ربيع الغفير: الزمن والوقت في القرآن الكريم عبادة وتفكر

أكد الدكتور ربيع الغفير، أحد علماء الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم قد أولى اهتمامًا غير عادي بمفهوم الزمن وتعاقب الأيام والشهور والسنوات، وهذا يظهر جليًا في العديد من الآيات التي اقسم فيها الله سبحانه وتعالى بأجزاء من الزمان.
وقال الدكتور ربيع الغفير، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "إذا نظرنا إلى القرآن الكريم، نجد أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر الزمن بشكل واضح في عدة سور قرآنية، منها سور الفجر، والضحى، والعصر، والليل، والنهار، حيث يقسم الله بأجزاء من الزمان، مما يدل على عظمته وأهميته، وإن الله عز وجل يقسم بالزمان ليوجهنا إلى ضرورة فهم دوره في حياتنا وكيفية التعامل معه، فالله سبحانه وتعالى قال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، {وَالْضُّحَىٰ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ}".
اقرأ أيضاً| هل يحق للزوج منع زوجته من زيارة أهلها؟.. أمين الفتوى يُجيب
وأضاف: "هذه الأقسام الإلهية ليست عابرة، بل هي دعوة للتفكر في حركة الزمان وتعاقبه بشكل منتظم ودقيق، فالله سبحانه وتعالى قد جعل الليل والنهار يتعاقبان بانتظام، كلٌ منهما يأتي في وقته المحدد دون أن يختل هذا النظام، وهذا النظام البديع الذي لا يتغير هو نعمة من الله، وهو أمر يجب أن نتفكر فيه وندرك عظمته، كما قال الله في كتابه: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَقْتَابًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}".
وتابع الغفير: "إن التفكر في هذا التعاقب المنتظم للزمن يجب أن يقودنا إلى تدبر عميق في حياتنا، فالتفكر في آيات الله في الكون هو عبادة عظيمة، فقد قال الله في القرآن الكريم: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ}، وبالتالي يجب أن نكون دائمًا في حالة تفكر ووعي بالزمن الذي يمر، فكل لحظة تمضي هي فرصة لنا للتقرب إلى الله".
وأشاد أيضًا بمقولة الإمام ابن القيم رحمه الله، الذي كتب كتابًا هامًا في هذا الموضوع بعنوان "التبيان في أقسام القرآن"، حيث تناول فيه كيف أن الله سبحانه وتعالى يقسم بأجزاء من الزمان لتوضيح أهميته.
ثم اختتم الغفير حديثه بالإشارة إلى قصيدة شهيرة للشيخ إبراهيم بديوي، أحد شيوخ الأزهر، والتي دعا فيها إلى التأمل في قدرة الله في خلقه، حيث يقول فيها:"قل للطبيب تخطفته يد الردى.. يا شافي الأمراض من أرداك
قل للصحيح يموت لا من علة.. من بالمنايا يا صحيح دهاك".
وأشار الغفير إلى أن هذه الأبيات تلخص كيف أن كل شيء في الكون هو بيد الله، وأن التفكر في خلق الله وتدبره يساهم في زيادة الإيمان والوعي بأهمية الوقت والزمن في حياتنا.