يخيل لى أننا نعيش فى غابة، القوى يفترس فيها الضعيف، مثلما يحدث تماما فى عالم الحيوان بالغابات، ومفترسات الطيور فى السماء، ومفترسات البحار والمحيطات، البشر مثل كل هذه المفترسات تماما، ومتابعتى لقناة « ناشيونال جيوجرافيك « التى تثرى العقل وتجعله يفكر ويدهش ويتعجب مما يراه فى عالم التكنولوجيا والابتكارات والاختراعات العلمية، والانسانيات وكافة مجالات المعرفة . تجذبنى هذه القناة بما تقدمه من أفلام وثائقية عن الحياة البرية فى الغابات، تجعلنى أتأمل فى سلوك المفترسات فى البرارى التى تتسيدها الأسود والنمور والدببة، وسلوكها فى المحيطات التى تتسيدها اسماك القرش والحيتان، ومشاهد الافتراس التى تحترفها النسور والصقور الساكنة اعالى الاشجار والجبال، ولديها القدرة والقوة على افتراس طيور ودواب اكبر منها عندما تنقض عليها بمخالبها ومناقيرها التى تمزق اللحم وكأنها مناشير كهربائية ! افتراس فى السماء، وافتراس فى البرارى، وافتراس فى البحار، الأقوى فيها يفترس الضعيف، والأكبر يفترس الأصغرالذى تحمل جيناته كل حيل التمويه والتخفى والاختباء، وما اراه فى عوالم الافتراس التى لها قوانينها الخاصة، ينعكس فى ذهنى على ما اراه فى عالم الافتراس البشرى، الحيوانات والطيور والقروش تفترس لتأكل وتعيش، بينما يفترس الإنسان أخاه الإنسان وهو « شبعان «، يقتل ويكبر بسم الله والخالق بريء من ظلمه ودمويته ! صدقونى، الافتراس فى مملكة الحيوان ارحم من عالم البشر، شاهدت لبؤة محرومة من الانجاب عثرت على غزالة ولدتها أمها وهربت، سبحانك ربى لم تفترسها، ظلت تداعبها وتحتضنها وتصد عنها من يحاول افتراسها، يبدو أنها قررت أن تتبناها، فكانت تصحبها معها أينما ذهبت ! فهل المفترسات ياربى لديها مشاعر وأحاسيس يفتقدها بعضنا ؟ !