التحرش الحقيقي يزداد في إيران.. الكلام ليس لنا، بل لتقرير كبير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، حول تزايد تلك الظاهرة، رغم الحجاب الإيراني التقليدي، المانتو، والشادور، وسطوة آيات الله الحديدية، والظاهرة منتشرة جداً في العاصمة طهران، وفي مدن إيرانية كبري أخري، وتهدد المجتمع كله بالانهيار، لتضيف قيوداً جديدة علي المرأة الإيرانية بعد قيود منع القيادة لغير الملتزمات بالحجاب، ومنع حضور المباريات الرياضية والتشجيع للفتيات والتفرقة الواضحة في عمل الفتيات الإيرانيات اللاتي يعانين من بطالة تصل لأكثر من 20%. وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، التي نشرت تقريرا مفصلا حول تزايد ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء والفتيات في كل المدن الإيرانية، فإن الحجاب، والطابع المحافظ للسياسة الإيرانية لم يمنعا توفير هذا المناخ السيئ الذي يتزايد يوما بعد يوم، بل فشل الحجاب في توفير الحماية للفتيات والسيدات الإيرانيات من تلك الظاهرة. ورغم أن التحرش يكون أكثر بصاحبات المظهر الغربي، أو ممن هن أكثر تحررا، إلا أنه اتسع ليشمل الفتيات ممن يرتدين الزي المحافظ المحتشم الإيراني المعروف ب «المانتو» أو «الشادور» وهو زي تقليدي معروف هناك، وبخاصة بعد قيام الثورة الإيرانية بزعامة آية الله الخميني في العام 9791. ووفق عدة شهادات لسيدات وفتيات إيرانيات، فإنهن يتعرضن لمضايقات وحالات تحرش جنسي بالجملة، وبخاصة في المدن مثل، طهران العاصمة ومشهد وأصفهان، وبالذات عند خروجهن من عملهن في أوقات الذروة، أو عند ركوبهن وسائل النقل العام، أو في داخل الأسواق، والمولات التجارية، في قلب العاصمة وفي شوارع مشهورة في إيران مثل، الجمهورية وولي عصر وغاندي والأردن وفي مناطق يعرفها كل من يزور إيران أو العاصمة مثل تجريش أو في داخل المتنزهات المنتشرة هناك. ووفق عدة شاهدات إيرانيات فإن ظاهرة التحرش أصبحت واقعا يوميا مريرا ولا يقتصر علي مجرد الغزل أو التحرش بالألفاظ بل تعدي ذلك للتحرش الجسدي. ويزداد الأمر، في تعرض بعض الفتيات للمطاردات بالسيارات عبر شوارع العاصمة المكتظة بالسكان، وتأتي هذه الممارسات وسط حالات من الضيق تعاني منها النساء الإيرانيات بالفعل فهن، ممنوعات من حضور مباريات كرة القدم أو التواجد بصورة أساسية في المدرجات الرياضية لمؤازرة الفرق الإيرانية المحلية أو حتي الفرق القومية وقد أثار ذلك العديد من الانتقادات داخل إيران، وفي أوساط الحوزة الدينية بين مؤيد ومعارض بوجه خاص. وبحسب إحصائيات صادرة من وزارة العمل الإيرانية فقد تم تسريح نحو 74 ألف امرأة من وظائفهن، بعد عودتهن مباشرة من إجازة الأمومة الخاصة بهن وتفضل أغلب المصالح الحكومية والخاصة توظيف الشباب عن الفتيات، وهو ما أدي إلي قبول معظمهن بالعمل بأقل من الرواتب المعلنة، وإلا خسرن وظائفهن للأبد، ووفقا لشبكة سكاي نيوز عربية فإن السيدات الإيرانيات يعانين من نسبة بطالة تفوق نظيرتها عند الشباب وتصل لأكثر من 02%. ويزيد علي ذلك منع سيارات الإيرانيات اللواتي لايحكمن وضع الحجاب بالصورة المطلوبة، من قيادة سياراتهن والقبض عليهن جهارا نهارا وسط المدن الكبري وفي قلب طهران ذاتها بل وتملك الشرطة الإيرانية صلاحية مصادرة هذه السيارات وفي حالة استردادها فإنه يلزمهن الذهاب للمحكمة لذلك واستصدار أمر قضائي بذلك، وجاء ذلك وسط مطالبات بإحكام السيطرة علي حجاب الإيرانيات بعد أن أصبحت تشبه صالونات عرض الأزياء مستغلة في ذلك.. سماحة بعض رجال الدين.. والمسئولين حسب الشرطة الإيرانية. وقد يفسر ذلك الكبت الديني والأصولي الشيعي، مانشر من معلومات وإحصائيات لصحيفة الديلي ميل البريطانية عن أن 08% من الإيرانيات يمارسن الجنس قبل الزواج، وأن نحو 71% ممن شملهن استطلاع خاص بذلك من مثلي الجنس. وهو ما يعني، أن ماتقوم به السلطات الإيرانية للحفاظ علي المجتمع الشيعي المتشدد المحافظ، قد باءت بالفشل خاصة تلك المحاولات التي تبيح زواج المتعة في إيران في بيوت تسمي ب «بيت الفقه» وعبر الزواج المؤقت، والذي تروج له مدن إيرانية كبري مثل: طهران ومشهد، وفي المدينة الدينية الأشهر «قم».