تحتفل مصر بالذكري ال43 لانتصار السادس من أكتوبر العظيم، هذا اليوم الذي تحقق فيه أعظم انتصار علي يد أبطال قواتنا المسلحة خير أجناد الأرض، فكان العبور العظيم لقناة السويس وتدمير خط بارليف وزلزلة مواقع الجيش الإسرائيلي داخل سيناء، فتهاوت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وصارت حرب أكتوبر ملحمة عسكرية سياسية شعبية تضافرت فيها جميع جهود أبناء الوطن، وأصبحت تدرّس في كافة المعاهد العسكرية الدولية بعد أن تسببت في قلب موازين الحروب والمعارك العسكرية علي وجه البسيطة.. كل 6 أكتوبر وشعب مصر العظيم بخير، هذا الشعب الذي كان أيضا بطلا في هذه المعركة ووقف خلف قواته المسلحة والقيادة السياسية بقوة من أجل إزالة آثار العدوان علي أرضه الحبيبة، فتحقق الإنجاز وتم تجاوز محنة النكسة وتحقق أغلي وأعظم الانتصارات، وعادت سيناء أرض الفيروز إلي حضن الوطن وارتفعت الهامة المصرية والعربية إلي عنان السماء في كرامة وكبرياء.. ويعتقد المراقبون أن نصر أكتوبر أعاد رسم خريطة القوي في العالم، فلم تكن حرب أكتوبر مجرد حرب للعبور وتحرير الأرض فقط بل رفعت الهامة العربية، وأدرك الجميع متغيرات جديدة مثل استخدام سلاح البترول العربي حينذاك، وكان نموذجا يحتذي به في أن قوة العرب هي دائما في اتحادهم. واليوم ونحن نحتفل بذكري هذا الإنجاز العسكري الهائل غير المسبوق في حياة الشعوب العربية والشعب المصري علي وجه الخصوص، كلنا أمل أن يستلهم الجميع روح أكتوبر العظيمة وأن تتكاتف الجهود الوطنية من أجل خوض معركة البناء في الداخل ودفع سفينة الوطن إلي بر الأمان، وكلنا آمال أن تتحد الإرادة العربية حتي يمكن احتواء الأزمات التي تمر بها المنطقة ليصبح الشرق الأوسط واحة للأمن والاستقرار.. وكل أكتوبر ومصر بخير وأمان تنتقل من نصر إلي نصر بإذن الله.