قبل أن يتولى منصبه تعهد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بالتخلص من الحروب بسرعة، وأشار كبار مسئولى الدفاع فى إدارته الجديدة الى إعادة توجيه الولاياتالمتحدة نحو منطقة المحيطين الهندى والهادئ، لكن من الناحية العملية قد يكون فك الارتباط مع الشرق الأوسط أكثر صعوبة مما يتوقعون.. ورغم أن سياسة إطفاء الحرائق بدأها ترامب فى الشرق الأوسط واسفرت عن صفقة إسرائيل وحماس فى غزة مؤخرا، مع ذلك فمن المؤكد أن الهزات الارتدادية فى الشرق الأوسط ستستمر، ومن الصعب للغاية التنبؤ بكيفية تعامل إدارة ترامب معها. يستقبل الرئيس ترامب فى فترته الثانية «شرقًا أوسط» مختلفا تماما مقارنة بالتى عاشها خلال فترة ولايته الأولى. فقد تغيرت سوريا بشكل عميق وتطرح مشاكل جديدة، كما تم إضعاف إيران ولكن لا بد من التعامل معها بشكل صحيح لتجنب التحرك نحو الاختراق النووي، واحتمال نشوب حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، تتجاوز فيها إسرائيل الخطوط الحمراء الطويلة الأمد، بما فى ذلك ضرب المواقع النووية الإيرانية. مثل هذا التصعيد قد يورط أيضًا إدارة ترامب فى صراع إسرائيل مع طهران، يمهد الطريق لحرب إقليمية أوسع سيكون من الصعب إيقافها. هذا لا يمنع من ان رئاسة ترامب ستكون خالية من المفاجآت، فرغم انه وعد بإيقاف الحرب الروسية- الأوكرانية فى أيامه الأولى، فأحلامه المخيفة يمكن أن تثير توترات خارجية، فالرجل يسعى لشراء جزيرة جرينلاند الدنماركية باعتبارها ضرورة للأمن القومى الأمريكي، رغم رفض الدنمارك، كما تراوده فكرة السيطرة على قناة بنما، وضم كندا إلى الولاياتالمتحدة، لتصبح الولاية رقم 51. سيتسلم ترامب غدا منصبه خلال حفل تسلم وتسليم، على رائحة الحرائق التى تضرب ولاية كاليفورنيا، والتى لم تتمكن السلطات المحلية -رغم المساعدات الخارجية- من احتوائها والكثير من التكهنات والمخاوف حول سياسته، وما يمكن توقعه من إدارته، منها مخاوف من عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، وشن حرب جمركية جديدة يرفع فيها التعريفات الجمركية على الواردات فى جميع المجالات، وسياسات عدائية تجاه إيران والصين، وسياسة خارجية فى أوروبا وغرب آسيا تختلف عن سياسة بايدن.