واجه إعلان الدكتور سيف الدين عبدالفتاح مستشار رئيس الجمهورية، استعداد مصر للمشاركة فى تدخل عسكرى عربى فى سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد، رفض العديد من الخبراء الاستراتيجيين، الذين قالوا إن «مصر ستشارك بجنودها بينما يشارك آخرون بفلوسهم، مما يجعلنا نبدو كجنود مرتزقة». وقال عبدالفتاح فى تصريحات لوكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس الأول، إن «مصر تدرس المقترح القطرى بشأن التدخل العسكرى العربى فى سوريا، وستجرى اتصالات مع الدوحة وأنقرة قريباً حول هذا المقترح». وأشار مستشار الرئيس إلى أن «القاهرة ربما تدفع تركيا لتنشيط المقترح القطرى ودعم التدخل العربى فى سوريا»، مضيفاً أن «هذا الأمر سيتطرق إليه الرئيس محمد مرسى ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى خلال لقائهما المقبل». وأضاف عبدالفتاح «نحن مستعدون من حيث المبدأ للمشاركة فى التدخل العربى فى سوريا، ولكن بعد التعرف على حدود وأهداف وملامح هذا التدخل»، مشدداً على «تمسك مصر برفض التدخل الأجنبى فى سوريا». كان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، دعا، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضى، إلى تدخل عربى فى سوريا، مشدداً على أنه «من الأفضل للدول العربية أن تتدخل انطلاقاً من واجباتها الإنسانية والسياسية والعسكرية، بعد فشل مجلس الأمن فى التوصل إلى موقف موحد بشأن سوريا». وعن المبادرة المصرية الرباعية لحل الأزمة السورية، قال عبدالفتاح «من السابق للأوان القول إنها أخفقت، ولكن نستطيع وصفها بأنها مبادرة النفس الطويل»، مضيفاً أن «إلغاء اجتماع دول المبادرة الرباعية فى نيويورك الأسبوع الماضى، لا يعنى فشلها، ولكن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات ثنائية بين دول المبادرة (مصر وتركيا وإيران والسعودية) وربما نحاول أن نجعل الأمور تصل لاتفاق الحد الأدنى». فى المقابل، اعتبر اللواء طلعت مسلم، الخبير فى الشئون العسكرية والاستراتيجية، الطرح الذى أعلن عنه الدكتور سيف عبدالفتاح بالأمر الخطير للغاية ولا يتناسب مع ظروف مصر فى المرحلة الحالية. وقال ل«الوطن»، «يبدو أن الرئيس يسعى لإقحامنا فى صراعات لا شأن لنا بها، فضلاً عن أن القوة المالية لمصر لا تحتمل الدخول فى حروب خلال الفترة الحالية، بما سيعنى أن مصر ستشارك بجنودها بينما يشارك آخرون بفلوسهم، مما يجعلنا نبدو كجنود مرتزقة». وتابع: «علينا السعى لحل مشاكل الأمن القومى التى نعانى منها بدلاً من التدخل فى شئون الدول الأخرى، وإذا ما أراد الرئيس المشاركة فى حل الأزمة السورية فعليه اللجوء للمباحثات الدبلوماسية». ورفض اللواء حمدى بخيت، الخبير الأمنى والاستراتيجى، الحديث عن أى تدخل عسكرى مصرى فى الشأن السورى، حتى وإن كان ذلك فى إطار قوات عربية. وقال: «الدكتور سيف عبدالفتاح يتبنى المقترح القطرى بالتدخل العربى المسلح فى الشأن السورى لأنه كان يعمل فى قطر قبل الثورة ويتحدث بلسان قطر وليس مصر، فلا يصح أن يصرح باستخدام القوات المسلحة فى النزاعات الداخلية لأى دولة عربية أخرى». وأضاف: «استخدام القوات المسلحة يجب أن يكون لحماية الأمن القومى فقط وليس مجاملة لقطر أو أى دولة أخرى»، وأشار إلى أن قطر لو أرادت التدخل فى الشأن السورى عسكرياً فلن تتدخل بأدواتها ولكن باستخدام الجيش المصرى وتوزيعه على البلاد العربية، حتى آخر جندى، وشدد على أن الجيش المصرى لا يتبع قطر أو غيرها. وهاجم الخبير الاستراتيجى، الدكتور سيف عبدالفتاح قائلاً: «للأسف عبدالفتاح لا يمتلك أى خبرة استراتيجية حتى يتحدث عن التدخل المصرى أو العربى عسكرياً فى الشأن السورى، ولو كان يقرأ لأدرك أن وضع الجيش المصرى الآن لا يسمح له بالخروج ولو متراً واحداً خارج حدوده». وقال اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولى للدارسات المستقبلية والاستراتيجية، إن الاقتراح القطرى يستهدف إدخال قوات حفظ سلام عربية وليس قوات ومعدات عسكرية عربية، وأضاف، «إذا كان الأمر يعنى تدخلاً عسكرياً عربياً فى حل القضية السورية فهذا غير مفهوم وغير واضح، فلا يوجد جيش عربى تحت قيادة جامعة الدول العربية للتدخل العسكرى فى الشأن السورى». وأكد سليمان أنه يرفض أى تدخل عسكرى سواء كان عربياً أو دولياً فى الشأن السورى لعدم توافق المجتمع الدولى حول هذا الأمر، مضيفاً: «الأزمة ستظل مستمرة كحرب أهلية، ومساعدة الجيش السورى الحر لحين القضاء على نظام بشار وحل الأزمة الداخلية».