اهتمت الصحف والمجلات المصرية بالحوادث منذ عقود باعتبارها مرآة المجتمع التى تشخص الأمراض الاجتماعية التى يعانى منها وطرق مواجهتها ورصدت بالكلمة والصورة ادق تفاصيل الجرائم التى كانت حديث الرأى العام فى تلك الفترة «اخبار الحوادث» تعيد نشر بعض الحوادث القديمة بكل تفاصيلها حتى نتعرف على نوعية حوادث زمان؛ واحدة منها نشر تفاصيلها بمجلة اخر ساعة احد اصدارات اخبار اليوم بعددها رقم 1092 الصادر فى 28 سبتمبر عام 1955 والتى رصدت 24 ساعة كاملة داخل قسم محرم بك بمحافظة الإسكندرية لتعبر بالكلمة والصورة عن جرائم وأحدث يومية فى تحقيق مصور على صفحات المجلة. 24ساعة كاملة عاشتها آخر ساعة فى قسم محرم بك ..صور خاطفة كانت تتتابع أمام آخر ساعة لهؤلاء البشر.. تصرفاتهم.. مشاعرهم.. والحب والجريمة لها تتفاعل وتقف أمام الضابط النوبتجى وخلال هذه الساعات . ضرب ابن أمه وضرب زوج زوجته سرق لص الملابس المنشورة على نافذة فى الدور الارضى تسللت عصابة القط الاسود وسرقت جاموسة وبقرة فى الساعة الواحدة صباحا حاول موظف فى كفر الدوار اغتصاب فتاة مع أحد اصدقائه قتل اخ اخته أمام مبنى كوتاريللى فى الاسكندرية وذبحها بسكين ويمضى شريط البشر الخاطف أمام «آخر ساعة» وتظل عيون الضابط النوبتجى ووكيل النيابة ساهرة لكى تضبط .. اى جريمة..فى اى مكان.. وفى أى لحظة. الوقت منتصف الليل ..وفى سجن القسم استلقى على الأرض خمسة عشر متهما يمضون الليلة فى الحجز حتى يعرض أمرهم على النيابة فإما أمرت بالإفراج عنهم أو إحالتهم إلى السجن العمومى . وكثير منهم قبض عليه فى الساعة الواحدة بعد الظهر ولكن القاعدة فى اقسام البوليس أن كل من يقبض عليه بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا يبقى فى القسم الى اليوم التالى حتى يعرض على النيابة إلا فى الحالات العاجلة، ولذلك بقى هؤلاء إلى اليوم التالى . وفى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يدق جرس التليفون..إنه خفير الحراسة عند مدخل المدينة بالقرب من مطار محرم بك.. شاهد أشخاصًا يجرون جاموسة وبقرة فى ذلك الوقت المتأخر.. فطلب إليهم الوقوف وكان جوابهم أن طلبوا إليه أن يبتعد عن طريقهم فلما رفض وكان بينه وبينهم مسافة أطلق عليهم عيارًا ناريًا بقصد الإرهاب فجاوبوه بإطلاق اعيرة نارية أخرى ثم اخفاهم الظلام عن الخفير فأسرع يتصل بالقسم . وسجل عامل التليفون الإشارة ثم عرضها على الضابط النوباتجى الذى رأى أن الجناية خطيرة فهى اول حادث سرقة مواشى تقع فى الاسكندرية وهو اول حادث من نوعه يقع فى المدينة وتقترن فيه السرقة بإطلاق أعيرة ناري. وأخطر المأمور البكباشى محمود حمدى مكاوى، والبكباشى محمد البشبيشى مفتشا المباحث والصاغ فتحى قبضاية ضابط مباحث المحافظة..