وجه فى الميدان أثناء ثورة يناير تحول إلى بطل للفيلم الوثائقى للمرة الأولي ينجح فيلم مصري في الاقتراب لهذه الدرجة من تمثال الأوسكار الأمريكي حيث دخل فيلم "الميدان" في قائمة الترشيحات النهائية للفوز بجائزة الأوسكار في الدورة الثامنة والستين. وينافس "الميدان" في فئة " أفضل فيلم وثائقي" بالأوسكار وهو من إخراج جيهان نجيم، وهي مخرجة مصرية أمريكية، ويتناول علي مدار 95 دقيقة هي مدة عرضه يوميات ثوار 25 يناير 2011. وفي حالة إعلان فوزه في مارس القادم فإنها لن تكون الجائزة الأولي للعمل وإن كانت الأهم حيث فاز من قبل بجائزة الفيلم الوثائقي من فيلم "تورنتو" في سبتمبر 2013 كما حصل علي جائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية في ديسمبر الماضي وفاز بجائزة المهر الذهبي بمهرجان دبي في دورته الماضية . أثار ترشيح العمل عاصفة من الاهتمام بين السينمائيين وبين المتابعين للشأن السينمائي علي المواقع الاجتماعية لكن طبيعة موضوعه جعلت بؤرة هذه العاصفة تكمن بين النشطاء السياسيين والثوار والمهتمين بالشأن العام وبين تفسير تآمري لترشيح الفيلم في هذا التوقيت بالتحديد وشائعات تتعلق بمنعه من العرض في مصر، أكدت الرقابة علي المصنفات الفنية في بيان لها أنها لم تمنع العمل لأنه لم يتم التقدم بطلب للحصول علي ترخيص بعرضه تجاريا من الأصل وهو ما أكدته مخرجة الفيلم في تصريحات صحفية لها وأبدت دهشتها من التفسير السياسي لترشيح الفيلم وتساءلت: هل وصلت كراهية البعض لثورة يناير إلي هذه الدرجة؟ وأعلن مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية الذي انطلقت دورته مساء الأحد 19 وحتي 25 ينايرعن وضع الفيلم علي برنامج عرضه خلال الأيام المقبلة. يدور فيلم "الميدان" حول دور ثلاثة شباب في الأحداث وموقفهم من التطورات بدأت بخلع مبارك وتولي القوات المسلحة مسئولية إدارة شئون مصر.. الشباب الثلاثة هم أحمد حسن وهو عامل بسيط يبدأ الفيلم برؤيته للوضع في مصر إبان حكم مبارك. يبدو حسن بسيطاً في مظهره وتعليمه وثقافته، لكنه بدا أيضاً ذكياً ولماحاً ومتأثراً بالتيار المعارض لنظام مبارك. كان حديث حسن عن غضبه من قانون الطواريء، وعن أن مصر لم يعد لها ملامح ولم يعد بها أمل للفرد ليعيش فيها كإنسان كافياً للتدليل علي توجهه السياسي. لم يذكر الفيلم كيف أثر قانون الطوارئ علي حياة حسن، ولم يذكر إن كان قد تم سجنه أو تم تعذيبه.. الشاب الثاني الذي يعرض الفيلم لدوره وموقفه من أحداث يناير هو الممثل بريطاني المولد ومصري الأصل خالد عبد الله، أما الشاب الثالث المشارك في الفيلم فهو الإسلامي الإخواني مجدي عاشور الذي ظهر متبنياً وجهة نظر الإخوان ومدافعاً عن موقفهم باعتبارهم حماة الدين. دافع عاشور بصلابة في الفيلم عن دور الإخوان في تظاهرات 25 يناير، وحاول التأكيد علي أنه في الوقت الذي امتنع فيه بعض قادة الجماعة عن النزول في التظاهرات، فقد شارك فيها شباب الإخوان كأفراد. سرد الفيلم الكثير من الأحداث التي شهدتها مصر في الفترة ما بين يناير 2011 ويونيو 2013والتزم فيه صناعه تماماً بوجهة النظر الشبابية سواء فيما يتعلق بمطالبهم برحيل مبارك، ثم معارضتهم لقيادة المجلس العسكري، وأخيراُ انقلابهم علي نظام الإخوان.. وقد استطاعت جيهان نجيم المصرية التي هاجرت إلي الولاياتالمتحدة منذ سنوات مع عائلتها أن تمنح الثورة المصرية وثيقة حية تؤرخ لكل من شارك في الثورة وشريطا مصورا يستعيد لحظات الأمل ويصور شهيدا يبكي علي شهيد سبقه بأيام أو أشهر معدودة إذ ظهر الشهيد باسم محسن بوجهه واضحا وهو يبكي صديقه ورفيق الميدان مينا دانيال بينما لم يكن يدري أنه سيلحق به في الميدان نفسه بعد أقل من عام. ولعل أبرز ما رآه النقاد في العمل هو تلك الحرية التي تمتعت بها صانعة العمل فهي لم تلتزم بانحياز سوي لتوثيق تلك الملحمة التي لم تكتب لها كلمة النهاية حتي الآن وأوردت الأطياف السياسية بأطيافها المختلفة علي الشاشة وتركت لجمهور المشاهدين مساحة الحرية نفسها لتقييم موقف كل بطل من أبطال العمل وإذا كان البعض قد رأي في عدم التركيز علي أحداث بعينها أو تجاهلها فالأمر لا يعود إلي مخرجة الفيلم الوثائقي بقدر ما يعود إلي كونها صانعة عمل سينمائي وليست مؤرخة.