الكيباه (القبعة اليهودية) في كل مكان على رؤوس اليهود، الذين يجتمعون لأول مرة منذ أعوام من جميع أنحاء البلاد؛ لحضور جنازة كارمن وينشتين، رئيسة الطائفة اليهودية السابقة بمصر، وتنتشر أحجبة الرأس في كل جنبات المعبد اليهودي بشارع عدلي على رؤوس المسلمات، الذين حرصوا على توديع زعيمة يهود مصر. بدأت مراسم جنازة وينشتين بمقر الطائفة بحضور السفير الإسرائيلي يعقوب أميتاي، ورئيسة الطائفة الجديدة ماجدة هارون، وعدد من أعضاء الطائفة، وتم وضع جثمان وينشتين في منتصف إحدى القاعات داخل المعبد اليهودي لبدء الصلاة عليه. وبدأ السفير الإسرائيلي نعيه لرئيسة الجالية اليهودية السابقة بمصر قائلا: "نشعر جميعا بالحزن والأسى لوفاة السيدة كارمن رئيسة الجالية، لأنها شخصية محترمة تخدم الجميع، وعملت على خدمة الجالية اليهودية في مصر". وأضاف أن "كارمن كانت صديقة مقربة لي وعزيزة جدا عليَّ، وكانت حلقة متينة بسلسة الطائفة اليهودية الباقية في مصر، وترأَّست الطائفة في ظروف صعبة جدا، وحاولت الحفاظ على التراث اليهودي في مصر من الضياع"، مختتما كلمته بالدعاء بأن يغفر الله لها ويسكنها فسيح جناته. وتلت كلمة السفير الإسرائيلي كلمة رئيسة الجالية اليهودية المنتخبة ماجدة هارون، التي تحدثت عن شجاعة الراحلة في محاولتها للحفاظ على التراث اليهودي في مصر وخدمة أعضاء الجالية، وأضافت أنها تتعجب من عدم حضور ممثلين عن الحكومة المصرية، رغم أن الرئيس محمد مرسي في حديثه مع مجلة "نيويورك تايمز" أشاد بصفات كارمن، وأكد أنه قدم التعازي للجالية اليهودية في مصر. وأكدت ماجدة أنها ستحاول كسر الحواجز بين المصريين والطائفة اليهودية، واختتمت كلمتها بتوصية شعب مصر بالتراث اليهودي، معربة عن مخاوفها من أنه بعد وفاة كل أعضاء الجالية اليهودية لن يهتم أحد في مصر بالتراث اليهودي. وعلَّق المخرج أمير رمسيس على حضور السفير الإسرائيلي للجنازة قائلا إن ذلك "لا يعني وجود تواصل بين السفارة الإسرائيلية والطائفة اليهودية، خاصة أن ماجدة هارون رئيسة الطائفة ترفض أي دعم من إسرائيل للطائفة". رئيسة الطائفة الجديدة تتعجب من عدم حضور ممثل عن الحكومة رغم تصريحات "مرسي" ورمسيس، مخرج فيلم "عن يهود مصر"، الذي توطدت علاقته بهارون وأعضاء الطائفة بعد ظهور الفيلم، الذي تناول خروج اليهود من مصر، جاء اليوم ليوثق جنازة كارمن، مؤكدا أن اليهود يعتبرون الجنازة حدثا غير عادي، لأنها فرصة لتجمع كل أعضاء الطائفة. وقالت ميمي، اليهودية التي تعيش في وسط القاهرة، والتي يخفي المكياج الذي تضعه تجاعيد وجهها، لكن "حدب" ظهرها يُبرز كبر سنها، ورغم مخاوفها من الحديث عن السياسة، إن "مفيش أحلى من مصر، ومش هسيبها وسيتم دفني بها"، مضيفة: "سافرت إلى الخارج كثيرا وشُفت معاملتهم لينا، ومافيش زي هنا". أما خوشيه، اليهودي المصري الذي يعيش في الإسكندرية، فقال إن كارمن كانت تسعى لبناء معبد يهودي بمصر القديمة، وشدد على أنها حافظت على تراث العائلة اليهودية في مصر، وواجهت عددا من الصعاب، لكنها جعلت اليهود متمسكين بمصريتهم وبقائهم في البلد.