رغم سقوط العديد من البلوجرز الذين أشعلوا منصات السوشيال ميديا على مدار السنوات الماضية تحت طائلة القانون والتي قادتهم إلى السجن بتهم عديدة من بينها نشر الفاحشة والتحريض على الفسق والفجور بزعم الحرية الشخصية، إلا أن المكتسبات المادية التي يحصدها هؤلاء البلوجرز مازالت تغري الكثير من الفتيات للسير في نفس الطريق غير عابئين بالنهاية التي تنتظرهن خلف القضبان مازال بعضهن يجرين وراء المال والشهرة، داهسين القيم والأخلاق تحت أقدامهن ويسعين الى الشهرة ثم التربح فلا يجدن إلا استكمال الطريق المتدني بالظهور بالملابس الفاضحة والفيديوهات الإباحية والكلمات الخارجة. تفاصيل أكثر عن بلوجر جديدة قررت أن تدهس قيم المجتمع سوف نسردها لكم في السطور التالية. ستظل "أخبار الحوادث" تواجه وتكتب كل يوم عن كوارث البلوجر، فبرغم ضبط العديد منهن إلا أننا نتفاجأ كل يوم بظهور عدد أكبر منهن. للاسف البلوجر والانفلونسر لم يردعهم ما حدث، رغم المحاكمات وأحكام السجن التي ينفذها سابقيهم، ففي زمن صارت فيه الشهرة على بعد ضغطة زر وفي عالم تحكمه المشاهدات، وقدرة اللايك على صناعة نجم، وحيث تتحول المقاطع القصيرة إلى قضايا رأي عام، وقفت "رورو البلد، واحدة من أشهر البلوجرز على الساحة خلال تلك الفترة، على حافة جدل لا ينتهي .. فتاة بدأت رحلتها من فيديوهات راقصة ومحتوى خفيف، اسمها الحقيقي رؤى الغيطاني في العشرينات من عمرها، واشتهرت ب "رورو البلد"، لكن معرفتها على مواقع التواصل وخاصة تيك توك وإنستجرام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، كانت كافية لتحفر لنفسها مكانًا دائمًا على قوائم الترند، فهي شابة عشرينية من خلفية شعبية، دخلت عالم البلوجرز بفيديوهات راقصة قصيرة داخل شقتها الصغيرة التي يسيطر عليها البساطة، مستخدمة أسلوبًا شعبويًا جريئًا، يجمع بين الجرأة والاستعراض، صفحتها على منصة التيك توك كانت تضم أكثر من 2.4 مليون متابع قبل أن يتم إغلاقها، بينما تجاوز عدد مشاهدات مقاطعها ال 50 مليون مشاهدة، ما يعكس قوة تأثيرها وانتشارها داخل مصر وخارجها. جرأة بدايتها لم تكن مختلفة عن كثير من صناع المحتوى كاميرا هاتف بسيط، وتريند شهير، وحركات راقصة مستوحاة من المهرجانات الشعبية، ومع الوقت اتجهت إلى تقديم محتوى أكثر جرأة وإثارة للجدل، مع ارتداء ملابس جريئة، وأداء حركات وصفها متابعو مواقع التواصل الاجتماعي بأنها مستفزة ولا تليق بالقيم المجتمعية. الغريب في الامر انها لم تتبن يومًا صورة الضحية أو الفنانة، بل كانت تصر في تصريحاتها النادرة على أنها تقدم محتوى يمثل البساطة والشارع المصري، بل وتتفاخر بعدد متابعيها الذين اختاروها دون الحاجة لأي دعم أو شركة إنتاج، يتراوح محتوى رورو البلد بين الرقص، والردود على المتابعين، والمقالب الساخرة، وبعض المقاطع المباشرة التي لم تخل من ألفاظ خارجة وإيماءات وايحاءات مثيرة، هذا ما جعلها في مرمى النيران، ليس فقط من المتابعين، كما ظهرت في بداية شهر رمضان وهي ترتدي عباءة سوداء، حيث تضرعت إلى الله بأن يهديها، وطلبت من متابعيها الدعاء لها بالهداية، لكنها أثارت جدلًا بعد ظهورها بنفس العباءة وهي ترقص في مقطع فيديو آخر على تيك توك، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليها، وظهرت رورو وهي ترقص بطريقة غير لائقة مرتدية ملابس داخلية شبه مكشوفة، ما دفع عددًا من الصفحات إلى شن حملة واسعة ضدها، متهمين إياها بالإفساد المتعمد للمجتمع مما اثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، إلى انها تصدر اسم رورو البلد محركات البحث بعد إعلان اشرف فرحات المحامى تقديم بلاغ رسمي للنائب