وأخطر ضباط بوليس القسم وعددهم تسعة فجاءوا بعد منتصف الليل وقبل طلوع الفجر يبحثون عن اللصوص. أن السرقة وقعت فى عزبة منسى سرق اللصوص الماشية من حظيرة هاشم مصطفى رمضان وهو عامل فى المطار وتسللوا إلى جار له وسرقوا ملابسه ثم تركوا فى مكان الحادث علبة سجاير هى الأثر الوحيد لهم . وجاء وكيل النيابة الاستاذ فتحى رجب، والسيد سمير كاتب النيابة وأثناء التحقيق ابلغ القسم أن جندى السواحل المعين فى منطقة الملاحة القريبة من المطار قبض على شخص يدعى السيد رضوان بنوع الاشتباه وكان يسير فى هذه المنطقة المنعزلة يحمل ملابس لم يستطع أن يبين مصدرها فقبض عليه وكان الجندى قد سمع الأعيرة النارية المتبادلة بين الخفير والعصابة. البحث عن القط الاسود وجئ بالسيد رضوان وبدأ ضباط المباحث فى استجوابه فأنكر فى أول الأمر ثم عاد واعترف تحت ضغط الاسىئلة المتدفقة عليه وارشد عن زملائه الثلاثة الذين اتفق معهم على القيام بهذه السرقة ليجمعوا من المال ما يمكنهم من العودة إلى بلدتهم «جهينة» بالصعيد. وبدأ البوليس يبحث عن محمد عبدالرءوف الكاروف، وبخيت حماد ومحمد حماد وشهرته القط الاسود والجميع يقيمون عند مدخل المدينة الغربى بينما الحادث وقع عند مدخل المدينة من جهة الجنوب . اغراء واغتصاب ورشوة فى الساعة الثانية بعد الظهر كان التحقيق قد انتهى عندما دق جرس التليفون من جديد..ام تبلغ عن محاولة اغراء ابنتها المتزوجة أو بعبارة أخرى اغتصابها والمتهم موظف من كفر الدوار وكانت الزوجة قد أبلغت البوليس بتفاصيل المحاولة، فهاجم المنزل ليجد الموظف وزميلا له وأبلغ الاستاذ عبدالرحمن عياد وكيل النيابة فجاء ليحقق وكان قد غادر مقر النيابة وقصد إلى منزله ليستريح وقبل أن يستريح أو حتى يتناول طعامه كان قد جاء ليسأل ويحقق.. ويواجه إنكار المتهمين بالأدلة والقرائن والشهود . قتل أخته وبعد ثلاث ساعات كان جرس التليفون يدق من جديد..أنها جناية قتل هذه المرة وقعت أمام مبنى شركة كوتاريللى بمحرم بك والجثة موجودة وأداة الجريمة مضبوطة والقاتل معترف.. وجئ بالقاتل محروس محمد جاد المولى وهو عامل من طما أما القتيلة فهى شقيقته هانم، تزوجت فى طما ثم طلقت فى الاسكندرية وعادت إلى الصعيد لتتزوج من ثان ثم تطلق منه وتترك منزل أهلها لتعود إلى الإسكندرية لتحيا كما تريد بعيدا عن رقابة أهلها.. وجاء اخوها من طما ليقتلها.. ورآها ومضى معها فى الطريق ثم استل سكينا من صدره وطعنها بها وفى التحقيق الذى تولاه فتحى رجب بعد أن انتهى من التحقيق الاول أراد أن ينقذ رقبته فقال انه لم يكن يزمع قتلها ولكنه سمع شابا مارا بجواره يقول لصديق له وهو يشير إلى هانم..هذه هى الفتاة التى امضينا معها ليلة حمراء أمس.. فلم يتمالك محروس نفسه وقتل أخته. ودخل حجرة التحقيق شاب يرتدي الملابس المدنية وأمسك بيد القاتل وقال له وهو يصافحه «مبروك.. انت رجل.. لقد غسلت العار بدمها» فأجابه القاتل؛ «طبعا لقد جئت لقتلها وقتلتها بالفعل».. ولم يفطن القاتل إلى أن مهنته هو ضابط المباحث الملازم عبد التواب رشوان.. ووجد وكيل النيابة دليل القتل العمد. اقرأ أيضا: حوادث زمان| تفاصيل محاكمة المستريح الأول الريان تكشف بداية التحالفات الغامضة