جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي المهمة في 4 دول أفريقية، تفتح صفحة جديدة وإيجابية في علاقات مصر مع أفريقيا، الجولة تأتي في توقيتها تماماً.. بدأت أمس الأول في تنزانيا شرق أفريقيا وتواصلت أمس في رواندا إحدي الدول المهمة بحوض النيل، وتستمر اليوم وغداً في الجابون وتشاد بأفريقيا الوسطي. النجاح الكبير للزيارة الذي لمسناه جميعاً من الاستقبال الرسمي والشعبي بحفاوة بالغة وترحيب كبير في تنزانيا ورواندا، يؤكد أن أفريقيا كانت تنتظر مصر، تنتظر الدولة الكبيرة التي غابت علي مدار سنوات طويلة فخسرت أفريقيا وخسرت مصر. زيارة السيسي إلي تنزانيا هي الأولي لرئيس مصري منذ عام 1968، غبنا طويلاً عن هذا البلد المهم في شرق قارتنا السمراء، وحفاوة الاستقبال من الرئيس جون ماجو فولي وشعب تنزانيا أكدت أن مصر في قلب وعقل القارة، مصر التي لعبت مع تنزانيا دوراً مهماً في الستينيات أيام الزعيمين عبدالناصر ونيريري للدفاع عن قضايا القارة، تعود بقوة من جديد مع الزعيم عبدالفتاح السيسي لتتحمل مسئوليتها في زعامة القارة والدفاع عن قضاياها. الزيارة المهمة بدأت برسائل مصرية واضحة لا لف فيها ولا دوران من الرئيس السيسي، مصر الكبيرة لا تتآمر علي أحد ولا تتدخل في شئون أحد.. نحرص علي التعاون مع دول القارة وفي القلب منها دول حوض النيل، فطموحنا المشترك مع دول القارة وهدفنا هو الأمن والتنمية والتكامل الإقليمي، ندعم اشقاءنا في حوض النيل لكن دون الإضرار بمصالح مصر المائية، فمياه النيل مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر.. نسعي لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي ودفع العلاقات مع الدول الأربع وكل دول القارة علي كل المسارات. الرسائل المصرية وصلت والرد كان ايجابيا، فرئيس تنزانيا أكد تفهم بلاده الكامل لأهمية نهر النيل بالنسبة لمصر لأنه المصدر الرئيسي للمياه، وهو نفس الموقف في رواندا، والآفاق الجديدة للتعاون التجاري والاقتصادي تم احيائها بالاتفاقيات في كل المجالات. كما كانت الزيارة فرصة مهمة للاتفاق علي التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب، ومناقشة القضايا التي تهم مصر والدول الأربع من ليبيا إلي الصومال ومن الكونغو إلي أفريقيا الوسطي. بعد ثورة يونيو العظيمة قام الاتحاد الأفريقي بتجميد عضوية مصر، لكنه سرعان ما استجاب لإرادة الملايين من الشعب المصري لتعود مصر قلبا نابضا لأفريقيا وبوابة التنمية والاستقرار. في شهور قليلة نجح الرئيس السيسي في تجاوز أخطاء سنوات طويلة، فعدنا إلي أفريقيا وعادت إلينا، وجاءت الزيارة المهمة كترجمة حقيقية لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارتنا السمراء، بالانفتاح علي كل دول أفريقيا، وتعزيز العلاقات معها في كل المجالات، وتكثيف جهود التواصل والتنسيق. الجهد الكبير الذي بذله ويبذله الرئيس السيسي علي مدار الأيام الأربعة يحتاج لأن تلتقطه كل الجهات الحكومية والخاصة في مصر وتستكمله، يحتاج سرعة في العمل والانجاز وتنفيذ الاتفاقيات، الرئيس لا يبخل بوقت أو جهد ويواصل العمل ليل نهار في زيارة الأيام الأربعة، وعلي مؤسسات الدولة ان تكون علي قدر المسئولية لاستكمال هذا الجهد الكبير. نجاح الجولة الأفريقية جاء في وقت حققت فيه الدبلوماسية المصرية نجاحاً آخر بإعادة السفير الإيطالي إلي القاهرة بعد سحبه منذ 16 شهراً، في نفس اليوم الذي كان فيه النائب العام المستشار نبيل صادق يتصل بنظيره الإيطالي ليبلغه بآخر تطورات التحقيق في قضية الطالب ريچيني، روما تأكدت أن مصر جادة في التحقيق وأننا لا نتستر علي أحد.. لتنتهي أزمة خلقها هواة الصيد في الماء العكر وشارك فيها الإعلام المضلل بترديد شائعات من يكرهون مصر ويتآمرون عليها. من أفريقيا إلي أوروبا تتحرك السياسة الخارجية المصرية بثقة وثبات، وتستعيد مصر قوتها وتأثيرها ودورها الكبير.