من خلال جلسات المؤتمر العلمي الدولي لكليات ومعاهد الإعلام.. تم افتتاح الجلسة النقاشية الثالثة بعنوان «الانتاج الاعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي» حيث قدمت د. آمال الغزاوي عميدة اعلام CIC عرضًا تقديما باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي يوضح تطور الانتاج الدرامي والاعلاني. ? الانتاج الاعلامي في عصر الذكاء الاصناعي في جلسه نقاشية لاعلام CIC اعقب ذلك تعليق د هبة شاهين عن أهمية التشبيك العربي وتنظيم المؤتمر.. ليلى عبدالمجيد: تنظيم الذكاء الاصطناعي مهنياً وقانونياً.. حسام صلاح: الذكاء الاصطناعي "كهرباء المستقبل".. طارق سعدة: إعداد جيل إعلامي رقمي.. سمير عمر: فهم أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الزيف.. مجدي أبو عميرة: النص هو البطل والذكاء الاصطناعي لا يصنع مخرجاً.. أماني فهمي: فهم الأجيال الجديدة وأدوات العصر.. هالة جلال: الفن قوة لنقل الحكايات.. عمرو عابدين: التكنولوجيا والكوادر تصنع الإبداع.. وسام نصر: ريادة إعلام القاهرة في دمج الذكاء الاصطناعي في ضوء التحولات التكنولوجية المتسارعة، انعقدت الجلسة الثالثة من المؤتمر العلمي الدولي لكليات ومعاهد الإعلام لتسلط الضوء على أحد أهم التحديات والفرص التي تواجه الإعلام المعاصر. شارك في الجلسة نخبة من الأكاديميين والممارسين، الذين قدموا رؤى متعمقة حول مستقبل الإعلام في ظل هذه الطفرة التكنولوجية. المؤتمر الدولي المشترك لكليات ومعاهد الإعلام بنسخته الأولى والذى أقيم في فندق موفينبيك بمدينة الإنتاج الاعلامي. وقد شارك في تنظيمه ( الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام - معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية- المعهد الكندى cic - جامعة النهضة ) . د.ريم عادل رئيس قسم بحوث ودراسات الإعلام معهد البحوث والدراسات العربية.. أ.د مها فتحي وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا بجامعة النهضة. تناولت النقاشات أهمية المعرفة والتشبيك العربي، الحاجة إلى أطر قانونية ومهنية في استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ضرورة إعداد أجيال إعلامية تمتلك المهارات اللازمة لصناعة المحتوى وفهم أدوات العصر، مؤكدين أن المعركة الحقيقية للإعلام اليوم هي معركة وعي ومعرفة في مواجهة طوفان الزيف الرقمي. حيث بدأت الجلسة الثالثة من المؤتمر العلمي الدولي الأول لكليات ومعاهد الإعلام بعرض فيلم تسجيلي تناول قدرات الذكاء الاصطناعي الاقتصادية، ودوره في إنتاج الأفلام والمهرجانات العالمية، ما مهّد للنقاش حول مستقبل الإعلام في ظل الثورة الرقمية. وفي كلمتها خلال الجلسة، عبّرت الدكتورة هبة شاهين، عميدة كلية الإعلام بجامعة عين شمس، عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الذي وصفته ب"النقلة النوعية في الحوار العربي الإعلامي"، مثمنةً جهود معهد البحوث والدراسات العربية والجهات المنظمة على هذا التنسيق الدقيق والروح الإيجابية التي تجمع الحضور من الأكاديميين والإعلاميين. وأكدت شاهين أن "المعرفة والتشبيك بين المؤسسات الإعلامية والأكاديمية العربية هو أساس النهوض بالتعليم الإعلامي في الوطن العربي"، مشيرةً إلى أهمية التشاركية في بناء مناهج تعليمية تواكب تطورات الذكاء الاصطناعي، وتضع في الاعتبار الخصوصية الثقافية لكل دولة عربية. ومن جانبها أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذة الإعلام وعميدة كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي بات أمرًا واقعًا يفرض نفسه بقوة على المشهد الصحفي، مشيرةً إلى أن هذه التكنولوجيا توفر فرصًا كبيرة في تطوير الأداء الإعلامي، لكنها تطرح في الوقت نفسه تحديات معقدة تتطلب استعدادًا مؤسسيًا وتشريعيًا. وفي كلمتها خلال الجلسة الثالثة من المؤتمر، قالت عبدالمجيد إن السنوات