في ظل ظاهرة فوضي الإفتاء من غير المتخصصين والتي تثير البلبلة بين الناس، تطل علينا قامة علمية عالية ملمة بكل أسرار القرآن، وعلم الحديث، وكل المدارس والمذاهب الفقهية، وجه طيب يشع نورا وينطق بصحيح الدين عن تواضع واستحياء، فهو إنسان رائع ينتمي إلي عصر الزمن الجميل، وتربي علي مبادئ الفضيلة والقيم الأصيلة، إنه العالم الجليل الدكتور مجدي عاشور (المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية)، آراه بين الحين والآخر علي شاشة القناة الأولي المصرية في برنامج (حديث الروح)، وكان من الممكن أن يصبح نجما علي الفضائيات العربية »إياها» التي تهاجم مصر والتي تحتضن هذه الحفنة من عبدة الدرهم والريال والدولار، وتقدم الفتاوي »جاهزة».. »وتفصيل» بعد أن أصبح الدين فريسة لكل من يريد الظهور وتحقيق الشهرة والكسب، لكنه يرفضها رغم طلاقته في الحديث وعلمه الغزير، لأنه يزهد المال وآخر اهتماماته المادة! وكان من حسن حظي أن قابلته في حضرة صوفية بالمقطم، شدتني بلاغته، وعلمه، وعمق تفكيره، وفتاواه المستنيرة في القضايا المعاصرة والمشاكل الحديثة، كما نال إعجاب كل الحاضرين، فهو عالم (موسوعي) ومثقف، ومستنير، ولم يغلق اجتهاداته علي علوم الدين وحدها دون علوم الحياة فقط، وهو ضليع في الفقه والشريعة والتفسير، ومع ذلك بما يملكه من طلاوة وحسن ورونق الكلام، ميسرا لا معسرا.. ومبشرا لا منفرا. العالم الفقيه الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أتوقع له مستقبلا باهرا في مناصب رفيعة بالمؤسسة الدينية في مصر، فكل إمكانياته المتفردة تؤهله لذلك!