قليلة هي الفرص المتاحة للتفاؤل بما يمكن أن تسفر عنه القمة الاقتصادية العربية، التي انعقدت دورتها الرابعة في العاصمة اللبنانية بيروت بالأمس، في ظل مستوي التمثيل الضعيف للرؤساء والملوك والأمراء المشاركين فيها من القادة العرب، الذين غابوا جميعا عدا اثنين فقط ومعهما رئيس الدولة المضيفة. ومن المعروف أو المتوافق عليه دوليا وليس عربيا فقط، ان القمة تتحدد نتائجها وقيمتها علي أساس مستوي الحضور، نظرا لأن هذا المستوي يعكس قدر الاهتمام من جانب الدول بالقضايا المطروحة، ومدي التزامهم بالقرارات التي سيتم اتخاذها. ورغم ذلك فإننا نأمل النجاح لقمة بيروت الاقتصادية، التي عقدت في ظل ظروف بالغة الصعوبة علي المستوي العربي العام، الذي تسوده الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة أجواء الخلاف والتصدع والصراع. وإذا ما أردنا الشفافية والصراحة، وهما ضرورة واجبة، في تناول هذه القضية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالشأن العربي العام، في ظل حالة الضعف والتفكك المنتشرة به والمستشرية فيه، فلابد أن نعترف بضآلة المساحات المتاحة للتفاؤل بنجاح القمة في تحقيق أهدافها المرجوة. ولكن.. وبالرغم من ضآلة هذه الفرص وتلك المساحات، دعونا نأمل أن تتمكن هذه القمة في الوصول إلي تقدم ملموس علي طريق التنمية العربية الشاملة، والاتفاق علي أسس واقعية للتعاون العربي الجاد لمكافحة الفقر المستشري في عالمنا العربي، وتحقيق ولو الحد الأدني من الأمن الغذائي للشعوب والدول العربية. ودعونا أيضا نتمني أن تتمكن القمة من الوصول إلي توافق عربي عام، حول ضرورة الوقوف صفا واحدا، في مواجهة التحديات والاخطار التي تواجه الأمة العربية حاليا، والتي تهدد أمنها الاقتصادي.. وأيضا السياسي والاجتماعي.