سبوبة ورش التدريب على مهن الصحافة والإعلام والفن لابد من وقفها وبسرعة بعد أن انتشرت مثل النار فى الهشيم، وأصبح من حق كل من هب ودب أن يعلن عن ورشة للتدريب بمقابل مادى دون أن ندرى من الجهة المنوطة بمنح تراخيص تلك الورش. مطالبتى لا تعنى على الإطلاق اعتراضاً على هدف تلك الورش، فهى شديدة الأهمية فى التحول الذى ننشده فى التخصصات المرتبطة بسوق العمل، لكن الاعتراض على كثير ممن يقومون عليها من غير المتخصصين، أو قد يكونون من المتخصصين الذين لا يعرفهم أحد ولم يحققوا إنجازات تُذكر فى التخصصات التى يعلنون عن ورش تدريبية فى مجالها. على الجهات المختصة فى الحكومة ضبط هذا النشاط الذى أصبح مجالاً خصباً للضحك على الذقون والكسب السريع، بل والإعلان عن ورش تدريب باستغلال أسماء مؤسسات مرموقة ومعروفة فى هذا المجال. فهل يُعقل أن تصبح صحفياً أو إعلامياً أو صانعاً للمحتوى أو كاتب سيناريوهات أو روائياً خلال أيام مقابل مبلغ من المال، دون أن تكون مُؤهلاً دراسياً وحياتياً لمثل تلك المهن التى بُنيت على تراكمات الدراسة والثقافة المتنوعة والتدريب المستمر، وفق مبدأ «الأسطوات والتلاميذ». موجة استغلال راغبى العمل فى تلك المهن مستمرة «وعلى ودنه»، مع الاعتذار للفنان الكبير الراحل توفيق الدقن.. وعلى من يخصه الأمر التدخل السريع لوقف تلك المهزلة، التى تهدد مهناً لها من التاريخ والأصول التى لا يجب تجاوزها، لأن التهاون فى هكذا قضية مهمة قد يفت من عضض قوانا الناعمة، التى مثلت على مدى الزمن حائط صد قوياً للحفاظ على قيم المجتمع.