على مرأى ومسمع من العالم وعلى الهواء مباشر شهد العالم عودة 400 ألف فلسطينى رجالا ونساء وأطفالا يحملون أمتعتهم سيرا على الأقدام عائدين إلى مساكنهم فى شمال قطاع غزة وهم يعلمون أن قوات الاحتلال الإسرائيلى دمرتها تماما بعد أن أجبرتهم على مغادرتها إلى مخيمات، كان المشهد رغم قساوته يؤكد تمسك الفلسطينيين بأرضهم مهما كان الثمن وأنهم حريصون على وطنهم فى دولة فلسطينية مستقلة مهما كانت التضحيات التى قدموها على مدى أكثر من سبعين عاما منذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948، وحين وصلوا بعد مسيرة طوال اليوم فوجئوا بأن بيوتهم أصبحت رمادا ودمرها الإسرائيليون فى إطار خطتهم للقضاء على فلسطين نهائيا وتهجير سكانها إلى مصر والأردن وبعض الدول الأخرى وإعادة بناء غزة بشكل مختلف كما أعلن الرئيس الأمريكى ترامب مؤخرا . وكان موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى قويا وحاسما حين أعلن أكثر من مرة أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية وأن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعودة الحق الفلسطينى إلى الفلسطينيين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط، وأمام هذا العدوان الإسرائيلى الغاشم وحرب الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى وقرار المحكمة الجنائية الدولية بإدانة إسرائيل واعتبار رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه مجرمى حرب لابد من القبض عليهما لابد من موقف عربى واحد تؤيده العديد من دول العالم والمنظمات الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفوجئ العالم بالرئيس الأمريكى يعلن بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى البيت الأبيض أنه قرر تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وأنه سيحول غزة إلى ريفييرا الشرق بها مبان فاخرة ومصايف على طراز ريفييرا الفرنسية وتجاهل الحديث عن الدولة الفلسطينية وأعلنت مصر والسعودية والعديد من الدول العربية والأجنبية رفض هذه الفكرة التى تتعارض مع القانون الدولى وقرارات الأممالمتحدة وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967.