معاناة كبيرة مستمرة على مدى عهود سابقة داخل وزارة التربية والتعليم، وتحولت من مشكلة إلى صداع مزمن في رأس الوزارة، ألا وهي " الكثافات الطلابية" داخل الفصول المدرسية، فمع كل موسم دراسي، كانت تزداد أزمة الكثافات الطلابية وتكدس الطلاب بالفصول، وكانت موضوع بحث وجدل مستمر، وأقرب الحلول كانت تكلفته تصل إلى 130 مليار جنيه لبناء 250 ألف فصل دراسي جديد لاستيعاب الكثافات. بخطوات ثابتة تسير وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني منذ تولي محمد عبد اللطيف منصب الوزير، نحو التخلص نهائيًا من أزمة «الكثافات الطلابية» داخل الفصول المدرسية. كانت «الكثافات الطلابية» بمثابة أزمة واجهها وزراء التربية والتعليم المتعاقبون على المنصب، حيث توصلوا أن الحل هو ميزانية ضخمة تقترب من 130 مليار جنيه بهدف بناء 250 ألف فصل دراسي لاستيعاب الكثافات، أو اللجوء لحل تقليدي وهو استخدام نظام الفترات في المدارس، وتشغيل عدد من المدارس بنظام ال3 فترات في محاولة لحل المشكلة. ومع تولي محمد عبد اللطيف منصب وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، كانت "الكثافات الطلابية" هي الشغل الشاغل حيث بدأ يجوب المحافظات المصرية واجتمع بما يقرب مع 500 قيادة تعليمية ومديري إدارات تعليمية ومعلمين، للاطلاع على آرائهم والمشكلات التي يعاني منها التعليم ككل وعلى رأسها أزمة الكثافات الطلابية. عجز في 250 ألف فصل «لدينا عجز في 250 ألف فصل».. بهذه الجملة بدأ الوزير محمد عبد اللطيف حديثه ل"بوابة أخبار اليوم"، موضحا أن بعض المدارس بها قرابة ال250 طالبًا في إدارات: "الخصوص والخانكة والجيزة والمرج"، متسائلا: «هل سيستطيع المعلم تأدية دوره؟! .. بالطبع مستحيل»، موضحا أنه بدأ في زيارات ميدانية ولقاءات مكثفة مع مديري المدارس والإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، لاختيار الآليات المناسبة لكل إدارة تعليمية وفق الواقع والإمكانيات المتاحة والتى تتوافق مع طبيعة كل إدارة، والقابلة للتنفيذ. مواجهة الكثافات الطلابية بدأ "عبد اللطيف" في وضع خطة لمواجهة أزمة "الكثافات الطلابية"، حيث، وتمثلت في: حصر الفراغات التعليمية من أرض الواقع من خلال مهندسي هيئة الأبنية التعليمية ومديري المدارس ومديري الإدارات التعليمية واستغلالها كفصول للطلاب وتوزيع الكثافات عليها، وتعديل الأسبوع الدراسي المتبع في بعض الإدارات ليكون (5 أيام) تعليم أكاديمى بالإضافة إلى يوم أنشطة ورياضة بدلا من 4 أيام، حتى تستكمل الخطة التعليمية الأكاديمية بعدد الساعات المطلوبة سنويا وإتاحة هذا النموذج كما هو لإدارات أخرى. اقرأ أيضا | بعد خروجها من مجموع الثانوية.. «البكالوريا» تشعل أزمة «اللغة الثانية» كما تضمنت الخطة تطبيق الفصل المتحرك من خلال تحريك فصل في المرحلة يكون في غرفة نشاط أو تربية رياضية وهذا النظام متبع في عدة دول متقدمة، وقرر زيادة الفترة الزمنية الفعلية للتدريس من 23 أسبوعًا إلى 31 أسبوعًا في أثناء العام الدراسي، وزيادة المدة الزمنية للحصة بمقدار 5 دقائق، وتعديل الأسبوع الدراسي المتبع، وهو ما سيرفع من قدرة