بص شوف المصري بيعمل إيه بيسوي الهوايل يقاتل يغني يتبرع بالدم ويساند الجنود بالكاريكاتير في معركة العاشر من رمضان. في 3 ساعات فقط بين بيان الحرب في الثانية ظهرالسبت 10 رمضان 73 وبين تقفيل الطبعة الأولي للجرائد اليومية في الخامسة قدم فنانو الكاريكاتير رسوماتهم في جرائد الصباح التالي بدأها العبقري صلاح جاهين (الأهرام) بجندي مصري علي الشاطئ الشرقي لقناة السويس فرحا بجواره العلم الذي أذيع بيانه رقم 8 في الخامسة مساء ليقول للعالم المندهش (إيه رأيك في المنظر الطبيعي ده) ووضع طبيعي بين قوسين لأنه المشهد الطبيعي لسيادتنا علي سيناء ولم تتوقف مجموعة فدائيي رسامي الكاريكاتير عن دورها طوال عشرة أيام للحرب تواكب الأحداث ونبض الجماهير في فن هو الأقرب لرجل الشارع لأنه سريع الانتشار بسيط لايعتمد في أساسه إلا علي أقل الكلمات فيفهمه الجميع ويقدم الضحك من شر البلية ما يضحك مع مشقة إضحاك شعب ابن نكته أصلا فيضطر لبيع الميه في حارة السقايين لكنهم أحفاد الفراعنة ورعامسة الأسرة 18 برسوماتهم علي مقبرة رمسيس الخامس 1100 ق. م الساخرة من العائلة الملكية ومن الملك إخناتون (لكنهم لم يسخروا من رجال الدين) فقد كان عندهم الإله بس إله البهجة الشعبي المنفذ بالفخار ليتوفر لكل الأسر في بيوتها. ورغم تأخر ظهورهم قليلا في العصر الحديث مع الصحافة وسبقهم رسامو إيطاليا وانجلترا وهولندا وفرنسا في القرن 18 ثم الولايات المتحدة في القرن 19 بل إن أول من حفر بريمة اكتشاف حقولهم الكاريكاتيرية في عمق الوجدان المصري هو الأسباني المتمصر (خوان سانتيز) بمعاونة الشامي يعقوب صنوع ثم الأرمني المصري (صاروخان) لكن بشايرهم بدأت برسومات أولية للمثال محمود مختار ثم بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الطلائع بالأساتذة رخا وعبد السميع ثم الانفجارة الكبري في مجلة صباح الخير عام 1956 نجومية جاهين والليثي وزهدي وناجي وبهجت واللباد وجمعة مجموعة القتال الكاريكاتيري بس المحاربين بريشتهم في حرب أكتوبر. رخا (يرسم) انفجار عليه 6 أكتوبر وأمامه ابن البلد يشير إلي سبورة مكتوب عليها الحق العربي. بيكار يرسم جنديا سعيدا في حاله أقرب للصلاة يحمل في كفيه حفنة من تراب سيناء . جاهين العبقري يجلس التاريخ محاطا بكتبه ليقول ولو أنهم هايتعبوني في الكتابة لكن أنا معجب بيهم ثم الأم تدعو للجندي المنتصر إلهي يفرحك زي ما فرحت قلبي ثم بقلب مصر وفيه أنور السادات صاحب قرار العبور. الليثي العبقري علي صفحات روز اليوسف وصباح الخير يرسم أسد بهيئة جندي مسلح في خلفيته الأهرام والنيل ليؤكد نهضة مصر ثم دبابات إسرائيلية محطمة يسخر منها.. مكسرات رمضان. حجازي يرسم جنديا إسرائيليا يتدرب علي الاستسلام عندما يواجه المصريين. عبد السميع يسخر مما يُشاع عن دقة استدعاء إسرائيل لاحتياطيها بالإذاعة بأن استدعاء أكتوبر كان علي لسان جولدا مائير يا لهوتي ي ي . كنعان في آخر ساعة يرسم لوحة (من الانتظار إلي الانتصار). مصطفي حسين في آخر ساعة يرسم وتحطمت الأسطورة. الحسيني فوزي التاريخ يزن الحق العربي الأثقل من ادعاءات إسرائيل. جمال كامل في غلاف صباح الخير يرسم بطلا جريحا تعتني به ممرضة حسناء. فتحي محمود ينحت تمثالا عن إصرار الجنود علي النصر. صلاح طاهر يرسم جنديا منتصرا يعبر. عدلي فهيم يرسم الجندي العربي برسم ماري جرجس علي حصانه يقاتل تنين الصهيونية. يوسف فرنسيس يرسم المقاتل في قلب مصر كلها. ويلخص الليثي النصر (بص سوف المصري بيعمل إيه)