قبل عدة آلاف من السنين أدرك المصرى القديم الأهمية الاستراتيجية لسيناء وأدرك أنها بوابة الخطر القادم من الشر ق، تمامًا كما هى بوابة الانطلاق شرقًا، فسعى لتأمينها وأنشأ ما يطلق عليه علماء الآثار «طريق حورس الحربي» الذى يعد أهم وأقدم الطرق العسكرية، وعلى جدران فى معبد الكرنك سجل سيتى الأول أخبار حملته العسكرية الأولى، التى انطلقت عبر هذا الطريق الذى تنتشر على طوله القلاع والحصون والآبار التى اكتشف عالم الآثار د. محمد عبد المقصود، متعه الله بالصحة، الكثير منها، ومنذ عصر الدولة الحديثة (1570 - 1069 ق.م) وحتى اليوم يتوارث المصريون قدسية سيناء ويتعاملون معها بنفس قدسية صون العرض والشرف، لذلك لم يكن غريبًا على الحاجة فرحانة البدوية التى نبتت من رمال سيناء جنبا الى جنب مع أشجار الزيتون والنخيل من حولها، أن تتخذ قرارها بالدفاع عن وطنها فى مواجهة محتل غاصب فى أعقاب نكسة 67، لم تكن فى حاجة، وهى الامية التى لم تقرأ ولم تكتب، لأحد يعلمها أو يلقنها أهمية أو كيفية الدفاع عن سيناء.. ووجدت ضالتها فى طريقة عبقرية: ترصد تجمعات العدو الاسرائيلى ومعداته، وتنقلها للجنود المصريين، ورغم انها أمية كانت ترسم العلامات التى تجدها على معدات العدو وترسمها ليتم فك شفرتها. وعقب انتهاء مهمتها كانت ترسل رسالتها عبر الإذاعة تقول فيها: «أنا أم داود أهدى سلامى إلى إخوانى فى الأرض المحتلة». مؤخرا وفى اطار احتفالات مصر بأعياد تحرير سيناء، توجه وفد رفيع المستوى من وزارة الثقافة لمنزل الحاجة فرحانة، متعها الله بالصحة، وسلمها وشاح «أهل مصر»، تكريمًا لها عن دورها، كما كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 2022. ست الكل وتاج رأسنا الحاجة فرحانة ترسل رسالة لمستر ترامب رئيس أقوى دولة فى العالم معززة بنقش فرعونى من سقنن رع الذى كسر عظام الهكسوس وطهر البلاد من دنسهم : «كان غيرك أشطر»، وما قد ينفع مع أوكرانيا والمكسيك وبنما او حتى من هم حلفاؤك، لا ينفع مع مصر . والسلام من ارض السلام .