أصدر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الهندية بياناً يرد فيه على التهديدات الأمريكية الأخيرة بفرض رسوم جمركية إضافية على البضائع الهندية، مؤكداً أن استهداف الهند "أمر غير مبرر وغير معقول" وأن البلاد ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وأمنها الاقتصادي. جاء البيان عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي اتهم فيها الهند بأنها "لا تشتري فقط كميات ضخمة من النفط الروسي، بل تقوم أيضاً ببيع الكثير من النفط المُشترى في السوق المفتوحة لتحقيق أرباح كبيرة"، مضيفاً أنهم "لا يهتمون بعدد الأشخاص الذين يُقتلون في أوكرانيا على يد آلة الحرب الروسية". اقرأ أيضا: نائب وزير الخارجية الهندية: العلاقات مع مصر «راسخة واستراتيجية» وأعلن ترامب أنه "سيرفع بشكل كبير الرسوم الجمركية التي تدفعها الهند للولايات المتحدة"، علماً بأنه كان قد أعلن في يوليو الماضي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية. وأوضح البيان الهندي أن الهند تتعرض للاستهداف من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب استيرادها النفط من روسيا بعد بدء الصراع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الهند بدأت في الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية قد تم تحويلها إلى أوروبا بعد اندلاع الصراع، وأن الولاياتالمتحدة شجعت في ذلك الوقت هذه الخطوة من قبل الهند لتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية. وأكد البيان أن واردات الهند تهدف إلى ضمان توفير الطاقة بتكلفة يمكن التنبؤ بها وبأسعار معقولة للمستهلك الهندي، مؤكداً أنها ضرورة تفرضها ظروف السوق العالمية. ومع ذلك، اعتبر البيان أنه "من اللافت للنظر أن نفس الدول التي تنتقد الهند تنخرط في أنشطة تجارية مع روسيا"، مشيراً إلى أنه "على عكس حالتنا في الهند، فإن هذه الأنشطة التجارية لا تعتبر ضرورة وطنية حتمية". وكشف البيان عن أرقام مفصلة تدحض الانتقادات الموجهة للهند، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية للاتحاد الأوروبي في السلع مع روسيا 67.5 مليار يورو في عام 2024، بالإضافة إلى حجم تجارة الاتحاد الأوروبي في الخدمات ما يقدر بنحو 17.2 مليار يورو في عام 2023، وهذا "أكثر بكثير من إجمالي تجارة الهند مع روسيا في ذلك العام أو ما بعده". وأشار إلى أن قيمة واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال في عام 2024 بلغت مستوى قياسياً جديداً حيث وصلت إلى 16.5 مليون طن، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 15.21 مليون طن في عام 2022. وأوضح البيان أن التجارة الثنائية بين أوروبا وروسيا لا تشمل قطاع الطاقة فحسب، بل أيضاً الأسمدة ومنتجات التعدين والكيماويات والحديد والصلب والآلات ومعدات النقل. وفيما يتعلق بالولاياتالمتحدة، أكد البيان أنها تواصل استيراد سداسي فلوريد اليورانيوم لصناعتها النووية، والبلاديوم لصناعة السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى الأسمدة والكيماويات من روسيا. واختتم البيان بالتأكيد على أنه "في ضوء ما سبق، فإن استهداف الهند هو أمر غير مبرر وغير معقول"، مؤكداً أن الهند "مثل أي اقتصاد كبير، ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وأمنها الاقتصادي".