حتى في المخدرات وتجارة الكيف، هناك تعريف آخر لما يعرف ب المخدرات التخليقية، المستحدثة، لكن يقظة رجال الأمن الذين يوجهون ضربات موجعة لأباطرة السموم، لاسيما المخدرات التخليقية التي تدمر الجهاز العصبي للجسم كانوا بالمرصاد لهم، تركيبات معينة ومواد كيماوية شديدة الخطورة، والتي تعادل خطورتها أضعاف خطورة المخدرات المتعارف عليها، فلم نفرغ من الاستروكس والشادو حتى دخل علينا مخدر «الماجيك مشروم».. تفاصيل أكثر عن هذا المخدر الفتاك وخطورة تعاطيه في السطور التالية. يعرف «الماجيك مشروم» بأنه فطر يعود إلى نوع من المشروم المنتج لمادة السيلوسيبين، كان أول العهد باكتشافه قبل حوالي ألفى عام، وتحديًدًا في قارتي أمريكا الشمالية والوسطى، لدى قبائل الآزتك، وجرمت الولاياتالمتحدة حيازة هذا النبات منذ عام 1970، لاحتوائه على مادة السيلوسيبين المسببة للهلوسة. لم يكن هذا المخدر يُعرف في مصر من قبل، ولم يكن متداولًا، والأغلب أنه حتى المعلومات المتاحة عنه لم تكن متوفرة عند المصريين، لكن لأن كل جديد يقابله دائمًا فضول التجربة، كان دخوله في مصر سبق، استقبله تجار الكيف بالصيحة الجديدة من صيحات المخدرات، التخليقية، والذي بإضافة كميات من المواد الكيماوية، سوف يصبح شعبيًا، ويصطاد زبائنه. الجملة الشهيرة التي أطلقها الفنان جميل راتب في فيلم الكيف: «الخلطة الجديدة هترقي نفسها بنفسها وهتصطاد زبونها» لم تكن جملة عابرة، وإنما كانت مقصودة، لأن المؤلف، الكاتب الكبير محمود أبو زيد، كان يدرك طبيعة تجارة المخدرات وكيفية رواجها، وأن طرح أي نوع من المخدرات سوف يقابله فضول المتعاطين، وعليه بمجرد تجربته للمرة الأولى، سوف يدمنوه، وهما ما يجعل هذه الخلطة الجديدة، المقصود بها «الماجيك مشروم» سوف تصطاد زبونها. فطر المشروم وفعلا، استطاعت الأجهزة الأمنية، في ضربة استباقية، ضبط عدد كبير من المواد المخدرة، من ضمنها مخدر «الماجيك مشروم»، بحوزة عنصر إجرامي شديد الخطورة بالقاهرة. بدأ الأمر بمجموعة من المعلومات والتحريات التي قامت بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية، هذه المعلومات تفيد بقيام أحد العناصر الإجرامية، شديدة الخطورة، باستغلال محل إقامته بدائرة قسم شرطة الشروق بالقاهرة، كمزرعة لزراعة فطر «المشروم المخدر»، من خلال بذور جلبها من الخارج، وصوب زراعية أٌعدت لهذا الغرض، وهو ما يطلق عليه «الماجيك مشروم»، وترويجه عن طريق تجفيفه أو خلطه بالشيكولاته. بعد أن أكدت التحريات صدق المعلومات المتاحة، تم تقنين الإجراءات ورصد العنصر الإجرامي، وعليه، وفي ضربة أمنية استباقية، ضبط، وبحوزته مضبوطات أبرزها 50 كيلو جرام تربة، بداخلها فطر عيش الغراب المخدر «الماجيك مشروم»، وزن المشروم بها 10 كيلو جرامات، بالإضافة إلى 2 كيلو جرام لفطر عيش الغراب المخدر «الماجيك»، إلى جانب 5 كيلو جرامات لمخدر الهيدرو، وكمية لمخدر الكوكايين، ولتر لمخدر الكيتامين، وعدد من قطع الشيكولاتة المخلوطة بفطر الماجيك مشروم، ولتر من مخدر اغتصاب الفتيات GHP، ومجموعة من الأدوات والخامات التي يستخدمها المتهم في الزراعة والتصنيع، وقدرت القيمة المالية للمضبوطات بقرابة 5 ملايين جنيه. مركب السيلوسيبين أشارت العديد من الدراسات العلمية، أن مخدر «الماجيك مشروم» هو من أخطر أنوع المواد المخدرة على الإطلاق، خاصة التخليقية، نظرًا لتأثيره المباشر على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وتحتوي المادة الفعالة في المخدر على مركب السيلوسيبين، الذي يتسبب في تفاعل قوي مع هرمون الدوبامين في الدماغ، ما يؤدي إلى حدوث تأثيرات مخدرة غير تقليدية مثل الهلوسات السمعية والبصرية، والشعور بفرط النشوة. وأكدت الدراسات أن هذه المادة تعمل على تحفيز خلايا المخ بشكل مفرط، ما يسبب تأثيرات قد تشمل فقدان القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المتعاطي