منذ نوفمبر الماضي، ظلت السلطات الألمانية تبحث عن إيمان محمد حسين، ابنة الشرقية التي اختفت من منزلها فجأة وادعى زوجها أنها تركت المنزل، ولكن بعد مرور 7 أشهر، قادت الصدفة البحتة الشرطة الألمانية، للعثور على جثمانها ملقاة في الغابات، لتبدأ خيوط الجريمة في الانكشاف ويسقط معها زوجها الذي أصبح في قبضة العدالة. في عصر يوم 15 يونيو، كان الهدوء يعم المكان في الطريق الواقع بين بلدتي باد آيبلينج - موقع إقامة إيمان- وجروسكار وليننفيلد الألمانيتين، التابعتين لمدينة روزنهايم، عندما اخترقت صافرات إنذار سيارات الإطفاء القريبة هذا الهدوء، والمحملة بعشرين رجل إطفاء، والتي تم استدعائها للمساعدة الفنية، في حدث ما، أقلق السكان المحليين. اكتشاف صادم لم يمر دقائق، وكانت مروحيات الشرطة تحلق في سماء المنطقة، في حلقة شبه دائرية، قبل أن تعود وتحوم فوق منطقة شجرية كثيفة، كما انتشرت سيارات الشرطة في المكان بكثافة، وعلى بعد 200 متر من التقاطع، بحسب الصحف الألمانية، قامت الشرطة بإغلاق منطقة واسعة ومنع الدخول أو الخروج. هنا أيقن سكان القرى المجاورة أن هناك حدث كبير في المنطقة، حيث تبين أن الشرطة بدأت تتوغل في الغابات برفقة رجال الإطفاء والإسعاف، ولمدة أربع ساعات كاملة، كان السكان يراقبون ما يحدث، وبدأت الإشاعات تنتشر في القرى، حول العثور على طفل ميت، وكذلك دراجة طفل وخوذته. في الوقت ذاته توقع آخرون أن يكون حادث دهس وفرار الجاني، خاصة أن الطريق معروف بالحوادث المرورية الصعبة كل فترة، ولكن الشكوك تزايدت بعدما امتنع الضباط عن الإدلاء بتصريحات للعامة، وبعد مرور تلك الساعات الطويلة، فوجئ الجميع بحضور مروحية إسعاف تهبط في التقاطع، ثم تقلع وتطير بعيدا. تحقيقات موسعة بعد الرعب الذي انتشر فى المدينة، بدأت الشرطة الألمانية في محاولة تهدئة السكان، ونفى المتحدث الرسمي بإسم شرطة جنوب بافاريا العليا، العثور على طفل ميت فى الغابات، وأكد أن مواطن أبلغ مركز شرطة باد آيبلينج عن عثوره على دراجة طفل يرتدي خوذة ملقاة على طريق في منطقة غابات بالقرب من إلموسن. ونظرا لعدم استبعاد احتمال اختفاء طفل ، فتشت الشرطة المنطقة، ولكن أحد الكلاب البوليسية عثر على شئ غريب ملقاة وسط الأشجار الكثيفة مغطاة بملاءة سرير، وعندما اقترب ضباط الشرطة، اكتشفوا أنها جثة، لذلك تم تطويق مكان الحادث، حيث تولت إدارة التحقيقات الجنائية في روزنهايم التحقيق في الموقع، بمساعدة خبراء الطب الشرعي. وبناءا على تعليمات النيابة العامة، تم انتشال الرفات، التي تحللت بشكل سيء للغاية بعد وجودها لأشهر فى الغابات، حيث كان بالكاد التعرف عليها، ولكن بحسب رجال الشرطة كان غطاء الرأس الكاكي الذي كانت ترتديه هو ما أثار شكوكهم على الفور، بكونها إيمان التي يبحثون عنها منذ أشهر. تم تأمين جثمان إيمان ونقلها إلى معهد الطب الشرعي في ميونيخ لإجراء فحص دقيق في اليوم نفسه، وبإجراء تحليل الحمض النووي الخاص بها تبين بالفعل أنها إيمان محمد حسين، الغائبة منذ أشهر من منزلها، وكانت المفاجأة الأولى للضباط ما كشفه تقرير الطب الشرعي المبدئي. أثار عنف كشف تقرير الأطباء في معهد ميونيخ وجود آثار عنف على رفاتها، أو بمعنى آخر وجود مؤشرات عنف يمكن أن تكون قد أدت إلى وفاتها، وفي تلك الأثناء كانت مهمة النيابة العامة والبحث الجنائي، هو الإجابة على أهم الأسئلة هو السبب وراء قتل إيمان؟ هل قام زوجها بقتلها ؟ أم كان هناك مجرم آخر؟ وكيف ماتت؟ هل كان قتلا عمدا أم قتلا غير عمد؟ كانت إدارة التحقيقات الجنائية فى روزنهايم، قد تولت التحقيق رسميا فى القضية من الشرطة المحلية، بعد أسابيع من اختفاء إيمان البالغة من العمر 34 عاما، وعمل فريق تحقيق جاهدا على القضية، ولكن على الرغم من التحقيقات المكثفة وجهود البحث، ظل مكان إيمان مجهولا، وفي مايو 2025، وجهت الشرطة نداءا عاما إلى الجمهور للإبلاغ عن أي مكان لها، ولكن دون جدوى. ووفقا للمعلومات المنشورة، فإن إيمان من مواليد 1990 وتبلغ من العمر 34 عاما، متزوجة منذ 7 سنوات، وسافرت مع زوجها وأبنائها منذ 6 سنوات، وأقامت في مدينة باد آيبلينج، وتبين أنها خلال تلك الفترة لجأت إلى ما يطلق عليه دار رعاية السيدات المعنفات فى ألمانيا " فراون هاوس" بصحبة أطفالها. ولكن مع بداية شهر نوفمبر، انقطع الإتصال بين إيمان وشقيقتها في مصر، ولم يعد لها أي تواجد نهائيا على حساباتها على منصات السوشيال ميديا، وهي الوسيلة الوحيدة التي كانوا يعتمدون عليها للإطمئنان على بعضهم البعض، وبدأت الإتهامات توجه إلى زوجها الذي تبين أنه لم يبلغ عن اختفائها إلا بعد أسبوعين. ومع تأكيد تشريح الجثة أن إيمان توفيت نتيجة عنف، أثيرت شكوك قوية حول زوجها، البالغ من العمر 43 عاما، ويعمل طباخ في عيادة، من قبل النيابة العامة، وهو أيضا مواطن مصري، مما دفع مكتب المدعي العام في روزنهايم بطلب إصدار مذكرة توقيف بتهمة القتل، وطلبت من الشرطة القبض عليه وتقديمه للعدالة. و توجهت قوة أمنية من إدارة التحقيقات الجنائية في روزنهايم، إلى محل عمله في العيادة، وتمكنت من القبض عليه، حيث لم يقاوم زوج إيمان عملية ضبطه من قبل السلطات، وتم عرضه على قاضي التحقيق الذي أصدر له تهمة توقيف بتهمة القتل غير العمد، وتم نقله إلى مركز إصلاحي حيث يتم احتجازه على ذمة المحاكمة. حقيقة ما حدث وكشف زملاء المتهم في العمل، أنه بعد القبض عليه، اتضح لهم فجأة حقيقة ما حدث لزوجته التي اختفت منذ أشهر، مشيرين إلى أنه في نهاية العام الماضي ادعى أنه أب أعزب، وهو ما أثار استغرابهم، وبعد ذلك زعم أنه بحاجة ماسة إلى إجازة من أجل استقدام مربية أطفال من مصر لإعالة أطفاله. جريمة مروعة أكد علاء ثابت رئيس الجالية المصرية في ألمانيا، أن السلطات المصرية تعمل فور الإنتهاء من