أطلقت مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث أولى دوراتها المتخصصة في تعليم الكتابة الهيروغليفية، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، وذلك في قصر الأمير طاز، أحد المعالم التاريخية الفريدة بالقاهرة الإسلامية شهدت الدورة إقبالًا واسعًا من المهتمين بالشأن الأثري والثقافي، في حدث يعكس تعطش المجتمع المصري لفهم لغته الأم وحضارته العريقة. اقرأ أيضًا | زاهي حواس يكشف أسرار الحضارة المصرية في محاضرة جماهيرية بشيكاغو إحياء لغة الأجداد وانطلقت أولى فعاليات الدورة التدريبية المتخصصة في تعليم اللغة المصرية القديمة، التي تنظمها مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، وسط حضور كثيف تجاوز 500 مشارك من طلاب وباحثين ومحبي التراث. استُهلت الدورة بمحاضرة افتتاحية قدّمها الدكتور محمد حسن، أستاذ الآثار المصرية القديمة، تناول فيها نشأة اللغة المصرية وتطورها عبر العصور، من الهيروغليفية إلى الهيراطيقية والديموطيقية، مع تسليط الضوء على البنية الصوتية للغة القديمة، وأنظمة الكتابة التي استخدمها المصري القديم في النقوش والبرديات والمعابد. وجوه بارزة تشهد الانطلاقة شهد الفعالية عدد من الشخصيات البارزة في الوسط الأثري والثقافي، من بينهم الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار المصرية، والأثري علي أبو دشيش، مدير مؤسسة زاهي حواس، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وأساتذة الجامعات، والمتخصصين في علوم المتاحف واللغات القديمة. حضارة تتخطى الزمان تهدف الدورة إلى إعادة ربط المصريين بلغتهم الأصلية، وتعزيز الفهم الأكاديمي والإنساني للحضارة المصرية، وذلك ضمن الدور المجتمعي والتعليمي الذي تتبناه المؤسسة وتُعد هذه الدورة نواةً لبرامج تعليمية مستقبلية تستهدف المدارس والجامعات والمعاهد الأثرية، في إطار استراتيجية المؤسسة لنشر الثقافة الأثرية على أوسع نطاق. تأسست مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث برقم إشهار (1169 لسنة 2024)، وتُعد أحد الكيانات العلمية والثقافية البارزة التي أُسست بمبادرة من الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق، بهدف نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة، وإبراز قيمتها التاريخية والإنسانية في الداخل والخارج. وتتبنى المؤسسة نهجًا شاملًا يجمع بين التوعية الجماهيرية، والبحث العلمي، والتعليم الأكاديمي، كما تُعد مركزًا متكاملًا لتدريب الكوادر الشابة، وتنظيم المحاضرات والفعاليات الأثرية والعلمية المتخصصة. مجالات عمل المؤسسة: تنفيذ حفائر أثرية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار. إصدار ونشر دراسات علمية في علوم الآثار والترميم. المساهمة في ترميم وصيانة المواقع الأثرية. تقديم برامج تدريبية للأثريين والمرممين. تنظيم زيارات ميدانية للمواقع الأثرية لنشر الثقافة العامة. دعم التنمية المجتمعية من خلال توظيف التراث في مشروعات اقتصادية. إنشاء مدارس للحفائر وتدريب الأجيال الجديدة. عقد مؤتمر علمي سنوي لتبادل الخبرات ومناقشة مستجدات القطاع. إطلاق "جائزة زاهي حواس السنوية" لتكريم أبرز الكفاءات في مجالات الآثار. رؤية المؤسسة المستقبلية: تسعى المؤسسة إلى أن تكون منصة وطنية رائدة في مجال التراث، تعمل على تأهيل جيل جديد من المتخصصين في علم الآثار، وتشجيع المبادرات المجتمعية ذات الصلة بالهوية الحضارية، مع التركيز على: دعم الأبحاث المتخصصة في علم المتاحف وإدارة المواقع الأثرية. تدريب العاملين في القطاعات الثقافية على التقنيات الحديثة في التوثيق والحفظ. ربط التراث بالتنمية المستدامة والتعليم والتوعية. تعزيز دور المرأة والشباب في الحفاظ على التراث المصري. هذه المبادرة تمثل حلقة جديدة في مسيرة مصر نحو استعادة لغتها الأم وهويتها الحضارية، بقيادة أحد أبرز رموزها الأثرية، الدكتور زاهي حواس، لتُثبت أن الحروف المنقوشة على جدران المعابد لا تزال تنبض بالحياة وتنادي أبناءها لفهمها من جديد.