تعد النجمة شيرين وجدى واحدة من أهم الأصوات الغنائية فى الوطن العربى، وكانت ألبوماتها وحفلاتها تحقق نجاحا كبيرا، ووصلت إلى قمة النجومية لكنها ضحت بذلك كله من أجل أن تقف بجوار زوجها رجل الأعمال إيهاب طلعت فى أزمته الشهيرة، وترافقه فى لندن منذ حوالى 8 سنوات. لكن مع عودة شيرين وجدى إلى القاهرة مؤخرا مع زوجها إيهاب طلعت باتت الأسئلة تدور حول متى تعود إلى عالم الغناء من جديد، وكيف ستكون عودتها مرة أخرى إلى عالم الشهرة والأضواء، وهل ندمت على ابتعادها عن النجومية، وما رأيها فى سوق الكاسيت حاليا. «اليوم السابع» التقت بشيرين وجدى فى أول حوار صحفى لها بعد عودتها وغيابها عن الإعلام 8 سنوات منذ عام 2006. دعينا فى البداية نبدأ بالحديث عن الأزمة الأخيرة التى عشتها مع زوجك إيهاب طلعت والفترة الصعبة التى مرت عليك؟ - بالتأكيد هى فترة صعبة خاصة بعد أن استغرقت ما يقرب من 8 سنوات، وتركت عالم الفن تماما من أجل أن أتفرغ وأكون بجوار أسرتى، لاسيما وأننى كنت طوال هذه الفترة أتنقل ما بين لندنوالقاهرة، وعانيت من حالة عدم الاستقرار، وهو أصعب شىء يمر على الفنان، لأننى أعتبر الفن بالنسبة لى هواية، كما أن أصعب فترة مرت على فى تلك الفترة هى أثناء منعى من دخول مصر فى بداية الأمر لمدة 3 أشهر، وكانت ابنتى الصغيرة «نور» حديثة الولادة ولديها من العمر 4 أشهر فقط ولم أستطع رؤيتها أو التواجد بجوارها فى تلك الفترة وكل هذا كان يفوق طاقتى بكثير ولا أستطيع تحمله. هل فكرت أثناء الأزمة والسنوات الطويلة التى مرت عليك فى الانفصال عن زوجك والتفرغ لفنك وجمهورك، خاصة بعد أن حققت الكثير من الشهرة والنجومية؟ - لا يجوز أن أفكر فى نفسى أكثر من أسرتى، ولابد أن أفضل أسرتى على أى شىء لأن الأسرة هى التى تدوم وتبقى مدى الحياة، فتلك الفترة لم أفكر لحظة واحدة فى التخلى عن زوجى، بالعكس رأيت أن من الضرورى والطبيعى أن أكون بجواره فى هذا التوقيت تحديدا. ما أكثر شائعة صدرت بحقك وضايقتك فى تلك الفترة؟ - إطلاق كلمة «الهارب» على زوجى إيهاب طلعت وهى كلمة غير حقيقية لأنه خرج من مطار القاهرة بغرض عمل عملية جراحية فى لندن، وبعد ذلك حدثت المشكلة الشهيرة، ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول أن يقوم بتسويات لإنهاء الأمر ولكن واجه تعنتا كبيرا من بعض المسؤولين بتلك الفترة، وواجهنا ظلما كبيرا، ولو كما قالوا «هارب» ما كان ليفكر فى العودة منذ يومه الأول وإجراء تسوية، ولكنه يعشق تراب هذا البلد فقام بعمل المستحيل من أجل العودة من جديد. من أكثر الداعمين لشيرين وجدى فى تلك الفترة؟ - هناك الكثير من أصدقائى من الوسط الفنى لا أفضل أن أفصح عن أسمائهم ولكن كانوا بجوارى ويطمئنون على باستمرار سواء هاتفيا أو حينما يأتون إلى لندن، ولابد أن نتقابل سويا هناك، وبالنسبة لى عائلتى كانوا من أقرب الناس لى وظلوا داعمين لى منذ أول يوم إلى وقتنا هذا، إضافة إلى نسرين لطفى وطارق عبدالعزيز وهما المحامين بالقضية ولا أنسى دورهما أبدا. وما أكثر الأشياء التى استفدت منها؟ - بالتأكيد، فى كل أزمة يتعرض لها الشخص يستفيد خبرة منها فى كيفية التعامل مع الحياة، إضافة إلى اكتساب أصدقاء جدد من خارج الوسط الفنى، والأهم هو تقربى أكثر إلى المولى سبحانه وتعالى. أثناء غيابك عن الوسط الفنى صعدت عدد من المطربات إلى النجومية وحققن نجاحا كبيرا، هل يقلقك ذلك؟ - الساحة كما هى منذ أن تركتها ولم يحدث سوى أن هناك عددا من المطربات زدن شعبيتهم، ولا توجد إلا أغانى المهرجانات الشعبية فقط هى التى برزت على الساحة طوال هذه الفترة. بالحديث عن أغانى المهرجانات.. ما رأيك بها؟ - أغانى المهرجانات نجحت فى أن تحدث حالة من الفرح عند الناس لذلك استطاعت أن تنجح ولكن لابد أن يطوروا منها حتى تستمر، بدلا من أن تكون ظاهرة وتختفى. لماذا لم تطرحى طوال هذه الفترة أغنية سنجل من أجل التواجد وسط جمهورك؟ - حتى الآن لم أحدد وجهتى المقبلة وما هى الخطوة التى سأقوم بها، كما أن طوال هذه السنوات لم أستطع أن أطرح أى أغنية، لأننى نفسيا كنت غير مهيئة لذلك، لأن الهدف من غنائى ليس الربح، حيث أغنى لأننى أحب أن أفعل ذلك وهى هوايتى التى أحب إشباعها، وكنت طوال الأزمة التى مرت غير مستعدة للغناء على الإطلاق. البعض يجهل أن اسمك «شيرين وجدى» يعود إلى الإذاعى الشهير «وجدى الحكيم» فما الذى حدث من أجل اختيار اسمك وبداية دخولك عالم الغناء؟ - فى بداية دخولى الوسط الفنى كان لابد أن يكون عن طريق الإذاعة والتليفزيون، حيث كان يخضع الفنان لامتحان قبل الغناء، ومن حسن حظى أن اللجنة التى كنت أمتحن أمامها بها الكثير من العملاقة مثل حلمى بكر ومحمد الموجى وسناء منصور ووجدى الحكيم، وكان يتولى تدريبى وقتها إبراهيم الحجار، وبالفعل ذاكرت كثيرا إلى أن غنيت وتم قبولى وقتها وبعد ذلك قمت بالغناء فى حفل الإعلاميين، والذى أعطانى هذه الفرصة وجدى الحكيم لأنه كان رئيس اللجنة، لذلك فضل وقتها المقربون منى أن يكون اسمى «شيرين وجدى» ليكون اسما موسيقيا، كما أن هذا الحفل فتح لى أبواب الشهرة، لأننى بعدها قمت بالتمثيل فى مسلسل «بوابة الحلوانى»، وقدمت دور «ألمظ» الذى استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا وقتها. أكثر فترة شعرت بها بقمة نجاحاتك الفنية؟ - عقب نجاح أغنية «لو بينا إيه»، ومن وقتها بدأ الكثير من العروض تنهال على من أجل الغناء فى المهرجانات الدولية مثل مهرجان «جرش»، وكنت المطربة المصرية الثانية التى تغنى فى هذا المهرجان بعد غياب 17 سنة من غناء النجمة الكبيرة نجاة الصغيرة، وكنت فى تلك الفترة أمكث بالأشهر خارج البلاد، لدرجة أننى من شدة العمل المتواصل وقتها كنت أبكى لأننى كما قلت الموضوع بالنسبة لى هواية وليس الغرض منه الربح. بصراحة شديدة.. دائما يقال إن إيهاب طلعت هو السبب فى نجاحك؟ - النجاح لا يُشترى، لأنه مهما أنفق أحد من أموال على فنان لا يحظى بقبول من الجمهور لن يفيده بشىء، ولكنى أتساءل هل كان إيهاب هو أيضا الذى يسفرنى بالمهرجانات بالخارج؟ وهل هو أيضاً الذى أحضر 15 ألف شخص فى حفلاتى بالخارج وتحديدا مهرجان قرطاج؟ ده لو وزير الإعلام فى الوطن العربى بأكمله لما كان يقدر على ذلك، مع العلم بأننى أغنى وأمثل قبل معرفتى بإيهاب طلعت، فالذى رشحنى فى العمل ب«بوابة الحلوانى» كان الموسيقار الكبير بليغ حمدى، والدور الذى قمت به فى المسلسل كان حلم عمر نصف مطربات مصر فى تلك الفترة، وكنت متعاقدة مع «روتانا» لإنتاج ألبوماتى الغنائية، وذلك بفضل نجاحى وليس لإيهاب أى علاقة بذلك، وهذا لا يخفى أن أقوم باستشارته فى جميع أعمالى، لأنه صاحب عبقرية هائلة وأستفيد دائما من آرائه باستمرار. هل تحبين لقب أم البنات؟ - بالتأكيد فهو لقبى المفضل، والحمد لله ربنا رزقنى ب 4 بنات وهن: نهلة تخرجت منذ عامين، وفاطمة لديها 14 عاما، وفرح 12 عاما ونور 8 سنوات. هل ستمانعين إذا رغبت إحداهن فى التمثيل أو الغناء؟ - نعمل دائما على تربيتهن جيدا لأن البنت إذا لاقت تربية حسنة تكون أفضل من 100 ولد، ولكنى لا أمانع فى أن يعملن أى شىء طالما ليس مخلا للقواعد، وبالنسبة لهن فكل واحدة منهن لها حرية اختيار فى أن تعمل ما تحب، وليس شرط الغناء أو التمثيل، ولكن الأهم أن تسعى وراء موهبتها بالشكل الذى يحقق أحلامها، وتكون فى صالح وخدمة المجتمع. فى النهاية ما النصائح التى توجهينها لإيهاب طلعت خلال الفترة المقبلة؟ - ونحن فى لندن قمت بشراء لافتة له نصها كالتالى: «أنت قد تتخيل نفسك ضعيفا ولكنك أقوى مما تتخيل». بواسطة: Mahmoud Aziz