اليوم أو الأمس.. الذي يتعرض فيه اللاجئون الفلسطينيون.. للتهجير من مخيماتهم في الداخل السوري، ففي يوليو منذ عامين، وجد مئات الآلاف منهم، أنفسهم بين سندان قوات النظام السوري، ومطرقة الجيش السوري الحر المعارض، ولاحقتهم يومها الاتهامات بالموالاة والخيانة، للطرف هذا دون الآخر، ورغم أن معظم فلسطينيي المخيمات ال 15 في سوريا. يقفون علي الحياد من حرب بشار التي اشتعلت منذ 4 سنوات.. إلا أن معاناتهم تتزايد يوما بعد يوم، وبخاصة مع دخول تنظيم داعش الإرهابي لساحة القتال، داخل المخيمات، وآخرها مخيم اليرموك، الذي اقتلع فيه مقاتلو التنظيم. كل شيء، وهجروا سكانه ال 18 ألفا، الذين اختاروا البقاء فيه، كرها.. لتضاف معاناة جديدة، لمعاناتهم المستمرة مع نقص الخدمات، والبعد عن الوطن. الذي هجروه، منذ العام 1948! ومع اندلاع الحرب هذه المرة، ضد سكان مخيم اليرموك، الذين وصلوا في وقت من الأوقات لربع مليون شخص، تقلصوا إلي 150 ألفا فقط. قبل أن ينخفضوا ليصلوا لرقم ال 18 ألفا حسب أرقام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا» إلا أن السكان مازالوا يختارون البقاء في المخيم، كرها لا اختيارا، ولم تنجح جهود الأممالمتحدة، ومنظمات إغاثية عالمية وإقليمية، إلا في إجلاء نحو 400 أسرة فلسطينية وسورية، كانت تقيم بالمخيم الذي يوصف بأنه كان الأكثر ازدحاما، وفقرا، بين كل المخيمات الفلسطينية، داخل سوريا. ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية، لم يعد لمثل هؤلاء إلا 3 خيارات: إما الانضمام للنظام، أو المعارضة بأطيافها المختلفة، أو النزوح لبلد آخر، قد يقبل بهم أو لا يقبل، خاصة أن معظم البلدان المجاورة لسوريا مكتظة بالمئات من الآلاف مثلهم خاصة في العراق ولبنان والأردن. وحسب وكالة الأونروا والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 29 من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين، يعيشون داخل المدن السورية، بينما ال 71 الباقون، يعيشون داخل المخيمات التي تضم 15 تجمعا ومخيما، وفي مدن مثل: دمشق العاصمة وريفها، وفي حلب وحمص، وحماة، واللاذقية، ثم محافظة القنيطرة، وفي درعا، وبذا تقع أغلب المخيمات الفلسطينية، في منطقة دمشق وريفها، وهي: اليرموك وهو أكبر تجمع فلسطيني، في الشتات، وكان يضم في الماضي نحو ربع مليون شخص، تقلصوا حتي وصلوا إلي 18 ألفا فقط مؤخرا، وأغلبهم جاء من مدن: حيفا وصفد، ويافا وعكا والناصرة، واللد وطبرية والقدس ونابلس، وغزة وبعضهم من أصول بدوية فلسطينية، ثم مخيم (السيدة زينب) وأغلب سكانه جاءوا من أصول بدوية، ومخيم (جرمانا) ومخيم «خان دنون» وأغلب سكانهما من أصول بدوية، ومن غور فلسطين، ومخيم «خان الشيح» وهو أقرب المخيمات للأراضي الفلسطينية، ثم مخيم «الحبينية» ومخيم السبينة، ومخيم «الرمدان» ومعظم سكانه من مهجري هضبة الجولان بعد احتلالها عام 1967. وكانوا قد لجأوا إليها، بعد نكبة 1948، ثم «مخيم حطين» والتيرب، وفيز الست، ودرعا طوارئ. ويضاف لذلك تجمعات داخل مدينة دمشق وأحيائها مثل: دوما والأمين، وركن الدين. وجوبر، والقابون، وبرزة، وحرستا، وبعض قري غوطة دمشق مثل: داريا، وزملكا، وحمورية، والملاحظ هنا، أن معظم تلك المناطق أو الأحياء، تقع تحت نيران كل من الجيش السوري النظامي، والجيش الحر المعارض، ومعظم التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وأخيرا مقاتلي حركة داعش، الذين وصلوا بالفعل، لداخل العاصمة، في مخيم اليرموك. ويضاف أيضا لهؤلاء، وهؤلاء، لاجئون آخرون، في جنوبسوريا، خاصة في مدن: درعا، وحوران وغيرهما، وفي شمال وشرق سوريا والساحل، خاصة في حلب، وحمص، وحماة، واللاذقية، وطرطوس. وتقدم الأونروا لهذه المخيمات الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثة اجتماعيا. وتنتشر مدارس الأونروا، في مواقع التجمعات والمخيمات وداخل العاصمة دمشق كما توفر مراكز للتدريب المهني داخل المخيمات. وداخل المخيمات يعمل الفلسطينيون في عدة مهن أبرزها، التدريس، أو في الوظائف السورية الرسمية، ويعمل آخرون في الزراعة، وفي الأعمال الموسمية، وكباعة جائلين، وفي بعض المصانع بالمدن المتاخمة للمخيمات، وبعضهم يعمل في المنازل كالنساء، وفي أعمال مثل: جمع القمامة، ومن حالفهم الحظ، باستكمال تعليمهم العالي، يعملون كأطباء ومهندسين موظفين داخل الجامعات والمدارس والهيئات العامة والخاصة السورية. داخل نفس المخيمات، هناك نقص ملحوظ وحاد في الإمدادات مع تدهور الخدمات الصحية، والتسرب من مراحل التعليم الأساسية، وضعف الخدمات التعليمية المقدمة. مع انعدام البنية الأساسية مثل: المياه النقية، والصرف الصحي، والكهرباء، وجفاف الآبار الجوفية، والسبب، هو سوء البنية الأساسية، التي تقدمها لهم الحكومة السورية منذ عقود، والتي شهدت تدهورا ملحوظا خاصة مع اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ نحو ال 4 سنوات. وفي المواجهات الأخيرة.. ومع دخول داعش لمخيم اليرموك لمحاربة بعض الفصائل الفلسطينية.. وبسط نفوذه علي المخيم، خاصة جماعة أكناف بيت المقدس، التي تدين بالولاء، لحركة حماس الفلسطينية، فإن المواجهات تأخذ شكلا جديدا، وتهدد بالامتداد لمخيمات فلسطينية أخري مجاورة، خاصة تلك المتاخمة لدمشق، وجنوبها وهو ماينذر ليس فقط، بإبادة ماتبقي من سكان المخيمات من الفلسطينيين. بل وبالزحف للعاصمة نفسها، لأول مرة، وفرض سيطرة الدواعش، علي أول عاصمة عربية، بعد أن فشلوا في العاصمة العراقيةبغداد.