إجراءات التقرير الشرعي، على نقل جثمان السيدة المصرية إيمان إلى مصر بناء على طلب أهلها، مشددا على أن الشرطة تعتقد تماما أن إيمان تم اختطافها في جريمة مروعة ويشتبهون بشدة في زوجها أنه الجاني. ولفت رئيس الجالية في ألمانيا لأخبار الحوادث، أن مهمة النيابة العامة الآن وإدارة البحث الجنائي في مدينة باد آيبلينج، هي التحقيق في خلفية الجريمة وتتابع فحص الإتصالات الأخيرة للضحية وتدرس وجود تخطيط مسبق للجريمة، وإعادة بناء الأحداث بدقة لمعرفة أسبابها، أما الأطفال الثلاثة فأكدت الشرطة أنه سيتم معاملتهم بطريقة لائقة. اقرأ أيضا: الشرطة الألمانية: حادثة الدهس في باساو قد تكون مرتبطة بنزاع على حضانة طفلة ننتظر القصاص من جانبه قال والد إيمان العميد متقاعد محمد عيسى حسن، أن السلطات الألمانية ألقت القبض على زوجها عبد الرحيم، وهو من سوهاج مركز البلينا برديس كفر عسكر، مشيرا إلى أنه اعترف بجريمته بمعاونة أخيه بأنه قام بدس السم لها في الطعام وانتظروا حتى تأكدوا من وفاتها. أسرتها تنتظر القصاص وتابع والدها لأخبار الحوادث، أن المتهم بعد ذلك قام بحمل الجثمان داخل عربة بمساعدة شقيقه خالد وتحركوا مسافة 55 كيلو من منزلها وقاموا بإلقائها في الغابات، حتى اكتشفت الشرطة الجثمان، مشددا على أنه ينتظر القصاص العادل وحقها لن يتنازل عنه، وأعلن أن الموافقات بعودة جسدها لدفنها في مصر تم الحصول عليها. وفي السياق ذاته وجهت والدة إيمان اتهامات لزوج ابنتها المتهم، لافتة إلى أن ابنتها سبق أن لجأت إلى أحد مراكز حماية المعنفات بألمانيا أكثر من مرة بسبب عنف الزوج، وكان يعود ليأخذها وتعود معه من أجل أطفالهما الثلاثة أكبرهم عمره 6 سنوات وأصغرهم رضيع. واتهمت زوج ابنتها وشقيقه الذي كان يقيم معهما منذ نحو 3 أشهر بالتورط في مقتلها، مؤكدة أن ابنتها لم تكن لتغادر منزلها وأطفالها الثلاثة كما يدعي الزوج، كما وجه والدها مناشدات لتيسير إجراءات نقل جثمان ابنته ودفنها في مقابر الأسرة بالشرقبة، واستعادة احفاده الذين تم ايداعهم في إحدى دور الرعاية الألمانية. وبالنسبة لشقيقتها فأكدت، لأخبار الحوادث أن إيمان تعرضت للغدر على يد زوجها وشقيقها، وأن مجرد التفكير في اللحظة التي تعرض فيها للقتل تصيبها بحزن شديد، فهل تخلصوا منها أمام الأولاد أم في الخارج، وهو ما ستشكفه الشرطة الأيام القادمة، وإيمان مثلها مثل أي فتاة مصرية كانت تريد الأمان، وطالبت بتحقيق العدالة لإيمان من الجناة، ولن يقام عزاء حتى يتم القصاص، وسأسعى لأن يتم محاكمتهم فى مصر. أما الدراجة الهوائية الصغيرة والخوذة، اللتان كانتا سببا في العثور على إيمان وكشف قضيتها بعد 7 أشهر من الإختفاء والغموض، فمازالت الشرطة الألمانية حتى الآن لا تعرف صاحبها، وأصدرت بيانا طالبت فيه كل من يتعرف على صاحبها أن يبلغ عنه، وتكثف جهودها للبحث عن الطفل الذي تركها هناك.