اخبار مصر مفاجآت خطيرة حصلت عليها «التحرير» فى أثناء حوارها مع الحاجة روحية، والدة شهيد الأمن الوطنى المقدم محمد مبروك، بكشفها عن تلقى نجلها تهديدات بالقتل من قيادات إخوانية منها عصام العريان ومحمد البلتاجى قبل القبض عليهما، وأضافت أنهما طلبا منه إغلاق ملفات القضايا التى يباشرها حول تخابر مرسى وقيادات الإخوان، وأكدت أن محمد رفض الاستجابة للتهديدات وأخبرها أن هذه شهادة حق ولن يتخلى عن القضية، مطالبا والدته بعدم الخوف عليه، وأن الأعمار بيد الله. وبدأت والدة الشهيد حديثها «مش مصدقة لغاية دلوقت إن محمد راح منى ربنا يقبلوا شهيد.. ونارى مش هتهدى إلا عندما يقتص من القتلة وربنا يبارك فى زمايله». وأضافت فى صوت واهن «محمد قدم حياته فدا للبلد، بس ماكنتش أتصور أن يموت بهذه الطريقة الدنيئة والبشعة». وتابعت الحاجة روحية «حاولوا قتله لأنه مسؤول عن ملف خاص بالإخوان المسلمين وخاص بقضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول، وقضية هروب عدد من قيادات الإخوان المسلمين من سجن وادى النطرون». ثم أشارت قائلة «لم ولن أصدق أن محمد مات، وانى مش هشوفه تانى، وكل ما أتمناه الآن أن يتم دفنى معه، لم أتخيل الحياة بدونه، فهو نجلى الوحيد ووالده رجل مسن ومصاب بشلل تام بالقدم وعدم القدرة على التحدث، ومبروك كان الضحكة اللى فى حياتنا». كما أضافت أن نجلها الشهيد كان يقوم بالاتصال الهاتفى بها فى كل موعد دواء ليخبرها بأن تأخذه ولم ينس أى موعد أبدا. وأضافت أن نجلها سبق له أن تلقى اتصالات هاتفية من عدد من قيادات الإخوان منهم محمد البلتاجى وعصام العريان قالوا له فيها إنهم سيقتلونه بسبب هذا الملف، لكنه لم يبال، وقال لها «هذه شهادة حق ولن أتوانى فى تسليم هذه القيادات إلى المحاكمة العادلة، حتى ينتهى جرم الإخوان المسلمين فى حق الشعب المصرى». ثم صاحت الأم قائلة «أود أن أوجه سؤالا إلى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، لماذا لم يتم تأمين نجلى على الرغم من علمكم بمدى أهمية المعلومات التى يعرفها؟». واستطردت «الشهيد كان دائما يأبى أن يحمل السلاح الخاص به، ويقول لها إن السلاح لا يستطيع أن يحميه إذا أراد الله أن يتوفاه». وعندما سألناها عما تتمناه الآن أجابت «كل ما أتمناه الآن أن يأتى الله بحق نجلى الوحيد من هؤلاء السفهاء ويتم القصاص منهم». وأضافت «لقد طلبت من وزير الداخلية أنه عندما يتم القبض على هؤلاء القتلة أريد قتلهم بيدى حتى تطفئ نار قلبى وأشعر أن محمد رُد له حقه»، ثم انهمرت فى نوبة من البكاء المستمر، ثم تابعت «محمد اتصل بى فى الساعة التاسعة من مساء أول من أمس، وطلب منى أن آخذ علاج السكر وطلب منى الدعاء له، وسأل عن صحة والده، واختتم كلامه معى بأنه قام بالاتصال بى حتى يطمأن علىّ وعلى والده، ويذكرنى بأخذ العلاج فى موعده، وطلب منى الدعاء له»، ثم قالت «لم أعلم أن هذه ستكون المكالمة الأخيرة، آخر مرة أسمع فيها صوته»، شردت الأم قليلا وتابعت فى حسرة «كنت أود لو أطال فى المكالمة لفترة أطول وقتها لكان لم يقتل على يد هؤلاء القتلة». واستدركت «حسبى الله ونعم الوكيل فى من تسبب بحرمانى من ابنى الوحيد، وأتمنى من الله أن يقطع يد القتلة». واختتمت حديثها «لم يكن لى فى هذه الدنيا أحد بعده، وسأحيا كالموتى حتى يشاء الله أن أقابل محمد، وسأتوقف عن أخذ الدواء، لأنه لا يوجد أحد يخبرنى بمواعيده، ولن تطفأ نار قلبى إلا بعدما أقتل هؤلاء المجرمين بيدى وفى ميدان عام». من جهتها التقطت الحاجة فوزية، 50 سنة، خالة الشهيد، أطراف الحديث، عندما قالت «محمد رجل طيب القلب ومحبوب من كل عائلته، ولم يخش فى حياته أحدا، عندما طلبنا منه أن يترك هذه القضية، ويتوقف عن الشهاده فيها ويترك هذا الملف قال إن هذه شهادة حق ولن يتركها حتى ولو كلفه هذا عمره كله، وكان دائما يقول إن هذا هو حق مصر عليه، وأنه فداء لتراب هذا البلد، ويود أن يموت شهيدا فداء لمصر». كما أضافت أنه فى الآونة الأخيرة كان الشهيد يشعر بقلق مستمر كأن قلبه يشعر بأنه سيترك والديه وزوجته وأبناءه، وطلب من زوجته أن تراعى والديه إذا أصيب بمكروه، وأشارت خالة الشهيد إلى أن زوجته أبت أن تخبر أبناءه بخبر وفاته، واكتفت بأن تقول لهم إن والدهم أصيب بكسر بالقدم وتم حجزه بالمستشفى. والد المجنى عليه لم يتمكن من التحدث منذ سماعه خبر استشهاد نجله الوحيد، فأصيب بصدمة فقد على أثرها النطق، ولم يتوقف ولو لثانية واحدة عن البكاء منذ علمه بالخبر.