من حالات نفسية شديدة مثل القلق والاكتئاب بعد زوال تأثير المخدر، والجرعات العالية من الماجيك مشروم قد تؤدي إلى تسمم عصبي حاد، ما يرفع ضغط الدم بشكل كبير وقد يتسبب في الوفاة. وحول خطورة مادة السيلوسيبين، أشارت الدراسات أن الجرعات العالية من السيلوسيبين قد تؤدي إلى تلف خلايا المخ بشكل سريع، وارتفاع في ضغط الدم، وتسمم سريع في الجهاز العصبي، لذلك فإن هذا المخدر لا يعد مجرد تهديد للصحة النفسية، بل يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة المتعاطين. اقرأ أيضا: تجديد حبس تاجر مخدرات 15 يوماً بتهمة قتل شريكه بالمطرية نهايته الموت يوضح اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق، والمحاضر بأكاديمية الشرطة قائلا: إن قضية الماجيك مشروم، التي تم ضبطها في الشروق، هي أول قضية من هذا النوع، لأن مخدر المشروم الجديد المستحدث، الذي يخلط إما بالشيكولاتة أو يتم تناوله عن طريق الفم أو تدخينه في السجائر يعد أحد أخطر الأنواع المستحدثة من المخدرات، هذا المخدر يعتمد بالدرجة الأولى على مادة تسمى السيلوسيبين، وهي مادة خطيرة تصل إلى الأعصاب والجهاز العصبي المركزي بشكل مباشر، فتدمر وتتلف خلايا المخ بشكل سريع، وأن تلك المادة تعمل بشكل مباشر على هرمون الدوبامين في الدماغ، وعند ارتفاع مستوياته بنسب عالية للغاية نتيجة المخدر تبدأ الأعصاب في التخدّر التام والتلف. وأوضح الشرقاوي، خلال حديثه قائلا: «مخدر الماجيك مشروم، يجعل المتعاطي يرى أشياءً غير موجودة، ويسمع هلوسات سمعية غير حقيقية، ويشعر بنشوة عالية حتى بدون علاقة، وبسعادة مبالغ فيها مفرطة، وشعور برغبة في التحدث بشكل هستيري، حتى أنه يتحدث مع الفراغ، ويتخيل أفرادا يتحدث معهم أيضًا، نتيجة سريان تلك المادة إلى النواقل العصبية في الدماغ، كما أنه يعمل على إفراز الكثير من الهرمونات في الدماغ دفعة واحدة بشكل مفرط وقوي، والجرعات العالية منه قد تتسبب في تركيز المادة السمية في الدم والدماغ، وتسبب في ارتفاع حاد في ضغط الدم، وسمية سريعة قد تودي بحياة المتعاطي». واستكمل مساعد وزير الداخلية الأسبق قائلا: «المتهم المضبوط، هو طالب جامعي، اتخذ من مزرعة في مدينة الشروق وكرًا لزراعة المخدر المستحدث، لأن الماجيك مشروم في الأساس هو فطر يعود إلى نوع من المشروم المنتج لمادة السيلوسيبين، وتجرى عادة زراعته في بمجموعات صغيرة في المناطق الرطبة وجنبات الطرق، والمروج الرطبة، ضمن مجموعة من الحزازيات على ارتفاع يتراوح بين 300 إلى 550 مترًا، ويبدأ الإثمار من شهر مايو حتى شهر أكتوبر». وأضاف: «بعد جهود وزارة الداخلية فى تجفيف المنابع، لجأ تجار الشر إلى المخدرات المستحدثة والمخلقة، ويتم تصنيعها من أعشاب طبيعة بعد تخليطها بمواد كيميائية، بحيث تؤدي إلى إذهاب العقل والإضرار بالجسد، وقد أصدرت الدولة المصرية القانون رقم 134 لسنة 2019 المعدل لقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960 بحيث تصبح كافة أشكال هذه المخدرات المخلقة معاقب عليها قانونًا بعد أن نص التعديل على كل من قام بخلط أعشاب طبيعية مع مواد كيميائية بحيث يؤدى إلى إذهاب العقل والإضرار بالجسد، كما أن المواد المخلقة لها تأثير على الصحة النفسية والعصبية للإنسان بمعدل يوازى 300 % من تأثير المخدرات التقليدية. واختتم الشرقاوي حديثه قائلا: «نص قانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960 وتعديلاته على الإعدام في حالة الجلب أو التصدير أو الزراعة أو الاستخراج أو التصنيع أو الفصل أو إعداد بقصد الإتجار وتهيئته مكان للتعاطي بمقابل، مع الغرامة من 100 ألف جنيه إلى 500 ألف، كما شدد القانون حالات الإتجار بقصرها على الإعدام إذا اقترن بها ظرف مشدد مثل البيع أمام الأندية والجامعات والمدارس أو المعسكرات أو السجون أو الحدائق العامة أو دور العبادة أو الأحداث»..