لم تكن صدمة للعالم ٫ محتويات الحوار٫ الذى دار بين الزعيم الصينى شى جين بينغ والرئيس الكورى الجنوبى لى جاى ميونغ، حينما قدم له هدية هاتفاً ذكياً من طراز « شاومي» ، وهو يقول مبتسمًا «هذا لك ولزوجتك» فيردّ لى جاى ميونغ متسائلاً بنبرة حذرة: «هل الاتصال فى هذا الهاتف آمن؟» فيمازحه بالقول : « تحقق ما إذا كان فيه بابا خلفيا « فى إشارة إلى إمكانية التجسس. وقبل أن ينتهى اليوم إذا بتصريح آخر من إيال زامير رئيس الأركان الإسرائيلى بالإعلان عن سحب السيارات الصينية ماركة جيلى 7راكب التى سبق منحها للضباط ذوى العائلات الكبيرة ، حيث تم اكتشاف أنظمة تتضمن كاميرات وميكروفونات وأجهزة استشعار وتقنيات اتصال تنقل المعلومات إلى خوادم خارجية متصلة بالأقمار الصناعية دون سيطرة المستخدم أو المستورد المحلي، كما أن هناك توجهاً لدول أخرى منها الولاياتالمتحدة وبريطانيا بحظر استخدام المركبات الصينية فى المناطق الأمنية الحساسة. هكذا يتضح لنا حجم الرعب الدولى من استخدام الصناعات والاختراعات البريئة ٫ من ألاعيب التجسس ، ولنا فى صناعة أجهزة الاتصال « والبيجر» والصفقة القاتلة التى استوردها حزب الله من طرف ثالث وقامت إسرائيل بالتدخل وتزويدها بمتفجرات قاتلة وراح ضحيتها 5000 من أفراد وقيادات حزب الله ، وهنا أؤكد أن مصر تعى تماماً مثل هذه الألاعيب ٫ وتحصن نفسها بمنظومة سيبرانية حمائية ، ولنا أن نحمد الله أن الخبرات المصرية المتطورة تستطيع السيطرة على هذا الاختراق . تدعونا مثل هذه الأحداث إلى المطالبة بالتزام أخلاقيات الاختراعات والصناعات ، مراعاة للاستخدامات الإنسانية، ولا بد أن يبحث المتخصصون عن ميثاق شرف وأمانة فى مثل هذه الصناعات ٫ والتى يجب أن تمنح الثقة والأمان فى استخدامات البشر للمخترعات الحديثة . صحيح أن مقطع الفيديو بين الزعيمين الصينى والكورى أثار العديد من التعليقات ما بين السخرية والقلق ٫ بالنظر إلى الرمزية التقنية والسياسية التى تحملها الإشارة إلى «الباب الخلفي» وهى عبارة تُستخدم عادة للدلالة على ثغرات التجسس أو المراقبة الإلكترونية. دعاء : اللهم ألطف بعبادك