الأديبة والإعلامية المغربية ريم نجمى، وُلدت فى الدار البيضاء عام 1987، وأصدرت عدة روايات منها: «تشريح الرغبة»، و«العشيق السرى لفراو ميركل»، الصادرتان عن الدار المصرية اللبنانية، وتعتبر «ريم» شهر رمضان فرصة كبيرة لترتيب فوضى النفس والجلوس مع الذات، وما زالت تتذكر مرافقتها لوالدها فى شهر رمضان وهى طفلة إلى مقر عمله ليلاً بالجريدة التى كان يعمل بها، وسعادتها الكبيرة وسط رائحة الحبر والورق، وحول شهر رمضان المبارك أجرينا هذا اللقاء مع ريم نجمى. ■ ماذا يعنى لكِ شهر رمضان الكريم؟ - رمضان بالنسبة إليّ هو شهر الجانب الروحي، فرصة للجلوس إلى الذات وترتيب فوضى النفس؛ فى هذا الشهر أحاول بقدر ما أستطيع التفرغ للجانب الروحى، كان رمضان دائماً بالنسبة إليّ شهراً مميزاً أسعد بقدومه، غير أن رمضان فى بلاد المهجر يفقد الكثير من البريق الذى اعتدنا عليه فى بلادنا، هنا يتحول رمضان إلى اختبار حقيقى للنفس وللقدرة على الصبر فى ظل أوقات عمل اعتيادية، وأوقات صيام طويلة فى أيام حارة، كما شهدت ألمانيا فى السنوات الأخيرة، رغم ذلك يترك رمضان أثره فى نفسى كل عام. ■ ما المجالات المُفضلة لديكِ للقراءة فى هذا الشهر المبارك؟ - لا أخفيك أن قراءة الكتب تقل فى رمضان، فهو أولاً فرصة لقراءة القرآن والتدبر فيه، فى وقت الصيام لا يكون تركيزى عالياً وأفضل متابعة التليفزيون ومسلسلات رمضان وبرامجه، إلى جانب التحضيرات اليومية لمائدة رمضان، فلا يبقى هامش القراءة كبيراً، لكن أحب فى رمضان عادة قراءة نصوص صوفية أو أشعار جلال الدين الرومي، والنصوص عموماً التى تعزز الحالة الروحية للشهر الكريم. ■ ما طقوسكِ للكتابة؟ - الكتابة تتحول إلى عمل ليلى خاطف، بمعنى أننى قد أكتب نصوصًا متفرقة فى وقت متأخر من الليل لكن لا أستطيع العمل على نص روائى متكامل، كما قلت لك أفضل أن يكون رمضان شهراً للتأملات الروحية والتفرغ لبعض العبادات. ■ إلى أى مدى أثر هذا الشهر فى تكوينكِ الأدبى والثقافى؟ - رمضان فى المغرب يكون فرصة لتنظيم بعض الأنشطة الثقافية والأدبية بعد التراويح والتى كنت أحضرها وأنا فى سن صغيرة، إلى جانب أنه فى مرحلة التكوين كانت لديّ فرصة فى رمضان للقراءة والكتابة على عكس اليوم، لقد ظل رمضان فى مخيلتى كواحد من أكثر الأشهر التى بها إنتاج أدبى قبل مرحلة استقرارى فى ألمانيا. ■ أهم ذكرياتكِ مع هذا الشهر؟ - لا أنسى فى هذا الشهر الكريم مرافقتى لوالدى وأنا طفلة إلى عمله الليلى فى الجريدة، حيث كان الصحفيون يعملون بعد الإفطار؛ استثناء فى رمضان، كنت ألمس عن قرب العمل المكتبى الصحفى وأجواء التحضير للمواد الرمضانية، كان الأمر يشبه «الفسحة» وكنت أسعد بتلك اللحظات وسط رائحة الحبر والورق.