في أحد المشاهد المسرحية العبقرية..في المسرحية الأشهر »شاهد ماشفش حاجة» قال الراحل بدر الدين نوفل للقاضي: »أنا خليفة خلف الله خلف خلاف المحامي حاضر عن المتهم»..قبل أن يلتفت إلي بطل المسرحية عادل إمام »سرحان عبدالبصير» ولاحظ دلالة الاسم ويبدأ بينهم حوار أضحكنا كثيرا قبل أن يصل الحوار إلي جملة قالها »سرحان»: (أصلهم هما اللي قالولي).. هنا ارتفع صوت المحامي بصوت جهوري: (اثبت يا سيادة القاضي.. أصلهم قالولوه). من الأمور المضحكة جدا في مصر كلمه »أصلهم قالوا» أو »هيقولوا»..و هي كلمة أصبحت جزءا من ثقافتنا وموروثنا الذي لانريد التخلي عنه أبدا.. بل وفي زمن الفضاء المفتوح ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت لازمة في أي حوار مهما كان نوعه وخلقت مهنة جديدة هي مهنة »الفتايين» و هذا الفتاي هو شخص يعمل في أي وظيفة مهما كانت طبيبا و أو مهندسا..الخ في نفس الوقت في حين أنه من الممكن أن يكون حاصلا علي شهادة أقل من المتوسطة قاعد علي القهوة أو ست بيت بتحشي كرنب وهي مش محتاجة خبرة أو مجهود في ظل ثقافة copy و paste ولا أحد يراجع وراء أحد وكله يكتب علي الصفحات أي مهنة والسلام حتي ولو كنت متخصصا وطبيعة وظيفتك تجعلك علي علم بتخصص ما فإنك لاتفهم شيئا فالفتايين هم الصح وأنت الغلط خاصة لو كان الأمر مختلفا مع توجههم الفكري أو الثقافي أو السياسي الذي »اتصب» في دماغهم وماحدش أصلا ها يدور وراهم فالمجتمع الحالي هو نتاج تربية وتعليم وفق نظام »احفظ ثم تقيأ ما حفظت» وزمن قراءة العنوان فيه هو المعلومة وليس قراءة المتن وتشعر أن كلمة »معرفش» أصبحت والعياذ بالله كلمة قبيحة لا يجوز التلفظ بها.. من هنا أقترح إنشاء وزارة جديدة للفتايين والتي سنحل معها كل مشاكل مصر ولن يبقي هناك عاطل في هذه الدولة لإن عدد موظفي هذه الوزارة سوف يكون 95 مليونا فقط ستكون هناك مشكلة وحيدة أن كل واحد فيهم ها يفتي بأحقيته أنه يكون وزيرا