الأخيرة شهدت اعتمادًا متزايدًا على الذكاء الاصطناعي في الصحافة الرقمية، حيث ظهرت تقنيات الواقع المعزز، وصحافة البيانات، وتوليد المحتوى التلقائي، ما ساعد على زيادة الكفاءة وتسريع العمليات الإخبارية، لكنها حذّرت من الاعتماد المُفرِط على هذه الوسائل دون رقابة مهنية أو تدريب بشري موازٍ. وأضافت أن هناك مبادرات فردية واعدة في بعض المؤسسات المصرية والعربية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنها ما زالت في مراحلها الأولى، لافتة إلى أن دراسات حديثة أظهرت أن نسبة كبيرة من الصحفيين تدرك أهمية هذه التقنيات، إلا أن مؤسساتهم تفتقر للبنية التحتية والكوادر المؤهلة لتطبيقها بشكل فعال. وشددت عبدالمجيد على أهمية وضع ضوابط قانونية وأخلاقية واضحة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مع ضرورة الحفاظ على الشفافية، وذكر مصدر المحتوى المُنتج آليًا، والالتزام بحقوق الخصوصية، وضمان جودة المحتوى وعدم تهميش دور الصحفي البشري. واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن المستقبل يتطلب صحفيين مؤهلين قادرين على التفاعل مع التكنولوجيا دون أن يتنازلوا عن مبادئ المهنة وأخلاقياتها. وفي السياق ذاته حذّر المهندس حسام صلاح، الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من التهاون في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا تمثل "انقلابًا شاملًا" في حياة البشر، وليست مجرد أدوات لتحسين الأداء، مشددًا على أن تأثيرها سيكون جذريًا في مجالات التعليم والإنتاج الإعلامي وكل قطاعات الحياة اليومية خلال السنوات القليلة المقبلة. وخلال كلمته في الجلسة الثالثة من المؤتمر، قال صلاح: "كمان 3 سنين من النهاردة، وحاسبوني، الذكاء الاصطناعي هيكون جزء لا يتجزأ من كل تفصيلة في حياتنا، زيه زي الكهرباء"، مضيفًا أن الأدوات الذكية مثل ChatGPT تُحدَّث كل أربعة أيام، ما يعكس سرعة غير مسبوقة في التطور التكنولوجي، تتطلب منا أن نواكبها محليًا لا كمستهلكين فقط، بل كمنتجين للمحتوى. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يخترع من فراغ، بل يعتمد بشكل كامل على المحتوى المتاح على الإنترنت، موضحًا: "لو ماعملناش محتوى عربي دلوقتي، الذكاء الاصطناعي مش هيعرفنا، ومش هيلاقي لنا صوت"، لافتًا إلى أن هيمنة المحتوى الأجنبي تهدد بطمس الهوية الثقافية واللغوية للمجتمعات العربية. وأكد صلاح أن الإنتاج الإعلامي العربي والمصري تحديدًا يجب أن يُعاد ضخه بقوة على كل المنصات الرقمية العالمية، قائلاً: "زي ما الكهرباء بتشتغل بمولد محلي، لازم كمان الذكاء الاصطناعي يشتغل على محتوى عربي أصيل.. دي مسألة سيادة معرفية". واختتم حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا للإنسان، بل سيكون امتدادًا له، لكنه في الوقت نفسه سيمنح الأفضلية للبشر المتقنين، قائلاً: "اللي هيتفوّق في المستقبل مش الآلة.. الإنسان اللي يعرف يستخدم الآلة صح". بينما أكد طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح واقعًا جديدًا يفرض نفسه على كل مناحي الحياة، خاصة في الإعلام، مشيرًا إلى أن الإعلام الرقمي تطور طبيعي في مسار وسائل الاتصال، لكنه اليوم يواجه تحديًا غير مسبوق بفضل الطفرة التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال سعدة، خلال كلمته في الجلسة الثالث من المؤتمر العلمي الدولي الأول لكليات ومعاهد الإعلام، إن "العالم منزعج من التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات، لدرجة دفعت الأممالمتحدة لإصدار بيانات رسمية تعبر عن قلقها"، مشددًا على أن ما يعيشه العالم حاليًا هو "قول جديد" يجب مواكبته بتشريعات وسياسات مرنة وقادرة على احتواء هذا التغيير. وأضاف: "نحن أمام واقع لا بد أن نبدأ فيه بالعلم، لأن العلم هو المحرك الأساسي للمعرفة، وأساس أي نهضة"، مستشهدًا برؤية أرسطو حول أن العلم هو تنشيط للمعرفة الكامنة داخل الإنسان، ما يعني أن لا شيء مستحيل طالما توافرت الإرادة والإدارة المخططة. وأشار نقيب الإعلاميين إلى أن التحول الرقمي في الإعلام ودمج الذكاء الاصطناعي في أدوات الإنتاج الإعلامي يتطلب إعداد كوادر جديدة قادرة على فهم هذا الواقع والتعامل معه، متسائلًا: "ماذا أعدت كليات الإعلام من خريجين قادرين على التفاعل مع هذا التطور؟ وما دور النقابات المهنية في هذا الإعداد؟" واقترح سعدة إطلاق مشروعات تخرج مشتركة بين طلاب الإعلام وطلاب الحاسبات والمعلومات، وإنشاء منتديات دائمة للتكامل بين التخصصات، مؤكدًا أن الأبحاث النظرية وحدها لم تعد كافية، ويجب أن تتحول إلى تطبيقات عملية منشورة في دوريات علمية متخصصة. واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية بناء جيل من "المدققين الإعلاميين" القادرين على التمييز بين الصالح والطالح، والحقيقة والزيف، قائلاً: "إذا نجحنا في إعداد هذا الجيل، نكون قد بدأنا أولى خطوات المواجهة الحقيقية لعصر الإعلام المعتمد على الذكاء الاصطناعي". كما أكد الكاتب الصحفي سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن الخطر الأكبر الذي يواجه الإعلام اليوم لا يتمثل فقط في التطور التكنولوجي، بل في تسخير هذا التطور لخدمة حملات التشويه والتزييف والتأثير على الرأي العام داخل المجتمعات، مشيرًا إلى أن الأخبار الزائفة أصبحت تفوق الصحيحة من حيث الكم والانتشار، وهو ما يُحمِّل الإعلام المهني مسؤولية مضاعفة. وقال عمر، خلال كلمته في جلسة من جلسات المؤتمر العلمي الدولي الأول لكليات الإعلام، إن ما يُمارَس ضد الدول والمجتمعات ليس مجرد منافسة إعلامية، بل هو "مؤامرة مكتملة الأركان على وعي الشعوب"، وأن مواجهة هذه المؤامرة لا تكون بالبكاء على الواقع، بل بتملك نفس الأدوات التي يستخدمها الخصم، وفي مقدمتها تقنيات الذكا... ومن جانبه أكد المخرج الكبير مجدي أبو عميرة أن الأساس الحقيقي لأي عمل درامي ناجح يبدأ من النص الجيد، موضحًا أن "أجمل فريق تمثيل في العالم لن يستطيع إنقاذ عمل ضعيف إذا كان النص سيئًا"، لأن الحكاية، على حد قوله، هي العمود الفقري لأي عمل فني يحترم عقل ووجدان الجمهور. وأضاف أبو عميرة، خلال كلمته في جلسات المؤتمر العلمي الدولي الأول لكليات الإعلام، أن التسلسل الإبداعي لأي عمل كان في الماضي يبدأ من المؤلف، ثم يأتي دور المخرج، وأخيرًا يتم ترشيح الممثلين، لكن هذا الترتيب تراجع في بعض الحالات، مما أثّر سلبًا على جودة الدراما، قائلاً: "أصبحت أستلم النصوص متأخرة، وأحيانًا لا أملك فرصة لمراجعتها أو تعديلها، وهذا يضعف العمل ويُفقده بُعده الفني والدرامي". واستعاد أبو عميرة تجربته مع تقنيات حديثة منذ سنوات، مؤكدًا أنه استخدم تقنيات مثل الكروما في أعماله القديمة بشكل احترافي، لكنه شدد في المقابل على أن التكنولوجيا رغم أهميتها، لا يمكن أن تعوّض الموهبة أو تحل محل الإبداع الإنساني الخالص. وقال: "الذكاء الاصطناعي مش هيخلق مخرج حقيقي.. المخرج الحقيقي بيطلع من إحساسه وفهمه للبشر وللحكاية". واختتم المخرج الكبير كلمته بالتأكيد على أن المحتوى الجيد سيظل هو الملك، وأن الدراما الحقيقية تبدأ من احترام الجمهور بتقديم فكرة عميقة وطرح راقٍ، قبل التفكير في أية تقنيات أو مؤثرات. وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة وسام نصر، أستاذ الإعلام ووكيلة الدراسات العليا والبحوث بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، أن الكلية اتخذت خطوات رائدة في دمج قضايا الذكاء الاصطناعي ضمن منظومتها الأكاديمية، سواء في مرحلة البكالوريوس أو في الدراسات العليا. وأوضحت نصر، خلال كلمتها بالمؤتمر العلمي الدولي الأول لكليات ومعاهد الإعلام، أن لائحة البكالوريوس الجديدة تتضمن مقررات متخصصة تربط بين الذكاء