حينما يتم استطلاع هذه القصة، سيتوارد إلى الذهن مجموعة من المشاهد الخيالية المأخوذة من أفلام صنفها البعض أنها "رعب معوي"، مثل The Hill Have Eyes، إلا أن الأحداث هنا حقيقية تماما، من بطولة مجموعة من المسوخ الآدمية، لا تقل في وحشيتها عن المسوخ المشوهة في الفيلم المذكور. جينا ديجيزس 23 عاما، ميشيل نايت 30 عاما، وأماندا بيري 26 عاما وابنتها الصغيرة ذات السنوات الست، استطعن الهرب من قبو منزل الرعب، في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، على بعد 3 أميال من المنطقة التي أبلغ عن اختفائهن فيها ما بين عامي 2002 و2004، بعد أن قضين هناك عشر سنوات، مختطفات، ويتم اغتصابهن بصورة دورية، على يد ثلاثة أشقاء. حينما وجدت أماندا بيري الشرطة في مواجهتها، انهارت باكية وهي تصيح: "أنا حرة"، وهي التي استطاعت الهرب بعد أن سمع صراخها تشارليز رمزي، أحد الجيران الأبطال، ويقرر الاتصال برقم النجدة الشهير 911، ويتم إنقاذهن، بينما أعطت الشرطة معلومات عن وجود فتاتين أخريين في القبو، وكذلك أسماء المغتصبين الثلاثة، وكان أولهم هو أرييل كاسترو 52 عاما، وشقيقيه أونيل وبيدرو، واستطاعت الشرطة احتجازهم تمهيدا لمحاكمتهم. اللقاءات العائلية كانت عاصفة، بعد أن بقين تحت ملاحظة الأطباء في المستشفى حتى سمحوا لهن بالخروج. بيث سيرانو شقيقة أماندا، لم تستسلم أبدا في البحث عن أختها المفقودة منذ عيد ميلادها السابع عشر في 2003، ولم تتمكن من كبت جماح نفسها في احتضان أختها بشدة، واحتضان ابنتها ذات السنوات الست التي أنجبتها داخل ذلك القبو الرهيب. أما جينا ديجيزس، فقد قالت عمتها ساندرا رويز تعليقا عما حدث: "إن كنتم لا تؤمنون بالمعجزات، فعليكم التفكير في ذلك مجددا". تحقيقات الشرطة أفادت فيما بعد أن أرييل كاسترو احتجز ثلاثتهن في منزل أوهايو، وقيدهن بالسلاسل والشرائط اللاصقة، كل واحدة في غرفة منفصلة، إلا أنه في بعض الأحيان كان يجمعهن في غرفة واحدة. ومن فحص مسرح الجريمة جاءت التقارير تؤكد أن الفتيات الثلاث قد أنجبن أكثر من مرة، لوجود دلائل على ميلاد خمسة أطفال في ذلك المكان، كما عانت إحدى الضحايا من الإجهاض 3 مرات، بسبب سوء التغذية. يقول تشارليز رمزي، الجار الذي ساهم في إنقاذ الفتيات الثلاث: "كنت أتناول غدائي في أحد مطاعم الوجبات السريعة، ثم سمعت صراخ أماندا. خرجت من المطعم لأجد الفتاة خلف باب زجاجي مغلق، حيث هتفت عندما رأتني: أنقذني أرجوك، أنا هنا منذ فترة طويلة جدا"، ويكمل رمزي قائلا: "عرفت أن هناك شيء خطأ، عندما وجدت فتاة بيضاء جميلة ضئيلة الحجم تجري وترمي نفسها بين يدي رجل أسود مثلي"، ويستكمل رمزي عن المتهم الأساسي في القضية: "جئت هنا منذ عام تقريبا، وكثيرا ما أقمت حفلات للشواء مع كاسترو، وأكلنا الأضلاع، وكنا نستمع سويا لموسيقى الصالصا، ولم يكن هناك أي دليل على وجود أماندا بالداخل أو أي إنسان آخر، حيث أن كاسترو لم يكن مريبا، هو يقوم بأشياء عادية لا تستدعي أن يلاحظه أحد".