خلال الحوار مع محمد التلاوى يقوم حاليا إبراهيم أبو ذكري رئيس اتحاد المنتجين العرب ورئيس مونديال الإذاعة والتليفزيون بالاستعداد لاستقبال المونديال في دورتة الثانية منتصف الشهر القادم. إقامة المونديال العام الماضي كان مغامرة فنية في ظل الظروف السياسية الصعبة التي كانت تمر بها البلاد من إضرابات ومحاصرة أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل لمدينة الإنتاج الإعلامي التي كان يقام فيها فعاليات المهرجان وحفل الختام. وعما حققه المونديال العام الماضي والجديد هذا العام عن رأيه في خريطة الدراما ومدي تأثرها بالظروف الراهنة وأسئلة أخري كثيرة في هذا الحوار: في البداية بصفتك رئيس اتحاد المنتجين العرب حدثني عن دور الاتحاد في العالم العربي؟ - الاتحاد منذ بداية إنشائه كان عبارة عن اتحاد مهني واهتمامه بشئون المنتج والموزع فقط ووضعنا شروطا تعسفية في البداية بحيث لايمكن الانضمام إلينا إلا إذا كان المنتج تعدي ال200 ساعة إنتاج وغيرها أيضا من الشروط.وعندما أصبح لنا مكانة داخل جامعة الدول العربية أصبحنا أعضاء في أكثر من لجنة خبراء وأصبح لدينا مناسبات عديدة نقيمها مثل الملتقيات ومؤتمرات الإنتاج . أيضا هناك دور نقوم به بين أصحاب المحطات الفضائية وأصحاب الأقمار الصناعية لأن أصحاب الأقمار تقريبا أعضاء في اتحاد المنتجين لذلك لدينا في شبكة البث المشترك 100 قناة وهذه القنوات غالبا مايكون بينها وبين الأقمار مشاكل فنية في التغطية والبث نساعد في القيام بحل هذه المشكلة. أيضا امتد دورنا لخدمة المجتمع المدني. ما هو سبب تعاون اتحاد المنتجين مع المجتمع المدني؟ - نحن لانعيش بمفردنا في هذا العالم وليس من الصواب أن نري أو نفكر سوي في أنفسنا فقط لذلك فكرنا في أن نكون في خدمة المجتمع ولذلك قمنا بعمل حملة تحت مسمي "الأيادي البيضاء" التي تبرز أهمية المرأة بعدما أظهرها علي أنها إما متخلفة جدا أو منحلة جدا. وأنا لدي علي الموقع سيرة ذاتية ل 35 ألف امرأة علي مستوي العالم العربي متميزة ومشرفة وهذه الحملة بدأنا العمل بها ونفذنا 40 حلقة من المرأة النموذج واخترنا من مجموع 10 دول عربية 4 من كل دولة وتم إذاعتها في المحطات العربية.أيضا لا يوجد في الإعلام من أهتم بقضية فلسطين بقدر اهتمام المنتجين العرب فنحن علي سبيل المثال قمنا بالمشاركة في إنشاء قناة فلسطين الفضائية وعملنا يوما للتضامن مع غزة ومع القدس بالشراكة مع اتحاد الاذاعة والتليفزيون ومع 52 قناة فضائية.وجمعنا مليار جنيه للمقاومة الفلسطينية لذلك التحم اتحاد المنتجين بشكل جيد في المجتمع المدني ومازلنا مستمرين. ما هو الجديد في مونديال هذا العام؟ - سيعقد اجتماع اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية في 9 يناير القادم في رام الله ولأول مرة يعقد هناك مؤتمر عربي منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عام 1948 والسبب في اختيار رام الله هو الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لأنهم محرومون من أشقائهم العرب فالزيارة في صالحهم حتي لايضعفوا ورفع روحهم المعنوية علي الأقل وحتي لايشعروا أنهم بمفردهم رغما عن أنف إسرائيل. وبالنسبة لتاشيرة الدخول فإن ختم إسرائيل لن يكون موجودا علي جواز السفر وسوف تكون التأشيرة والختم من الحكومة الفلسطينية. وماذا عن الدورة الثانية للمونديال؟ - منذ بداية اتحاد المنتجين العرب في الأعمال الخاصة بالمجتمع المدني وعملنا مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام 1993 كنا كل عام نجدد في الشكل والمضمون فالعام الماضي كان مغامرة رائعة أنا شخصيا شعرت أنني قدمت شيئا جيدا خصوصا في وقت الظلام الذي كان موجودا من حصار لمدينة الإنتاج الإعلامي من أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل. فهذا العام في الافتتاحية يقدم العرب إهداء لمصر عبارة عن أوبريت بعنوان"في حب مصر" وفي حفل الختام نرد لهم التحية بأوبريت من كلمات الشاعر مصطفي كامل نشكر العرب فيه. وعلي الجانب الآخر سوف يكون هناك مجموعة من الندوات علي هامش المونديال. غالبا ما يكون هناك ندوات تقام علي هامش المهرجان ولكنها ليست مؤثرة "مجرد كلام"فما رأيك؟ - هذا صحيح ،لكن نحن نهدف الي إقامة ندوات نخرج منها بنتائج ملموسة وليست »مجرد شو« وفي نفس الوقت سوف نعتبرها موائد مستديرة علي اعتبار أننا نريد أن نتعرف علي آراء الجميع في المشاكل وطرح حلول لها وتنفيذها ومن أكبر المشاكل التي تواجهنا في عالمنا العربي هي تلك المشكلة الخاصة بالتشويش علي المحطات الفضائية، وفي نفس الوقت نبحث الأسباب والدوافع الخاصة بمسألة التشويش لذلك سوف ندعو كل المعنيين بالأقمار الصناعية العاملة لنبحث معهم مسألة التشويش من الناحية الأخلاقية والقانونية ودوافعها. وبالتوازي مع ذلك سوف نعقد الاجتماع السنوي بين اتحاد إذاعات الدول العربية أيضا سوف يكون هناك اجتماع "اللجنة العليا للإنتاج الإعلامي العربي" وهذه اللجنة منبثقة من وزراء الإعلام العرب وتعقد مرة في العام وسوف يكون مقرها مدينة الإنتاج الإعلامي وأعتقد أن ذلك سوف يكون إضافة للإعلام المصري والنشاطات المصرية الموجودة وبذلك أكون قد استفدت بشيء من المونديال لصالح مصر والعالم العربي. هذا بالإضافة إلي إقامة معرض المرئي والمسموع والهدف منه هو إعطاء جرس إنذار ونشير للعالم بأنه أصبح لايوجد ما يسمي بالاعلام أو الاذاعة والتليفزيون أو السينما ولكن أصبح هناك ما يسمي علم وفن اسمه المرئي والمسموع "ثورة الاتصالات". هل تتوقع أن يقل عدد الضيوف هذا العام؟ - أتوقع أن يكون حضور الضيوف هذا العام كبيرا لأن اللجنة العليا للإنتاج مجبرين بحكم وظائفهم أن يحضروا هذا الاجتماع وعلي نفقتهم الخاصة. وكان هذا الاجتماع يعقد من قبل في اتحاد إذاعات الدول العربية ويشرف عليه اتحاد الإذاعات وهذه اللجنة منبثقة من مجلس وزراء الإعلام العرب ودور اتحاد المنتجين فيها أننا نواب دائمون للرئيس ويترأس هذه الدورة مصر ممثلة في إسماعيل الششتاوي ومن المؤكد أيضا حضور جامعة الدول العربية هذا الاجتماع ونخطط في المستقبل علي أن تكون مدينة الإنتاج الإعلامي مقرا لهذه اللجنة. من ناحية أخري هناك جانب كبير من الحضور من بين المشتركين في المسابقات للمتابعة هذا بالإضافة الي المشاركين في سوق المعدات والإنتاج سوف يكون كبير جدا. وهل سوف تشارك قطر في هذه الدورة من المونديال؟ - لقد حدثني الأمين العام المساعد في اتحاد المنتجين لشئون العلاقات الدولية وقال لي إنهم يرحبون بوجودهم في المونديال فالعلاقات ليست مقطوعة بدليل إن سفيرها مازال موجودا. من المعروف أن هذه النوعية من المهرجانات تساهم في الترويج للصناعة فماذا حققت الدورة الماضية للمونديال ومدي مساهمتها في إبرام صفقات فنية؟ - هناك العديد من الاتفاقات التي تمت وهي نتاج الدورة الأولي للمونديال علي الرغم من الظروف السياسية الصعبة في ذلك الوقت. هناك من يقول إن اتحاد المنتجين لاينتج شيئا فما رأيك؟ - كيف يعقل ذلك وكل أعضائه منتجون. نحن كاتحاد ليست مهمتنا الإنتاج ولكن تقارب جميع الأطراف وهذا يأتي من خلال الملتقيات والندوات فنحن دورنا يقتصر علي الوساطة والتحكيم فكل دول الخليج تستعين بنا كخبراء في التحكيم في المشاكل التي تحدث بين المنتجين أو المعنيين بالصناعة وكانوا سلفا يلجأون إلي النقابات فأنا أطمأنك أن الاستثمار يتم بشكل جيد. أخيرا ما رأيك في الخريطة الدرامية في الوقت الحالي؟ و تفسيرك لاغتراب الدراما السورية للتصوير في الخليج والابتعاد عن مصر؟ - الدراما السورية موجودة وتسير علي نفس الخط الذي تسير عليه الدراما المصرية لكن عندما وجدت الأقمار الصناعية وتم إزالة الحدود الفنية بما أحدث نوعا من التقارب بين الشعوب اعتقد البعض أن الدراما السورية حديثة النشأة والمنافسة وهذا بالطبع غير صحيح فنحن عندما احتفلنا بالعيد ال50 علي إنشاء التليفزيون المصري بعدها بأيام قليلة أحتفلوا هم أيضا بالعيد ال50 علي إنشاء التليفزيون السوري وبالنسبة لاغترابها يرجع ذلك إلي عدم المرونة والصعوبة في إعطاء تسهيلات للتصوير في الشارع أو المطار علي سبيل المثال علي عكس إذا ما ذهبت إلي اليونان مثلا فسوف يرحبون بك ويقدمون لك الشيكولاتة لأنهم يفهمون معني ذلك وأن ذلك يشجع علي السياحة لديهم.وأنا أحب أن أؤكد أن الدراما السورية لا تستطيع أن تنافس الدراما المصرية والعكس صحيح فالدراما تنقسم إلي قسمين هما"الإبداع والصناعة" فالإبداع لا يوجد فيه منافسة "فالمصري مصري، السوري سوري والأردني أردني"ويكون التنافس الحقيقي في الصناعة وهو عندما أذهب الي سوريا مثلا لتصوير مسلسل هناك وبذلك أقوم بتنشيط الصناعة السورية والذي كان يجعلني أتجه الي هناك التسهيلات الكبيرة والمرونة في التعامل.وأنا أعتقد أن السياسة الجديدة للدولة تتجه نحو تدعيم السينما المصرية والدراما أيضا بإمكانيات كبيرة ولدينا الفرصة جيدة لإنتاج مسلسلات ضخمة بتسهيلات من القوات المسلحة أتخيل ذلك.