التدريس بنسبة 33%، ويساعد على تنفيذ الخطة الدراسية بما فيها من تعليم نشط. لم تقتصر تحركات وزير التعليم لمواجهة أزمة الكثافات عند هذا الحد، بل أصدر توجيهاته وقراراته لمديري المدارس بضرورة تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول الدراسية والفترات الصباحية والمسائية للحضور بالعام الدراسى الجديد، وأن لا تتعدى كثافة كل فصل عن 50 طالبًا وطالبة. مخاوف التجربة حلول الوزير عبد اللطيف الذي وضعها قوبلت بتخوف من التجربة الجديدة خاصة من أولياء أمور الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة، إلا أن بداية العام الدراسي الجديد 2024/2025 شهدت انفراجة كبيرة في خفض الكثافة في الفصول الدراسية. نجحت الوزراة وفقا لاقتراحات وجهود الوزير عبد اللطيف في إضافة نحو 100 ألف فصل جديد للمنظومة التعليمية مع بدء العام الدراسي الحالي، الأمر الذي أدى إلى خفض الكثافة، لتصبح في كل المدارس في مصر أقل من 50 طالباً في الفصل الواحد، باستثناء 47 مدرسة، ويتم العمل على حل هذه المشكلة بها في أقرب وقت. كما التزمت الإدارات التعليمية التي كانت تعاني من الازدحام الطلابي بفصولها بأعداد الطلاب داخل كل فصل دراسي، مثل مدارس إدارة الخصوص التي كانت تعاني من أزمة الكثافة الطلابية خلال السنوات الماضية، والتزمت بقرار الوزارة بخفض الكثافات الطلابية، وأن قوائم الفصل بها لا تتعدي 50 طالبًا، فضلا عن التزامها لتطبيق نظام الفترات داخل المدارس. وبالإحصائيات والتجربة أثبت محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نجاح وزارة التعليم في خطتها لعلاج مشكلة ارتفاع الكثافات الطلابية في الفصول، لاستعراض رؤية الوزارة والحلول التي قدمتها من خلال الوصول بكثافة الفصل للنسبة التي تسمح ببيئة تعليمية تحقق جاذبة ومحفزة للطلاب داخل الفصل الدراسي، ومنها نقل المدارس الثانوية للفترة المسائية، والاستفادة منها في الفترة الصباحية للمرحلة الإعدادية، مع وضع حلول مستدامة بإنشاء من 10 آلاف إلى 15 ألف فصل سنويا. جولات مكوكية نجح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على مدار العام الدراسي 2024/2025، ومنذ أن صعد للمنصب الوزاري أن يجوب أكثر من 20 محافظة في مدة قصيرة لا تتعدى ال86 يومًا من توليه للمنصب الوزاري، للاطلاع على مشاكل العملية التعليمية، وعقد اجتماعات مع أكثر من 500 مدير إدارة تعليمية ومعلمين وقيادات تعليمية بالمحافظات، وذلك للاطلاع على آرائهم والمشكلات التي يعانون منها وتم مناقشة كافة الأمور التي تخص العملية التعليمية. كما نظم لقاءات مباشرة دورية استمرت ل3 أيام مع مديري المدارس ب27 محافظة بإجمالي 5400 مدير مدرسة، وذلك لاستعراض إجراءات وآليات ضمان أنتظام العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد على مستوى الجمهورية، فضلاً عن إتاحة الفرصة الحقيقية للاستماع إلى مشكلات التعليم على أرض الواقع، وجهود الوزارة في تحسين البيئة التعليمية وتوفير الدعم اللأزم للمعلمين والطلاب على حد سواء، مؤكدين حرصهم على بذل كافة الجهود لتنفيذ القرارات والآليات التي أقرتها الوزارة.