يحظى المتحف المصري الكبير، بأهمية كبرى لدى الدولة، خاصة مع المتابعة الحثيثة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، التى أسهمت فى أن يرى هذا المشروع العملاق النور. ورغم الكثير من التحديات، نجحت الدولة فى الوصول بالمشروع إلى التشغيل التجريبى، ليتضمن تشغيل عدد من القاعات الرئيسية، ثم التشغيل التدريجى لبعض أجزاء المتحف، تمهيدًا للافتتاح الرسمي الكبير لهذا المشروع، الذى اكتمل بالفعل، وسيكون هدية مصر للعالم. وامتدت روح الإنجاز لتطوير المناطق المحيطة بالمتحف، بما يُسهم فى تحسين الرؤية البصرية، وتحقيق نقلة حضارية لإبراز العناصر الجمالية لمحيط المتحف والطرق المؤدية إلى أبواب البهو العظيم، لتبدأ أجمل رحلات الأرض لمحبى الحضارة الفرعونية. ◄ جولات تدريبية ومع اقتراب موعد افتتاح المتحف الكبير، تنظم هيئة المتحف جولات تدريبية للمرشدين السياحيين تهدف إلى تعريفهم بمكونات المتحف وسيناريو العرض المتحفي وقاعاته الرئيسية، وما تضمه من كنوز أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة. وتأتي هذه الجولات في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تمكين المرشدين من تقديم تجربة إرشادية متكاملة للسائحين تعكس عظمة الحضارة المصرية وثرائها التاريخي، وذلك من خلال شرح تفصيلي يقدمه أمناء المتحف. وتتواصل الاستعدادات داخل المتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري وثقافي في العالم، تمهيداً لافتتاحه الرسمي في الثالث من يوليو المقبل، وذلك بإطلاق سلسلة من الجولات التدريبية المخصصة للمرشدين السياحيين. وتستهدف هذه الجولات تزويد المرشدين بالمعرفة الكاملة حول مقتنيات المتحف وطبيعة سيناريو العرض المتحفي، بما يسهم في تعزيز قدرتهم على توصيل المعلومات بطريقة تفاعلية وجاذبة للزوار. ◄ تسلسل الحضارة المصرية وفي هذا السياق، أكد شريف فتحي وزير السياحة والآثار أن الوزارة تولي اهتماماً بالغاً بتطوير أداء المرشدين السياحيين وإعدادهم بما يتواكب مع أهمية المتحف ودوره في الترويج للسياحة الثقافية في مصر. وأشار إلى أن الجولات تأتي في وقت حرج من الاستعدادات، حيث تمثل المرحلة الأخيرة قبل استقبال المتحف لزواره من جميع أنحاء العالم. وأضاف الوزير أن سيناريو العرض المتحفي قد تم إعداده بعناية فائقة ليعكس تسلسل الحضارة المصرية عبر العصور المختلفة، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ ومروراً بالعصر الفرعوني واليوناني والروماني وصولاً إلى العصرين القبطي والإسلامي، ما يتطلب من المرشدين الإلمام الكامل بهذا السياق السردي لتقديم جولات إرشادية متكاملة. من جانبه، أوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن الجولات التدريبية تُنظم على مدار ثلاثة أيام أسبوعياً خلال شهري أبريل ومايو، حيث تستهدف استقبال 60 مرشداً سياحياً يومياً، مشيراً إلى أن المشاركة في هذه الجولات مجانية تماماً. اقرأ أيضا| كنوز أثرية في أبهى صورها.. المتحف المصري الكبير يعيد الحياة إلى تاريخ الفراعنة وأكد «غنيم» أن المتحف المصري الكبير يشهد منذ 16 أكتوبر الماضي تشغيلًا تجريبيًا يتيح للزوار استكشاف البهو الرئيسي وتمثال الملك رمسيس الثاني، إلى جانب الدرج العظيم المؤدي إلى القاعات الرئيسية التي تضم 12 قاعة عرض فريدة من نوعها، حيث تُعرض فيها آلاف القطع الأثرية التي تمثل المحطات الرئيسية في التاريخ المصري القديم. ◄محاور الجولات التدريبية تشمل الجولات شرحاً مفصلاً من قبل أمناء المتحف حول: - سيناريو العرض المتحفي وتسلسل الحقب التاريخية. - أهم القطع الأثرية المعروضة في القاعات الرئيسية. - استخدام التكنولوجيا الحديثة في العرض مثل الواقع الافتراضي والوسائط التفاعلية. - المتحف التعليمي المخصص للأطفال وأهميته في تعزيز الثقافة الأثرية. - المنطقة التجارية والخدمات المقدمة للزائرين. كما تُعرّف الجولات المرشدين بالأنظمة الحديثة المعتمدة في تأمين المعروضات، وتقنيات الإضاءة، والتوجيه الصوتي، بما يواكب المعايير العالمية في المتاحف الكبرى. ◄ تشغيل تجريبي ناجح وخدمات متميزة وكان المتحف قد بدأ منذ فبراير الماضي تطبيق مواعيد الفتح الرسمية للمناطق التي تشمل التشغيل التجريبي، حيث تُفتح أبوابه يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً. ويشهد المتحف أيضاً فترات فتح مسائي كل يوم سبت وأربعاء، ليتاح للزوار الاستمتاع بجولة ليلية متميزة تنعكس فيها الإضاءة على روعة التماثيل والمعروضات. ويضم المتحف مناطق جذب متعددة أبرزها: - البهو الرئيسي وتمثال رمسيس الثاني. - الدرج العظيم وقاعاته الملحقة. - 12 قاعة رئيسية تغطي العصور المختلفة. - متحف الطفل الذي يقدم أنشطة تفاعلية تعليمية. - منطقة تجارية تضم مطاعم ومتاجر للهدايا التذكارية. ◄ أهمية تأهيل المرشدين في المرحلة القادمة ويأتي هذا البرنامج التدريبي للمرشدين ضمن خطة شاملة تستهدف تطوير الكوادر البشرية العاملة في قطاع السياحة، وتوفير محتوى علمي دقيق وموثوق يتم تقديمه للزائر بطريقة مبسطة وجذابة. كما يعزز البرنامج من التواصل الفعال بين المرشدين وأمناء المتحف، ما يساهم في توحيد الرسائل التثقيفية الموجهة للسائحين. ويُعد المرشد السياحي أحد أعمدة التجربة السياحية الناجحة، لذلك فإن إعداده جيداً يمثل ركيزة أساسية لنجاح المتحف المصري الكبير في أداء رسالته الثقافية والسياحية. إن تنظيم جولات تدريبية للمرشدين السياحيين داخل المتحف المصري الكبير يمثل خطوة استراتيجية في سبيل دعم القطاع السياحي، وضمان تقديم محتوى إرشادي متميز يعكس عراقة الحضارة المصرية. وتؤكد هذه المبادرة على أن افتتاح المتحف ليس مجرد حدث أثري، بل هو انطلاقة ثقافية عالمية تستوجب الإعداد الجيد لكل عناصر منظومة العمل السياحي، وفي مقدمتهم المرشدون الذين ينقلون للعالم قصة مصر بعيون أبنائها.