الاصطناعي والإعلام من زوايا مختلفة، سواء أخلاقية أو تشريعية أو مهنية. كما أشارت إلى أن الكلية فعّلت عدة برامج ماجستير مهنية، من بينها برنامج الإعلام الرقمي والأمن المعلوماتي، الذي يضم مقررات تركز على مهارات التعامل مع التضليل والتزييف في الفضاء الرقمي. وأضافت: "جامعة القاهرة أطلقت منذ أشهر قليلة استراتيجية للذكاء الاصطناعي بقيادة رئيس الجامعة الدكتور محمد سامي عبدالصادق، تضمنت إنشاء وحدة متخصصة بالذكاء الاصطناعي لا تخدم فقط الطلاب في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، بل تمتد خدماتها للمجتمع من خلال برامج تدريب وتأهيل مستمرة". وأكدت نصر أن كلية الإعلام كانت من أوائل الكليات التي بادرت بإنشاء وحدة خاصة بالذكاء الاصطناعي، وأطلقت من خلالها سلسلة دورات تدريبية مكثفة يقدمها خبراء في المجال، بهدف بناء كوادر قادرة على مواكبة التحولات الرقمية الهائلة. واختتمت كلمتها بدعوة المؤسسات الأكاديمية إلى تجاوز حالة التردد والخوف من الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن الاستعداد العلمي والتدريبي الجاد هو السبيل الوحيد للتفاعل الإيجابي مع هذا الواقع الجديد. بينما أعرب المخرج عمرو عابدين، رئيس قناة نايل دراما، عن سعادته بالتطور الكبير الذي شهدته القناة على مدار السنوات الماضية، مؤكدًا أن تحقيق الإبداع الفني كان حلمًا تحقق بفضل الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا المتطورة التي وفرتها المؤسسة. وأوضح عابدين خلال كلمته في المؤتمر الإعلامي: "منذ عام 1998، كانت لدي رؤية واضحة أنني أريد العمل على أفضل الأجهزة في القطاع الهندسي، وكان الحظ حليفًا لي أن أكون أول من يعمل بتلك الأجهزة الحديثة في مسبيل، وهو ما منحني الفرصة لتنفيذ أفكار وتترات إبداعية كنت أطمح إليها". وأضاف: "كنت في البداية أتعلم من كبار المهندسين في المجال، وكان عملنا لا يتوقف على تحسين الصورة فقط، بل على تحديث الأجهزة بشكل مستمر، خاصة مع تقدم التكنولوجيا التي تتيح تحسينات يومية على ... وفي السياق ذاته أكدت المخرجة والكاتبة والمنتجة هالة جلال على أن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة قوية لإيصال رسائل إنسانية عميقة تمس القلوب وتؤثر في المجتمع. وقالت في تصريحاتها الأخيرة: "حين أعمل على الأفلام، ليس لدي هدف سوى أن أروي قصة حقيقية تشد الانتباه وتلامس الأرواح، أريد أن يتأثر الناس، يضحكوا، يبكوا، وأحيانًا يكتشفون شيئًا جديدًا عن أنفسهم." وأوضحت جلال أنها لا تؤمن بالفصل بين الفن والإعلام، مشيرة إلى أن التحدي الحقيقي في صناعة الأفلام هو صدق الرسالة ومصداقية المعلومات، خاصة في ظل ما تشهده بلادنا من حملات استهداف إعلامية. وأضافت: "نحن نعيش في عصر تحارب فيه الأخبار الزائفة، لذا أرى أن تحدينا الأكبر هو كيف نرد على تلك الأكاذيب بوسائل أكثر تأثيرًا، وكيف نُشكّل وعي المجتمع من خلال الفن والصورة الصحيحة." وتطرقت جلال إلى أهمية دور الأفلام التسجيلية والروائية في معالجة القضايا المجتمعية، قائلة: "الفيلم الروائي يمكن أن يكون سلاحًا قويًا إذا تم استخدامه بشكل صحيح. يمكننا من خلاله تقديم الحقيقة، وقد تكون شخصية البطل في الفيلم خيالية، لكن مشاعرها وصراعاتها حقيقية، وهذا هو ما يجعل الفن أداة للتغيير والإلهام." كما أكدت جلال على أن الفنان يجب أن يكون دائمًا في حالة تفكير دائم في الفرص والخيال، بدلاً من الوقوع في الفخاخ السلبية التي قد تحجب الحقائق. وأضافت: "نحن بحاجة إلى الإبداع والتغيير والتخيل، فالفن قادر على تغيير الواقع، وإلهام الناس لإيجاد حلول لمشاكلهم." وختمت حديثها بالتأكيد على ضرورة إحياء الضمير الجماعي عبر الفنون، معتبرة أن الصدق والإنسانية هما الأساس في كل عمل فني حقيقي، وأنه من خلال الفن فقط يمكننا الرد على الهجوم الإعلامي والتأكيد على أهمية