أثناء تنصيب الأنبا تواضروس الثاني البابا رقم 118 بابا للاسكنرية وبطريركا للكرازة المرقسية أثير التساؤل حول اصل كلمة "بابا" .. ولماذا تطلق على أساقفة الكنيسة المرقسية وعلاقتها بالاسكندرية والى ماذا تشير مفردات "الزى" البابوى من رداء و تونية وكرسى وعصا وتاج وعمامة ، والفرق بين الزى الابيض والأسود الذى يرتديه الأساقفة والكهنة فى الكنيسة القبطية، جاوبت "بوابة أخبار اليوم " على كل هذه الأسئلة من خلال السطور القادمة... "بابا " لقب يطلق على رؤساء أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية)، وهى في الأصل كلمة قبطية تنطق " بي آبا " وتعني الأب، ويقال أن أول من دعي بهذا اللقب هو القديس إنيانوس البطريرك الثاني لكرسي الإسكندرية الرسولي.وبابا الإسكندرية تثبَّت بقرار من المجمع المسكوني الأول بنيقية عام 325 م وهو رئيس المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلى سلطة في الكنيسة الإسكندرية وما زال الأقباط في صعيد مصر يستعملونها في الأسواق لكبار السن من الأقارب والغرباء حيث يقولون " يابا " بالياء والأرجح أنها تغيرت مع الزمن, إلا أن دلاله الكلمة احترام الكبير ما زال كما هو، وقد أخذت الكنيسة الكاثوليكية هذا اللقب فيما بعد. مقر بابا الإسكندرية المقر الأصلى للكرسى المرقسى هو مدينة الأسكندرية، وقد ظل عدة قرون هو المقر الوحيد للبابا القبطى، إلا انه في عصر الخلفاء الأمويين بعد دخول الإسلام لمصر وفي عهد الوالى عبد العزيز أنتقل مقر إقامة البابا إلى القاهرة عاصمة مصربعد انتقال العاصمة وبالتحديد فى مصر القديمة ، ثم بعد ذلك انتقلت إلى منطقة وسط البلد فى الكنيسة المرقسية بشارع كلوت بك بالأزبكية ن وأخيرا انتقلت فى عهد البابا كيرلس السادس والرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى موقعها الحالى فى ميدان العباسية.. والكرازة المرقسية، تعني ان المسيحية دخلت مصر بكرازة مارمرقس الرسول الذى بدأ دعوته التبشيرية بها في منتصف القرن الأول الميلادي ورغم أن المقر البطريركي تم نقله للقاهرة فإن اللقب لا زال يُستعمل للدلالة على أن التبشير بالمسيحية في مصر بدأ من الإسكندرية. زى البابا زى البابا ليس وليد الصدفة ولم تكن تفاصيله رغبة فى مظهر جمالى بل تمثل كل جزئية وتفصيلة منة رمزاً إيمانياً داخل كل نفس مؤمنة.. حيث يقول الراهب ديمتريوس الانبا بيشوى ان زى البابا أثناء الصلاة فى الهيكل يبدأ ب«تونية» لونها أبيض لأنها ترمز للطهارة والنقاء الذى يجب أن يكون علىهما خادم الهيكل. وتشير لحلة المجد النورانية المترشح لها وهى عبارة عن جلباب طويل، ولابد أن تصل للقدمين وعريضة الأكتاف، وهى إشارة لمن يرتديها أن يكون رحب الصدر واسع البال، وديعاً حليماً و يرتدى الصدرة عليها من العنق وحتى القدمين أيضاً، إشارة إلى حمل نير السيد المسيح، وينقش عليها صور الرسل بخيوط ذهبية وتشير الأكمام إلى الوثاق الذى ربط به يسوع، وكذلك يكون مكتوف اليدين لنتذكر جهاد المصارعة مع العدو الشيطان.