود ياسين.. رحلة الشقاء والحب».. وهو عنوان يحمل الكثير من الصدق ويجسد رحلة ومشوار حياة محمود ياسين. (الحب) هو مفتاح شخصية ذلك الفنان المثقف.. وأسلوب حياة.. ابن «بورسعيد» المدينة الباسلة.. الحب عنده هو المسرح والسينما وعشق الثقافة.. أما في الحياة الإنسانية فالحب كان لحبيبته وشريكة العمر الفنانة «شهيرة» وأولاده «رانيا».. و«عمرو». ماتزال «الرصاصة في جيب» ابن بورسعيد لم يفقد قدرته علي المقاومة لكل ماهو فاسد في الفن أو الحياة بصفة عامة.. إنه الفنان الصلب الذي لم يقدم أي تنازلات خلال مشوار حياته. لقد نجح الناقد القدير «أشرف غريب» في تقديم صورة صادقة لفنان أثري حياتنا الفنية سواء علي المستوي الإنساني أو الفني. فهو صاحب بصمة مميزة سواء في السينما أو المسرح عشقه الحقيقي.
وكتب الأستاذ الدكتور وليد سيف كتابه عن عمر الشريف.. إسكندرية - هوليوود وهو عمل أدبي متميز وموسوعة يعود إليها أي ناقد أو باحث عن عمر الشريف الإنسان أو الفنان في رحلة حياة ثرية في الفن والحياة تحمل الكثير من التناقضات لفنان رفع اسم مصر والعرب عاليا في السينما العالمية.
فاروق صبري .. أحلي أيام العمر «للكاتب والناقد» «سيد محمود سلام».. السيناريست والمنتج لمعظم الأعمال الجادة في السينما المصرية «إحنا بتوع الأتوبيس» «كلمة شرف».. والكوميديا الراقية.. وصاحب نصيب كبير في التكريمات والمشاركات في المهرجانات الدولية.. فاروق صبري أعطاه الله الصحة وأطال في عمره هو رمز لصناعة السينما المصرية أعطاها من عمره الكثير للنهوض بها وتطويرها. هو صاحب البسمة وصانع الضحكة المخرج القدير «محمد عبد العزيز .. فارس الكوميديا» للناقد الكبير «نادر عدلي».. محمد عبدالعزيز مشوار حافل في السينما المصرية نجح في نقل «روح» وخفة دم هذا الشعب لأعمال سينمائية أدخلت البهجة إلي قلوبنا هو والمخرج القدير الراحل فطين عبدالوهاب.
إن فناني مصر هم ثروتها القومية.. هم أحد مصادر عزتها وقوتها.. هم حلقة التواصل الاجتماعي والثقافي بيننا وبين أشقائنا العرب.. وسينمائيي العالم.. إنهم ضحكة مصر التي يتردد صداها في جميع أنحاء العالم.. وبهم تحلو الصورة السينمائية.