نور- العشق الممنوع- فاطمة- ميرنا وخليل- سنوات الضياع" جميعها أسماء مسلسلات تركية انتشرت في الآونة الأخيرة مدبلجة إلى العربية، وأغلبها باللهجتين السورية واللبنانية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب عدد ضخم من شعوب الدول العربية، وأصبحت معظم الشاشات المصرية والعربية تقدم في خريطتها مسلسلًا تركيا أو أكثر؛ نتيجة لزيادة إقبال المعلنين عليه، وهو ما يُمثِّل ربحًا تسعى إليه أي قناة.. ووصل الأمر أيضًا لتعلق عدد كبير من الجنس الناعم بأبطال هذه الأعمال، وعلى سبيل المثال "كريم" بطل مسلسل "فاطمة"، والذي انتشرت صورته بشكل كبير على الحسابات الشخصية للفتيات العرب في الفترة الأخيرة سواء على "الفيس بوك" أو على "تويتر". حول ما سبق علَّقت رانيا يوسف، قائلة: "بصراحة أشعر بالغيرة منهم؛ لأنهم يُقدِّمون العمل بضمير، ويظهر ذلك على الشاشة سواء في الأداء أو التصوير والديكور وملابس الأبطال". وأضافت: "الأفضل أن نعيد حساباتنا في الدراما، خصوصًا أن بعض القنوات بدأت حاليًّا تفضل العمل التركي عن المصري، وتضعه في أوقات مميزة للعرض، ويعاد أكثر من مرة، وذلك نتيجة المواضيع التي تناقشها هذه الأعمال". ويقول إدوارد: "لا أشاهدها باستمرار، ولكنها تتميز بالرومانسية الزائدة والمناظر الجمالية المتعددة، ويعيبها طول حلقاتها". وأضاف ساخرًا: "بيقولوا فيه مسلسل تركي تجاوز 1500حلقة". واستكمل إدوارد حديثه قائلًا: "من الغريب انتشار هذه المسلسلات خصوصًا أنها لا تعبر عن الواقع الذي نعيشه سواء في أبطالها أو أحداثها، ولكنها تجذب عددًا كبيرًا من السيدات اللائي يعشقن أبطال تلك الأعمال، ويفضلن جرعة الرومانسية الزائدة عن الواقع المصري الذي يُعرَض في المسلسلات المصرية". وحول هذه الظاهرة علَّقت هالة صدقي قائلة: "أشاهدها كثيرًا طوال وجودي في المنزل وعدم انشغالي بالتصوير، وأتأثر بشخصياتها. ومن أكثر ما شاهدت مسلسل "العشق الممنوع" وأعترف أنها أثَّرت على تسويق مسلسلات نجوم مصريين خصوصًا على الشاشات العربية، ولكنها "موضة" مثلها مثل انتشار الدراما السورية في وقت من الأوقات، وقبلها الدراما المكسيكية وحتى الصينية". وأضافت صدقي: "الدراما المصرية هي السبب الأساسي في تراجع نفسها؛ نتيجة عدم تقديم مواضيع جديدة، والتركيز كل عام على نفس المشاكل والقضايا القديمة التي ملَّ منها الجمهور، وربما أكثر من المسلسلات التركي والمكسيكي، بالإضافة لانحصار الموسم على شهر رمضان فقط طوال العام، ما يضعف فرص المشاهدة عكس التركي الذي أصبح يشاهد طوال العام". وعلى جانب آخر، صرَّح محمد عبد الله رئيس القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتلفزيون، بوجود صعوبة في تسويق المسلسل المصري على الشاشات العربية خصوصًا في آخر ثلاث سنوات؛ نتيجة ارتفاع القيمة المادية المسلسل، وهو ما اعتبرته كثير من القنوات مبالغًا فيه. وأنهى رئيس القطاع الاقتصادي كلامه قائلًا: "إن القطاع يُقدِّم هذا العام 13مسلسلًا سواء إنتاج مشترك أو إنتاج مباشر، من بينها مسلسل عادل إمام "فرقة ناجي عطا الله" و"الإمام الغزالي". وانتهينا من تسويق عدد كبير منها بشكل يليق بقيمة الدراما المصرية، ونأمل خلال الفترة المقبلة أن نعيد للأعمال المصرية رونقها على جميع الشاشات العربية مرة أخرى".