كثّفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطها على شركاء الولاياتالمتحدة التجاريين للتوصل إلى اتفاقات جديدة قبل حلول مهلة بعد غد /الأربعاء/، وسط استعدادات، أبرزتها وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، لبدء توجيه رسائل تحذيرية للدول اعتبارًا من اليوم الاثنين، تفيد بإمكانية فرض رسوم جمركية أعلى اعتبارًا من 1 أغسطس. وذكرت الوكالة، أن هذه الخطوة تزيد من حالة الغموض التي تواجهها الشركات والمستهلكون والشركاء التجاريون لأمريكا، وسط تساؤلات قائمة حول الدول التي ستُخطر، وما إذا كانت التطورات ستشهد تغيرًا في الأيام المقبلة، أو إن كان ترامب سيُرجئ مرة أخرى فرض الرسوم الجديدة. من جهته.. صرّح كيفن هاسيت مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، خلال لقاء إعلامي، بأن القرار النهائي حول استمرار المفاوضات أو التراجع عنها يعود للرئيس ترامب، مؤكدًا أن الإدارة تمارس "أقصى درجات الضغط" لدفع الدول نحو التوصل لاتفاقات. وقال هاسيت: "الولاياتالمتحدة مستعدة دائمًا للتحدث مع الجميع حول كل شيء. هناك مواعيد نهائية، وهناك أمور قريبة، لذا ربما تتأخر الأمور عن الموعد النهائي، وربما لا. في النهاية، سيُصدر الرئيس هذا الحكم". وبالمثل، صرّح ستيفن ميران رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، بأن الدول التي تتفاوض بحسن نية وتقدم تنازلات قد "تحصل على تأجيل في الموعد نوعًا ما". وقد أثارت الرسوم الجمركية المرتفعة التي أعلن عنها ترامب، في 2 أبريل الماضي، مخاوف من تأثيرات عميقة على الاقتصاد العالمي، واحتمالات نشوب حروب تجارية أوسع. وبعد أسبوع من إعلان تلك الإجراءات، ومع تراجع الأسواق المالية وظهور مؤشرات اضطراب، قامت الإدارة بتعليق معظم الضرائب الجديدة على الواردات لمدة 90 يومًا، قبيل دخولها حيز التنفيذ، ما فتح نافذة للتفاوض تنتهي في 9 يوليو المقبل. وخلال هذه المهلة، لم يُعلن سوى عن اتفاقات محدودة مع كل من المملكة المتحدةوفيتنام، بينما بقيت غالبية الدول في حالة ترقب، وسط مطالب متشددة من البيت الأبيض. وكان الرئيس ترامب قد فرض رسومًا جمركية مرتفعة على عشرات الدول التي تسجل فائضًا تجاريًا كبيرًا مع الولاياتالمتحدة، إلى جانب ضريبة أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات، مُستندًا إلى ما وصفه ب"الطوارئ الاقتصادية". كما فُرضت تعريفات منفصلة بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم، و25% على السيارات. ومنذ أبريل، لم تُبرم سوى قلة من الحكومات الأجنبية اتفاقيات جديدة مع واشنطن، رغم إصرار الرئيس الجمهوري على إعادة صياغة العلاقات التجارية. وأعلن ترامب، الجمعة الماضية، أن إدارته قد تبدأ بتوجيه رسائل تنبيهية إلى الدول ابتداءً من يوم السبت، تتضمّن تفاصيل الرسوم المتوقعة في حال عدم التوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أن التحصيل الفعلي للضرائب لن يبدأ قبل 1 أغسطس. وفي تصريحات لاحقة أمس الأحد، قال إن الرسائل ستُرسل اعتبارًا من اليوم الاثنين، وقد تشمل "12 أو 15 دولة"، تُوضح فيها التعريفات الجمركية المخطط لها لكل دولة على حدة. وقال ترامب للصحفيين قبل عودته إلى البيت الأبيض من منزله في نيوجيرسي: "لقد أبرمنا صفقات أيضًا. لذا سنحصل على مجموعة من الرسائل، وقد تم بالفعل إبرام بعض الصفقات"، بينما رفض هو ومستشاروه تحديد الدول التي ستتلقى الرسائل. كذلك، رفض وزير الخزانة سكوت بيسنت، فكرة أن يكون الأول من أغسطس موعدًا نهائيًا جديدًا، ورفض الإفصاح عما قد يحدث يوم الأربعاء. وقال بيسنت في برنامج "حالة الاتحاد" على قناة "CNN": "سنرى. لكني لن أفصح عن الخطة". وأضاف أن الولاياتالمتحدة "قريبة من عدة صفقات"، وتوقع عدة إعلانات كبيرة خلال الأيام القليلة المقبلة لكنه لم يُخوض في التفاصيل.. وأضاف بيسنت: "أعتقد أننا سنرى الكثير من الصفقات قريبًا جدًا". وفي وقت لاحق من الأمس، تعهد ترامب بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على مجموعة البريكس للدول النامية، التي أدانت زيادة الرسوم الجمركية في قمتها الراهنة بالبرازيل. وقال ترامب- في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي- إن أي دولة تنضم إلى ما وصفه ب"سياسات البريكس المعادية لأمريكا" ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. وأعلن ترامب اتفاقا مع فيتنام يسمح للسلع الأمريكية بدخول البلاد معفاة من الرسوم الجمركية، بينما ستُفرض على الصادرات الفيتنامية إلى الولاياتالمتحدة رسوم جمركية بنسبة 20%. وكان ذلك انخفاضًا عن ضريبة ال 46% على الواردات الفيتنامية التي اقترحها في أبريل، وهي واحدة مما يُسمى بالتعريفات الجمركية المتبادلة التي تستهدف عشرات الدول التي تُعاني الولاياتالمتحدة من عجز تجاري معها. وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع التوصل إلى اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي أو الهند، قال ترامب يوم الجمعة إن "الرسائل أفضل لنا" نظرًا لوجود العديد من الدول المعنية.. وأضاف:" لدينا الهند على وشك الاتفاق، ومع فيتنام، نجحنا في ذلك، ولكن من الأسهل بكثير إرسال رسالة تقول: 'اسمعوا، نعلم أن لدينا عجزًا معينًا، أو في بعض الحالات فائضًا، ولكن ليس كثيرًا. وهذا ما سيتعين عليكم دفعه إذا كنتم ترغبون في ممارسة الأعمال التجارية في الولاياتالمتحدة". مع ذلك، قال السفير الأمريكي لدى كندا بيت هوكسترا، يوم الجمعة بعد استئناف المحادثات التجارية بين البلدين مؤخرًا، إن كندا لن تكون من بين الدول التي تتلقى الرسائل.. وأضاف، في تصريحات إعلامية نقلتها ال"أسوشيتيد برس": "كندا من أكبر شركائنا التجاريين. سنتوصل إلى اتفاق واضح المعالم"، فيما أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنه يريد إبرام اتفاق جديد بحلول 21 يوليو، وإلا ستزيد كندا من إجراءاتها التجارية المضادة. اقرأ أيضا: تفاصيل.. ترامب يعتزم إرسال رسائل بشأن الرسوم الجمركية اعتبارًا من الجمعة