التعاون والإيجابية في بناء مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. كما أكدت الدكتورة أماني فهمي، أستاذة الإعلام وعميدة كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، أن التطور التكنولوجي والتحولات الرقمية تتطلب من المؤسسات التعليمية الإعلامية مواكبة هذه التغيرات، وفهم طريقة تفكير الأجيال الجديدة. وفي حديثها خلال الجلسة الثالثة بالمؤتمر العلمي الدولي لكليات ومعاهد الإعلام، أوضحت الدكتورة أماني أن الجيل الجديد، خصوصاً جيل Z، يمتلك أدوات ومصطلحات خاصة به تختلف عن ما هو معتاد في الإعلام التقليدي. وأكدت: "في رمضان، لاحظنا استخدام مصطلحات جديدة مثل 'كرينج' و'رز'، التي تشير إلى أشياء مختلفة تماماً عن المفاهيم التي اعتدنا عليها. وهذا يوضح كيف أن الجيل الجديد يعبّر عن نفسه بلغة خاصة تختلف عن الأجيال السابقة." وأشارت إلى أن الفهم العميق للأدوات الإعلامية أصبح من الضرورات لتدريب الطلبة، مع ضرورة توجيههم إلى الرسالة الإعلامية الصحيحة. وأضافت: "نحن بحاجة إلى فهم أدوات مثل ChatGPT التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية. يمكن أن يستخدمها الشباب الآن لتوجيه نصائح حياتية، كما أن التقنيات الحديثة تتيح لهم تحديث سيرهم الذاتية تلقائياً أو حتى إجراء مقابلات العمل بدلاً منهم." كما شددت على ضرورة التركيز على التربية الإعلامية في المدارس، قائلة: "إذا أردنا أن نواجه التحديات التي يطرحها التحول الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يجب أن نضع التربية الإعلامية والتكنولوجية ضمن أولوياتنا، ونبدأ بتعليم الشباب كيفية التعامل مع هذه الأدوات بشكل صحيح." وفي ختام حديثها، أكدت الدكتورة أماني فهمي على ضرورة تحقيق التوازن بين التقليد والابتكار في الإعلام، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو توجيه العقل البشري نحو الاستفادة من التكنولوجيا بطريقة إيجابية وفكرية. وفي ختام الجلسة، خرج المشاركون بعدد من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في الإعلام وضمان توظيفه بشكل مهني وفعال، حيث أكدوا على ضرورة إعادة تأهيل الإعلاميين لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية في العمل الإعلامي، ودعم وتشجيع المواهب الشابة التي توظف هذه التقنية في إنتاج المحتوى. كما أوصوا بتدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدامها لتطوير أساليب التدريس وتأهيل أجيال قادرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب إعادة تفعيل برامج التدريب المزدوج بين المؤسسات التعليمية والإعلامية لضمان التأهيل العملي. وشددت التوصيات على أهمية تعزيز مبدأ الشفافية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ووضع ضوابط مهنية وقانونية صارمة لتنظيمه والحد من إساءة استخدامه، ومراقبة جودة المحتوى الناتج عنه لضمان مصداقيته ودقته. كما دعت إلى تدريب الصحفيين والإعلاميين على أدوات الذكاء الاصطناعي، ورفع وعي المستخدمين بمزاياه ومخاطره لضمان استخدام مسؤول. كما أُكدت أهمية تطوير كفاءات العاملين في المجال الإعلامي ليتحكموا في أدوات الذكاء الاصطناعي ويتعاملوا مع مخاطره، مع ضرورة عدم السماح له بالسيطرة الكاملة على الوظائف الإبداعية مثل الإخراج والتأليف في الدراما. وأوصى المشاركون أيضاً بتعزيز التعاون بين البحث العلمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتوظيفه في تطوير الأبحاث العلمية وتحسين جودة نتائجها، بالإضافة إلى إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن البرامج التعليمية الجامعية، لاسيما في التخصصات الإعلامية، وتسليح المؤسسات الإعلامية والتعليمية لمواجهة مخاطره، وأخيراً، تعزيز إنتاج المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي ليكون احترافياً ومواكباً لتطورات العصر.