سرقت الإعلامية مها الصغير الزوجة السابقة للفنان أحمد السقا لوحات لفنانين أجانب ونسبتها لنفسها، وعرضتها فى برنامج تليفزيونى شهير، لتبدو أمام المشاهدين أنها متعددة المواهب ،هذا فقط ما كانت تريده، ولم تكن تسعى لتحقيق مكسب مادى، وهذا لا يبرر ولا ينفى واقعة السرقة ،ولولا أن الفنانة الدنماركية اكتشفت سرقة لوحة» الفتاة والطيور» ،عن طريق أحد أصدقائها المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعى ،لبدت مها أمام الرأى العام -كما أرادت أن تظهر -فنانة عظيمة مبدعة ذات موهبة فذة ولكنها كانت مدفونة!. وأكم من البشر مثل مها يسرقون الأفكار والأشياء لمجرد أنهم يريدون أن يكونوا أمام الناس «شكلهم حلو» ،تماماً كالمحاسب-مثلاً- الذى يلبس بدلة ظابط لمجرد أن يراه الناس ضابطاً ،حتى لو لم يستخدم هذا الزى فى النصب،حالات معقدة نفسياً تراها فى الشارع وفى العمل والجامعة ،ويفعلها أصحابها من منطلق» أنا لا أسرق ولكنى اتجمل « ! واختيار مها لتوقيت «السرقة « المتعمدة مع سبق الاصرار والترصد -بعد انفصالها من السقا-دليل قاطع على أنها لم تكن تسعى إلى أى مكسب مادى ،بقدر ما كانت تريد أن تؤكد أن مواهبها كانت مدفونة طوال فتره زواجها ،وأنها تحررت مع مواهبها بعد الانفصال. اضطرت الإعلامية «الشاطرة «منى الشاذلى إلى الاعتذار إلى الفنانة الدنماركية ،لأن واقعة السرقة أذيعت فى برنامجها ،حتى تحافظ على تاريخها المهنى ،واعتذرت أيضا مها ..ولكن الاعتذار لن يعفيهما من الوقوع تحت طائلة القانون ودفع تعويضات للفنانين المسروقة أعمالهم وإبداعاتهم،وهذا هو الرادع الوحيد لكل «حرامي» ،ومن يساعده حتى لو لم يكن يعلم، فالجهل بالسرقة لايعفى من عقوبتها. ربما تكون هذه الواقعة جرس انذار لكل «حرامي» يريد أن يتجمل ،ومطمئن إلى أنه لن يفتضح أمره ،ولكل برنامج وكل وسيلة إعلامية تذيع أى محتوى -وبخاصة إذا كان إبداعياً - دون التدقيق فى كل ماتعرضه والتأكد من صحة مايقوله ويعرضه الضيف أو المصدر ،ووسائل البحث الحديثة متوفرة ،وتسهل التحقق من كل محتوى قبل عرضه. وظنى وليس كل الظن إثم ،بأن وسائل الإعلام كانت سبباً فى إقدام مها على هذا العمل ،لأنها ضخمت واقعة الانفصال بين الفنان وزوجته ،وجعلتها قضية رأى عام ،وأفردت المساحة لكل طرف لكى يدافع عن نفسه بوسائله الخاصة ،رغم أنها حالة انفصال عادية ومثلها كملايين حالات الانفصال التى تحدث كل يوم ! . آفه حارتنا أصبحت الترند والشهرة.