أكد مازن الحربي عضو مجلس إدارة جمعية الترجمة، على أن الترجمة الفورية تُعد من أكثر مجالات الترجمة صعوبة على الصعيد المهني، مشيرًا إلى أن المؤتمرات الدولية تفرض ضغوطًا عالية على المترجمين نظرًا لطبيعة العمل المتسارعة وحساسية نقل المحتوى بدقة وفي الوقت ذاته. جاء ذلك خلال ندوة حوارية أقيمت ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت عنوان «الترجمة في المؤتمرات: من التحدّي إلى التمكّن»، بمشاركة الحربي متحدثًا رئيسيًا، وأدارتها الأستاذة مشاعل آل الشيخ. وهدفت الندوة إلى نقل خبرات المترجمين الفوريين، وتسليط الضوء على المهارات الأساسية المطلوبة، وفي مقدمتها السرعة والدقة، إلى جانب استعراض آليات التعامل مع الضغوط المصاحبة للفعاليات والمؤتمرات الدولية، بوصفها من أكثر بيئات الترجمة تعقيدًا وتحديًا. وتناول الحربي طبيعة العمل في المؤتمرات وتنوّع سياقاته، مؤكدًا أهمية الاستعداد الذهني والنفسي للمترجم، بدءًا من الحضور المبكر وضمان الجاهزية التقنية، مرورًا بمراجعة مواد المؤتمر ومحاوره، وصولًا إلى الإحاطة بخلفيات المتحدثين والمصطلحات المتخصصة المرتبطة بكل فعالية. كما استعرض عددًا من الاستراتيجيات التي تسهم في إتقان الترجمة الفورية، من بينها إدارة المصطلحات باحترافية، والقدرة على التركيز لفترات طويلة، والعمل ضمن فريق ترجمة متناغم، والالتزام بأخلاقيات المهنة، مع الحرص على نقل الرسائل بدقة دون الإخلال بالمعنى أو السياق. وشدّد الحربي على أهمية التطوير المهني المستمر، وسعة الاطلاع، ومواكبة المستجدات في مجال الترجمة، لما لذلك من أثر مباشر في رفع جودة الأداء وتحقيق النجاح في المحافل والمؤتمرات الدولية. ويُعد معرض جدة للكتاب 2025، المقام حتى 20 ديسمبر الجاري في مركز «جدة سوبر دوم»، منصة ثقافية بارزة وملتقى للناشرين والأدباء والمفكرين وصنّاع المعرفة، ويسهم في تنشيط الحراك الثقافي وتعزيز التبادل الفكري، واستقطاب محبي القراءة من داخل المملكة وخارجها.