وعلى التونية يرتدى البابا . ويضيف القمص بطرس جيد وكيل المطرانية بالكاتدرائية المرقسية أما«المنطقة» وهى عبارة عن حزام من الخيوط الذهبية، يلبسه ليشد به وسطه إشارة إلى يقظته الدائمة على الرعية والاستعداد للخدمة وتشير إلى استعداد السيد لخدمة العبيد. ثم يرتدى البابا "البرنس "وهو رداء واسع مدور مفتوح من الأمام بدون أكمام، يرمز إلى العناية الإلهية التى تحيط بالبطريرك وتستره من كل جهةن ثم التاج على رأسه وتنقش عليه صورة السيد المسيح، دليلاً على سلطان الرئاسة الكهنوتية . التاج التاج الذى يعتلى رأسه البابا يرمز إلى أن البطريرك هو رأس الكنيسة وهو صاحب الرأى والقرار ويشبه فى صولجانه وفخامته عروش الملوك والأباطرة خاصة فى الكنيسة الكاثوليكية، ويكون مغطى بطبقة من الذهب الخالص ،أما بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية فالبابا يمثل الراعى الذى يجب أن يكرس كل اهتماماته ومجهوداته فى سبيل خدمة شعبه، لذلك لابد أن يكون زاهداً لا يسعى وراء مالِ أو جاه، وبالتالى فهو لا يملك شيئا من العالم، فتكون جميع ملابسه وتاجه وحتى عصا الرعاية الخاصة به محلاه بتصاميم راقية وأنيقة، ولكنها خالية من أى جواهر أو خامات ثمينة. ولكل بطريرك ما يخصه من هذه الإكسسوارات التى يرمز كل منها لشيء. ومن أشهر تيجان البطاركة الذى ما زال باقيا وموجودا بالمتحف القبطى تحت رقم «1563» تاج البابا كيرلس الخامس «112» الذى اعتلى عرش الكرسى البابوى فى أواخر القرن التاسع عشر، وهو تاج إضافى كان يمتلكه وهو مهدى إليه من الإمبراطور منليك الثانى إمبراطور الحبشة. ومصنوع من البرونز المطلى بالذهب.
أما بالنسبة للكرسى الخاص بالبابا فهو عادة مصنوع من خشب الزان أو الأبانوس المزخرف ويشبه فى تصميمه كرسى العرش ويكون موجودا فى جميع الكنائس حتى إذا قام بزيارتها البطريرك أو أحد الأساقفة. يمكنه الجلوس عليه، حيث يكون عادة فى مكان ظاهر لكى يرى الشعب ويستطيعون هم رؤيته وسماعه إذا ما ألقى كلمة وإن كانت أشهر الكراسى بالطبع وأكثرها تميزاً تلك التى تتصدر ساحات الكاتدرائيات عصا الرعاية أما بالنسبة لعصا الرعاية. فهى تشير إلى العصا التى يمسك بها الراعى أثناء رعايته لخرافه ولا يقوم باستخدامها سوى البطريرك وكذلك الأساقفة. ولا يشترط أن يكون لها أى مواصفات فهى فقط تستخدم كرمزكان رداء شنودة الثالث يخطف الأبصار بجلاله وتخشع القلوب أمام رسائله الإيمانية.. فجلبابه الأبيض رمز للطهارة وصدرته التى يلبسها حول عنقه تشير إلى حمله خبر المسيح وتذكرنا أكمامه بشد وثاق يسوع.. أما حزامه فيؤكد يقظته لرعيته ويمثل تاجه سلطان كهنوته.. وغير ذلك الكثير والكثير من الإشارات والمعانى. ويكمل القمص سرجيوس وكيل عام البطريركية فيقول اثناء القداسات العامة يرتدى الكهنة وقداسة البابا الملابس البيضاء التى تدل على أننا أولاد النور، وتكون محلاة باللون الأحمر رمزاً لدم المسيح الذى افتدانا به من الخطية أما الملابس السوداء ترتدى باستمرار فى الأيام العادية، وهو لون يرمز للحشمة والوقار كما يرتدون أيضاً عمامة سوداء ترمز إلى قبة الكنيسة، وتاج للكاهن الذى يحمل المسئولية أما اللون الأسود فيشير إلى مشاكل الشعب وخطاياهم.