»الكان».. في خبر كان! في أي سياسة في الدنيا.. هناك أولويات.. وعادة لا يدرك المرء كل أهدافه، ولا يستطيع مهما أوتي من قوة أن يحقق كل أحلامه.. وإنما يسعي، فإن وفق فمرحبا، وإذا لم يوفق يكفيه شرف المحاولة. إذن الاجتهاد مطلوب في كل الأوقات، ولكن تبقي الظروف التي قد تحول دون احراز المكاسب المتتالية. ولعله من الضروري.. أن تتحدد الأولويات، تبعا للترتيب.. وفي ظروف مثل التي أصابت الكرة المصرية في السنوات الست الماضية تجعل قرب التأهل لمونديال موسكو هو الهدف.. ومن أجله يهون أي مكسب في بطولة الأمم الافريقية. منتخب فاز ببطولة القارة كثيرا.. وغاب عنها.. وعن لقبها عدة دورات تالية، فما يضيرها إذا أظهرت شكلا مقبولا تعود به.. علي أن تتواجد في المونديال الذي أخفق في الوصول إليه طويلا. يفوز أحفاد الفراعنة علي أوغندا، أو لم يفوزوا.. تغلبوا علي غانا في الجولة الثالثة والأخيرة، أو لم يتغلبوا.. الأهم عندي وعند الكثيرين، أن نفوز علي أوغندا في تصفيات المونديال.. وعلي غانا في أكرا. قد يتصور البعض أنني ادافع عن المنتخب وجهازه الفني اذا اخفقوا في الجابون.. ولكن الواقع غير ذلك تماما، لأن المونديال أهم.. واللعب في موسكو علي ملاعب محترمة، هو الذي سيقدم الصورة الحضارية للكرة المصرية. وبالمناسبة.. يجب أن يستبعد أصحاب مدرسة الصيد في الماء العكر من »دماغهم» فكرة الاطاحة بكوبر، حتي لو خرجنم الدور الأول لنهائيات افريقيا. يجب أن يعيد الاتحاد الافريقي حساباته في مسألة استضافة الدول لتنظيم بطولة الأمم، حتي لا تذهب البطولة إلي دول لا تملك المقومات والأدوات المطلوبة للنجاح. كيف تجري مباريات علي ملاعب مدمرة.. لا تصلح للاستخدام الآدمي ليتعرض كل هذا العدد من النجوم للاصابات؟ ولماذا يصمم الكاف علي قبول الدول للتنظيم علي مصالحه.. علي حساب مصالح اللعبة؟ وما هي أسس تقييم المستويات الفنية، لوضع سياسات التطوير.. أم أن العملية ماشية »بركاوي»! وأين اتحاد قاري في العالم يصدر قرارا بمنع فرق المجموعة الرابعة التي يلعب فيها منتخب مصر من الاحماء علي الملعب الذي تجري فيه المباريات الرسمية.. إلا إذا كان هذا الملعب »بايظ». ثم.. كيف تقام بطولة »للمعاناة» .. كل عامين؟ يبدو أن الكان.. ستذهب في خبر كان! ماذا ينتظر هاني أبوريدة من الجهاز الفني عندما طلب منه تقريرا عن أسباب اصابة أحمد الشناوي وشريف اكرامي؟ الاتهامات التي طالت أحمد ناجي مدرب حراس المرمي ليست في محلها، لأن الاصابات ضربت معظم الفرق وبخاصة التي تلعب في المجموعة الرابعة. هذه الاتهامات يجب أن توجه إلي الاتحاد الافريقي الذي يصمم علي أن تقام البطولات في أجواء غير مناسبة علي الاطلاق. كثير من المنتخبات التي تلعب في الجابون تضم مجموعة ضخمة من اللاعبين المحترفين في أوروبا.. وأسعارهم نار.. بعض نجوم هذه الفرق تحاول عن طريق أنديتها أن »تخلع» من البطولة الافريقية.. وما أكثرهم. أما الذين لا يريدون أن يتهموا بالتقصير في حق منتخباتهم فيذهبون دون أن يرهقوا أنفسهم في ملاعب »خربانة» يدفعون بسببها ثمن حياتهم الكروية.. القصيرة. وبمرور السنوات.. وفي ظل هذا الوضع المخزي للبطولة القارية.. ستتراجع.. ولن تجدي معها أي عمليات للتسويق. السنغال.. هو أفضل فريق في الجابون حتي الآن.. ولكن ليس بالضرورة أن يحصد اللقب.. أما المفاجأة فهي في المنتخب الجزائري الذي كان أقوي مرشح للبطولة.. ويبقي الحصان الأسود في المنافسات غائب.. وربما يظهر في نهاية الجولة الثانية للتصفيات. كل سنة.. وأنت طيب يا حضري.. أسطورة حراس المرمي.. والنموذج الطموح للاعب كرة القدم.