السادات يصافح المقرئ د. أحمد نعينع حفظ القرآن منذ نعومة أظافره، ثم بدأ في تعلم أصول (التجويد) حتي أجاده، وطاف بمساجد بلدته «مطوبس» بكفر الشيخ يتلو كتاب الله بعد أن تأثر تماما بصوت مصطفي إسماعيل وتخرج من عباءته ومدرسته بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وواصل دراسته من نجاح إلي نجاح ودخل كلية الطب ليتخرج منها جامعا بين مهارة التلاوة ومهنة الطب، حتي اكتشفه الرئيس الراحل أنور السادات، ثم بدأ نجمه في الصعود حتي أطلق عليه البعض مقرئ الملوك والرؤساء، وأهل الصفوة لجمال صوته، وقوة أدائه، وثقافته الواسعة، وانتشاره في ربوع العالم الإسلامي. إنه المقرئ الشهير الدكتور أحمد نعينع الذي قال له الإمام الراحل الشيخ الشعراوي: تحولت من طب القوالب إلي طب القلوب، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قال: صوتك أكثر من جميل! وفي حديثه ل «آخر ساعة» يحكي الدكتور أحمد نعينع قصته مع القرآن الكريم منذ بداياته وحتي الآن. ٭ سألته في البداية عن رحلته مع القرآن الكريم والتلاوة؟ - ولدت في مدينة مطوبس - محافظة كفر الشيخ من أسرة متوسطة، الوالد تاجر أرز وقطن، والوالدة ربة منزل. منذ الطفولة المبكرة جدا وقبل دخول المدرسة الابتدائية في سن 3 سنوات كانت الموهبة تقليد كل الأصوات: الطيور الماء الحيوانات، وكان عندنا قارئ شهير في بلدتنا اسمه الشيخ أمين هلالي كنت أقلده ودخلت كتاب البلدة وتعلمت علي يد الشيخ أحمد الشوا الذي حفظني القرآن الكريم في سن مبكرة جدا.. وجاء الشيخ مصطفي إسماعيل لبلدة قريبة من مطوبس استمعت إليه فأعجبني أيما إعجاب وبدأت أقلده وأتأثر به، كان الشيخ مصطفي إسماعيل بالنسبة لي شيئاً كبيراً جداً، وكنت أحبه حبا شديدا.. وتقدمت لامتحان إذاعة القاهرة والتليفزيون ونجحت من أول مرة وأصبحت قارئا بالإذاعة والتليفزيون. استمع لي الرئيس الزعيم الراحل أنور السادات في الإسكندرية علي رصيف 9 في القوات البحرية، وفي عيد الصيادين، ومرة ثالثة في نقابة أطباء القاهرة يوم 18 مارس عام 1979 في عيد الطبيب الأول الذي كان ينظمه الأستاذ الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء. اختارني الرئيس السادات لأن أكون طبيبا خاصا له وقارئا لرئاسة الجمهورية - وكان هذا بعد وفاة الشيخ مصطفي إسماعيل عام 1979. ٭ هل استمع موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب لصوتك؟ - استدعاني الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب بعد أن استمع لي في الإذاعة.. وكان تعليقه: (صوتك أكثر من جميل - صوتك دمه خفيف) وكنت أجالسه دائما كل يوم خميس الساعة التاسعة مساء وذلك من عام 1981 إلي أن لقي ربه عام 1991 طوال عشر سنوات)، بمنزله بالزمالك. ٭ هل أنت مدين للسادات بالشهرة والانتشار؟ - لا شك أن وجودي مع الرئيس السادات قدمني من أوسع الأبواب ونلت شهرة واسعة في فترة قليلة وكان علي حد التعبير «سميع» بمعني الكلمة فقد كان يحب الاستماع للشيخ مصطفي إسماعيل وأصبحت أنا القارئ المفضل عنده بعد الشيخ مصطفي إسماعيل، وذات مرة كان يستمع لي وكان معه المهندس عثمان أحمد عثمان وقال له مصطفي إسماعيل قد بعثه الله أو (صحا من الموت) وهو يقرأ أمامنا الآن.. يقصدني طبعا! ٭ وكنت ترافقه في العشر الأواخر من رمضان للاعتكاف بوادي الراحة بسيناء! - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان في وادي الراحة وكنت أقوم بالتلاوة أمامه في الصحراء وفي المكان الذي كلم الله فيه سيدنا موسي تكليما وكان يطلب مني أن أقرأ الآيات التي فيها قصة موسي، وسورة القصص، وسورة النمل وسورة طه. ٭ وهل اقتربت من الرئيس الأسبق مبارك طوال سنوات حكمه (30 سنة)؟ - قدمني الرئيس السادات لكي أكون قارئا لخلفه الرئيس حسني مبارك (شفاه الله وعافاه إن شاء الله)، بعد استشهاد الرئيس السادات عملت في شركة المقاولون العرب ولغاية الآن (كطبيب ومدير للإدارة الطبية) وكانوا يستدعونني للقراءة أمام الرئيس حسني مبارك في المناسبات المختلفة. كان الرئيس مبارك يصافحني بحرارة في الأعياد والمناسبات وبعد صلاة العيد (الصغير والكبير) وفي بعض المناسبات التي أكون قريبا منه. الموهبة من الله ٭ لماذا يلقبونك بمقرئ المشاهير؟ - لأن موهبتي هي التي فرضتني وقدمتني لأعلي مستوي، كان يدعوني وإلي الآن الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء والوجهاء في شتي أنحاء المعمورة وليس في مصر وحدها، ووهبني الله القبول لأن هناك موهبة وصوتا جميلا «والحمد لله» وثقافة وواجهة.. وطبيبا، وإحساسا، وتعايشا مع الآيات الكريمة وحضورا أثناء التلاوة وأداء محكما كل هذه الصفات جعلتني أقرأ علي أعلي المستويات والحمد لله علي ذلك.. ٭ هل توافق علي تلحين القرآن الكريم؟ طبعا لا.. ثم لا.. لأن القرآن الكريم يوجد به موسيقي داخلية تأخذ القارئ والمستمع إلي الملأ الأعلي وتضفي علي المكان الجلال والروحانية والخشوع. ٭ هل صحيح أنك أذنت في إيران (كما ادعي البعض)؟ لم يحدث ولكنه ادعاء باطل من البعض (سامحهم الله وهداهم إلي صراطه المستقيم)..