ذكرر بعض المندسين وسط معتصمى رابعة العدوية من مندوبى الجرائد المختلفة: أن نصف الموجودين فى محيط رابعة العدوية لايملكون أجرة العودة لقُراهم ومنازلهم.. والنصف الآخر لايعلم كيف يعود أصلا لوجوده بالقاهرة لأول مرة أو من خلال أتوبيسات الإخوان ذهابا وإيابا فى كل مرة . وأكدوا أيضًا: إنتشار بعض أمراض الحساسية الجلدية.. نتيجة لحرارة الجو، والنوم فى العراء، وقلة المياه، وعدم الإستحمام.. وإنبعاث روائح كريهة من أجسام كل المعتصمين . وأشار بعض المندسين إلى رغبة الأغلبية من المعتصمين بالعودة لقُراهم.. إلا أنهم ممنوعون من الخروج من محيط ربعة العدوية.. حيث تغلق عليهم ميليشيات الإخوان كل المنافذ.. وتمنعهم من الخروج.. حتى لعلاج الحالات المصابة خوفا من هروبهم وعدم عودتهم ونشر مايحدث داخل محيط رابعة . وفى سياق متصل, تحولت كل الشوارع المحيطة إلى حمامات مفتوحة للرجال والنساء يؤدون حاجاتهم فيها نظرا لعدم وجود مايكفى من الحمامات لتلبية إحتياجات كل هذه الجموع . وأكمل المندسون أن "البلتاجى وصفوت حجازى" وبعض المقربين يحتلون مسجد رابعة للوقاية من الشمس، والنوم، والإستحمام، وقضاء حوائجهم.. وعدم السماح للمعتصمين بالدخول بحجة الإجراءات الأمنية . وكذلك كل المنازل المحيطة تغلق أبوابها الرئيسية بعدة جنازير.. وتمنع أى شخص من الدخول إليها.. كما أنهم مسجونين داخل منازلهم.. فلا يذهبون لأعمالهم أو لقضاء مصالحهم.. وشكواهم تتزايد بتحويل المنطقة إلى مرحاض عمومى مفتوح.. وروائحه تملأ الجو كله وتصل لشققهم .. وبدأ إنتشار الناموس والذباب نتيجة لحجم الأوساخ والفضلات التى تملأ كل الشوارع . وعلى جانب أخر, ومع دخول شهر رمضان المبارك يتهامس 90% من المعتصمين بخوف عن موعد عودتهم لأهلهم وأطفالهم.. كما تبكى أغلبيبة النساء ندما على حضورهن، وبُعدهن عن أطفالهن، وذويهن.. ويرجح هروب الكثيرين الليلة، والأيام القليلة القادمة من سجن رابعة العدوية، خصوصا بعد هروب جميع قادة الإخوان.. ماعدا "البلتاجى وحجازى" خوفا من القبض عليهما تنفيذا لأوامر الضبط والإحضار.. ووجود المتظاهرين هو حماية لهم . وحالة سكان العمارات المحيطة لايقل سوءًا عن حالة المتظاهرين فى الشوارع.. فهم خائفون على حياتهم وممتلكاتهم لوجود أسلحة مع المعتصمين.. وهم أيضا مساجين داخل بيوتهم خوفا من الخروج.. وتفتيشهم ذاتيا عند خروجهم ودخولهم بصورة مقززة للرجال والسيدات مما جعلهم يفضلون البقاء داخل مساكنهم . الفجر