تسيطر مسلسلات الأجزاء، على دراما رمضان 2025، حيث يوجد 6 مسلسلات دفعة واحدة من تلك النوعية، أبرزها مسلسل «جودر 2»، بطولة ياسر جلال وتأليف أنور عبد المغيث وإخراج إسلام خيري، ومسلسل «العتاولة 2» بطولة أحمد السقا وطارق لطفى وباسم سمرة وتأليف مصطفى جمال هاشم وإخراج أحمد خالد موسى، ومسلسل «المداح 5» من تأليف أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف يسرى وإخراج أحمد سمير فرج، مسلسل «أشغال شقة جدا» بطولة هشام ماجد وأسماء جلال، ومسلسل «كامل العدد 3» بطولة دينا الشربينى وشريف سلامة، ومسلسل «قلع الحجر 2» بطولة محمد رياض. ■ العتاولة 2 ورغم نجاح الأجزاء السابقة من هذه الأعمال الدرامية إلا أن وجود أجزاء أخرى منها يؤكد على أن صناعها يبحثون عن استثمار النجاح السابق وارتباط الجمهور بها فى الأعوام الماضية، وهو نوع من أنواع ضمان النجاح و«اللعب على المضمون»، بدلاً من تقديم عمل فنى جديد يراهنون من خلاله على مدى نجاحه وشعبيته، كما أن البعض يرى تقديم أجزاء متعددة من العمل مهما كان نجاحه هو نوع من أنواع الإفلاس الفني، خصوصاً أن هناك أعمالا لم تقدم جديد بل إنها تعتمد على نفس الفكرة في كل جزء. ◄ اقرأ أيضًا | «10 غرز».. تفاصيل إصابة باسم سمرة أثناء تصوير مسلسل العتاولة 2 ◄ رهان ليس مضمون ومثلاً مسلسل «المداح» لحمادة هلال، يركز على عالم الأرواح والعفاريت ومحاربتها من قبل البطل، وانتصاره في النهاية، وهو ما يتكرر فى كل جزء جديد للعمل، أما مسلسل «العتاولة» فقد لاقى العديد من الانتقادات بالعام الماضي بسبب الألفاظ التي كان يحتويها العمل، ومشاهد البلطجة التي يحتوى عليها العمل، وهو ما يتكرر فى الجزء الثانى أيضاً، أما مسلسل «كامل العدد» فجزؤه الثانى لم يحقق نفس نجاح الأول منه، ومع ذلك أصر صناعه على تقديم جزء ثالث منه. واستمرار تقديم عدد من الأجزاء من العمل هو رهان ليس مضموناً طوال الوقت، ولدينا فى مسلسل «الكبير أوي» لأحمد مكي خير مثال، حيث ظل صناعه يراهنون عليه حتى لفظه الجمهور، وتحول نجاحه الساحق فى الأجزاء الأولى وارتباط الجمهور به إلى هجوم عنيف ورغبة فى عدم الاستكمال، وفقد المسلسل كل الشعبية التى حققها، وأجبر بطله أحمد مكى على الابتعاد عن تلك المنطقة وتقديم شكل آخر من خلال مسلسله الجديد «الغاوي». ونجاح العمل ليس معناه تقديم أجزاء أخرى منه، وعلى مدار تاريخ الدراما المصرية هناك العديد من المسلسلات التي حققت نجاحا ضخما ولم يقدم منها أجزاء أخرى، لذا ظلت محافظة على نجاحها فى أذهان الجمهور حتى الآن، وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك مسلسلات مثل «أرابيسك» فى رمضان 1994، و«لن أعيش فى جلباب أبي» فى رمضان 1996، و«عائلة الحاج متولي» الذى عرض عام 2001، و«البخيل وأنا» و«الراية البيضا» و«ذئاب الجبل» وغيرها، وحتى فى السنوات الأخيرة ظهر عدد من المسلسلات الناجحة ولكن صناعها لم يقدموا منها أجزاء أخرى مثل «نعمة الأفوكاتو» و«جعفر العمدة» و«الحصان الأسود» و«ونوس» و«ذات» و«موجة حارة» و«سجن النسا» و«آدم» و«ب100 وش» وغيرها. ◄ أجزاء مؤثرة في المقابل هناك أعمال قدم منها أجزاء ولكنها كانت مؤثرة وكل جزء يحكى أحداثاً وتفاصيل مختلفة عن الآخر، وأبرزها مسلسلات «ليالى الحلمية» و«رأفت الهجان» و«الشهد والدموع» و«المال والبنون» و«عائلة ونيس»، و«بوابة الحلواني» و«زيزينيا» وغيرها. تحدثت الناقدة عزة هيكل قائلة: دراما الأجزاء تنقسم إلى قسمين وهى السوب أوبرا وهى دراما أمريكية فى الأساس وتم انتشارها فى العالم كله وبدأت فى فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وهناك نوع آخر من دراما الأجزاء وهى التى تتحدث عن حقب زمنية مختلفة، لكن للأسف دراما الأجزاء التى تقدم حالياً ليست من أى قسم من القسمين بل هى مجرد استسهال واستغلال للجماهيرية التى صنعها العمل، دون وجود فكرة أو موضوع ولا وجود أى خلفية تاريخية أو سياسية أو اقتصادية، فهى مجرد غثاء لمجموعة من الحكاوى التافهة لمجرد التسلية فقط. وأضافت: يبحث المنتجون الآن عن المكسب المادى أكثر من فكرة تقديم رسالة هامة فى العمل الفني، وهذا ما يجعله يبحث عن تقديم أجزاء من مسلسل حقق النجاح، حتى لو كانت تلك الأجزاء لم تقدم رسالة للجمهور المتلقي. أما الناقد كمال رمزى فيقول: هذا النوع من الدراما التلفزيونية وهو دراما الأجزاء أمر يقدم فى العالم كله، لكن المهم ما الذى سيتناوله الجزء الجديد من المسلسل المعروض، وليس من صالح صناع العمل تقديم جزء لم يحقق النجاح لأن ذلك سيجعل العمل ككل يفقد رونقه لدى الجمهور.. وأضاف: لا يمكن مهاجمة فكرة الأجزاء فى المطلق لأنه عمل مشروع وتقديمه أمر لا يؤثر بالسلب على الصناعة، وأجد أن لكل عمل معياره الخاص به، ولا يجب أن نضع البيض كله فى سلة واحدة، بمعنى أننا نقيم كل عمل بمفرده وعلى حدة، كما أننا يجب أن ننتظر عرض تلك المسلسلات على الشاشة فى موسم رمضان ونقيمها من حيث الدراما والأفكار، وبناء عليها نحكم عليها سواء كانت قدمت جديدا أو أنها جاءت لاستثمار النجاح السابق لها. وقالت الناقدة حنان شومان: لا يمكن أن أنكر أن هناك مسلسلات أجزاء تقدم من أجل استغلال النجاح، خصوصا لو لم يكن مخطط لها منذ البداية تقديم أجزاء عديدة منها، ومؤلف العمل يدبر لذلك منذ أول لحظة لكتابة المسلسل، لكن فى نفس الوقت الجمهور هو الذى يحكم على كل الأعمال المعروضة، وطالما كل جزء يقدم يحقق النجاح إذاً الجمهور معجب به ويرغب فى استمراره.