لن أعترض علي فوز حي المعادي بجائزة النظافة التي أعلنتها محافظة القاهرة باعتباره ثاني أنظف الأحياء رغم كل التحفظات، فحال الواقع الدامغ يقول إن ذلك علي غير الحقيقة تماما، فالحي يعاني من الإهمال ومن سوء النظافة في كل شوارعه، اللهم الا القليل. ولن أتحدث عن غضبة الناس جيراني وأصدقائي من سكان المعادي من الإهمال في الاضاءة ومن سوء ادارة الحدائق الذي وصل إلي الحد الخطر من كثرة قطعها واختفاء الخضرة في بعض المناطق لتحل محلها صناديق القمامة العفنة. ولكن أتحدث عن مأساة أسرة عائلها كان احد جنود مصر الذين خاضوا حرب النصر في اكتوبر 1973 وكانت اصابته خلالها هي شهادة البطولة، وبعد ان منَّ الله عليه بالشفاء لم يجد امامه الا طلب كشك يساعده علي المعيشة ساعده في رخصته رفقاء السلاح حتي حصل علي الترخيص منذ الثمانينيات في القرن الماضي، الرجل دمث الخلق الفخور بأنه احد جنود العبور- وكان طبجي مدفعية- ظل داخل الكشك الذي أنار المنطقة عند مدخل مساكن نيركو وجعلها للأمانة »ونس» بعد ان كانت منطقة تخاف عبورها ليلا، ورزقه الله بابناء رباهم علي حب الوطن واحترام الجميع فاكتسبوا للأمانة حب الكل صغيراً وكبيراً، ظل عم حامد يستصدر الترخيص عاما بعدعام حتي اصيب بالفشل الكلوي واضطرته الظروف للغسيل يوما بعد يوم وتولي ابناؤه ادارة الكشك بمنتهي الادب للانفاق علي الاسرة ولمداومة علاج الاب رغم انه كان يتلقي علاجه كمحارب قديم وشاءت إرادة الله ان يسلم عم حامد الروح في شهر يناير الماضي وانشغل الابناء عن البحث عن تجديد الرخصة سهوا حتي فوجئوا منذ اسبوع بادارة الحي وجيش جرار من المعدات والمسئولين يهجمون علي الكشك ويرفعون عداد الكهرباء من داخله بحجة ان الترخيص لايورث وانه انتهي يوم 18/ 1/2017 بوفاة الاب، بحث الابناء عمن يساعدهم في الابقاء علي الكشك الذي هو مصدر أسرة بأكملها الزوجة التي توفي عنها زوجها والابناء والاحفاد الذين صار هذا الكشك مصدر رزقهم الوحيد معتقدين ان بطولة والدهم هي السند لهم في تلك المشكلة ولكن اكتشفوا ان كل هذا كلام في الهوا وان الحي مصمم علي الازالة حتي ان احد الابناء ذهب إلي احد مسئولي الحي وكان رده: الإزالة ستتم ولو وجدتك داخل الكشك أزيلك معه!! ولا أدري إن كانت تلك إنسانية ام ماذا؟ أعطي مسئولو الحي للاولاد فرصة أسبوع لإخلاء الكشك تنتهي ظهر اليوم الاثنين وهم يقولون لهم اذهبوا للمحافظ بعد أن رفض رئيس الحي مقابلتهم. عشرات الأكشاك داخل المعادي ولاندري كلها بتصاريح صالحة وسارية المفعول ام لا، قطعا منها المخالف ومنها ما خرج عن الحدود ومنها ما يمارس اعمالاً قد تخالف القانون، وكل اهل المعادي يعرفونها وببساطة لانهم يتعاملون علي انهم اسرة واحدة كانت إلي عهد قريب تعتبر حي المعادي بمافيه وماعليه هو ملك للجميع، الحفاظ عليه وتطويره غايتهم حتي جاءت تلك الهجمة الشرسة من دخلاء اساءوا إلي هذا الحي العريق وأخرجوه من التصنيف. أعرف إنسانية المهندس اللواء عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة ضابط الجيش السابق فقد عاصرته لسنوات طويلة عندما تولي الشركة القابضة لمصرللطيران وكم من الايادي البيضاء كان له الفضل في مدها لمحتاجين ولذلك أدعوه إلي إنقاذ أسرة عم حامد التي سيكون مصيرها التشرد لأن مصدر رزقهم هو ذلك الكشك الذي أسسه عم حامد جندي المدفعية المقاتل. كلي ثقة في انسانية المحافظ.