العام ضدها، متهمًا إياها بنشر الفجور والتحريض على الفسق وقال في بلاغه إن الفيديوهات التي تنشرها تشكل جريمة مكتملة الأركان، بموجب قانون مكافحة جرائم الإنترنت القانون رقم 175 لسنة 2018، وأشار البلاغ إلى المادتين 25 و26 من القانون، واللتين تعاقبان بالسجن كل من ينشر محتوى من شأنه التحريض على الفسق والفجور أو انتهاك القيم الأسرية المصرية، في الوقت ذاته لم يكن رد فعل رورو دفاعيًا، بل كان هجوميًا، فظهرت في فيديو مباشر وهي ترد بإشارات غير لائقة، مما زاد الطين بلة، وخلال ساعات من البلاغ، تم إغلاق حسابها الرسمي على تيك توك، الذي كان يمثل مصدر دخل أساسي لها عبر الإعلانات والبث المباشر، كما تم رصد بعض المقاطع المحذوفة على إنستجرام ويوتيوب. لكن الغريب أن بعد كل هذا الجدل وقبل مثول العدد للطباعة تم فتح اكونت رورو البلد الذي كان قد اغلق وقت الازمة وكانها تضرب عرض الحائط وكانها لا يهما أحد. محتواها يعتمد على الإثارة وبالتواصل مع أشرف فرحات المحامي، بدأ حديثه قائلاً، لقد حررت بلاغا ضد رورو البلد في نيابة قصر النيل، بأن المحتوى الذي تقدمه المتهمة يتنافى مع الآداب العامة، ويهدف إلى تحقيق مكاسب مادية من خلال بث مشاهد وصفها بالمخلة، كما أن المحتوى الذي تقدمه المتهمة يعتمد على الإثارة والتربح دون مراعاة الأخلاق أو المبادئ الأسرية، مما يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون رقم 175 لسنة 2018 الخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات، لا سيما المادتين 25 و26 اللتين تجرّمان الاعتداء على القيم الأسرية ونشر المحتوى المخل بالآداب العامة، وبناء على البلاغ استدعيت وتم التحقيق بشأن البلاغ المقدم، والآن يتم فحص الفيديوهات من قبل الجهات المختصة. جذب الانتباه وبالتواصل مع الدكتورة ندى زكي خبيرة علم النفس الاجتماعي قالت: أن رورو البلد ليست مجرد حالة فردية بل انعكاس لجيل يبحث عن الاعتراف والقبول بطريقة سريعة، كما تلجأ بعض الفتيات إلى جذب الانتباه بأي وسيلة كنوع من التمكين الذاتي، حتى لو كانت الوسيلة مثيرة للجدل، وغالبًا ما يقترن هذا النمط بحب الظهور وغياب الدعم النفسي أو المجتمعي، مما يجعل الشخص عرضة لاتخاذ قرارات قد تكون مؤذية له لاحقًا، كما أن شخصية مثل رورو تُظهر بوضوح سمات ما يُعرف باضطراب الشخصية النرجسية الجزئي وهو لا يعني بالضرورة مرضًا نفسيًا، لكن نمطًا سلوكيًا يركز على جذب الانتباه والتقدير الخارجي، كما أن في حالات مثل رورو، نرى دائمًا احتياجًا لتعويض فراغ داخلي قد يكون ناتج عن نقص في التقدير العائلي، أو الحرمان العاطفي، أو حتى الإهمال الاجتماعي، فالسوشيال ميديا بتوفر لهم تعويض سريع: جمهور، تصفيق، تعليقا وهذا يخلق نوع من الإدمان، كما أنه كثيرًا من هذه الشخصيات تمر بما يُعرف ب "هشاشة الهوية"، أي أن إحساسهم بذاتهم مش متكوّن من الداخل، بل من الخارج من رد فعل الناس، وبالتالي، أي هجوم أو انتقاد يتحول إلى تهديد مباشر لكيانهم النفسي. ليستكمل محمد السيد المحامي قائلاً : أنه طبقًا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، تعاقب المتهمة بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فعلًا من الأفعال الآتية، الاعتداء على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، ونشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة، فعقوبة نشر مقاطع خادشة للحياء، وفقًا لنص المادة 178 من قانون العقوبات، فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعى إذا كانت خادشة للحياء. اقرأ أيضا: إخلاء سبيل سوزي الأردنية بكفالة بعد إدعاء سرقة وهمية