استقرار أسعار الذهب وسط حذر الفيدرالي وتصاعد التوترات الجيوسياسية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 19 يونيو 2025    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    إعلام إسرائيلي: صاروخ إيراني استهدف منزل داني نافيه عضو الليكود ووزير البيئة السابق    الاحتلال يعلن اغتيال قائد مدفعية قطاع الليطاني في حزب الله    كأس العالم للأندية.. موعد مباراة الأهلي وبالميراس والقنوات الناقلة    اليوم.. طقس حار نهارا على القاهرة والعظمى 34 درجة    تعرف علي الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    ورش فنية ضمن الأسبوع الثقافي للمرأة بالمنيا    سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ وينطلق يوم23 تموز يوليو القادم    نائب وزير الصحة: حزمة من الإجراءات لحوكمة الولادة القيصرية بالمستشفيات    الإسعاف الإسرائيلي: 30 مصابًا جراء الرشقة الصاروخية الإيرانية الأخيرة    نتنياهو: إيران ستدفع ثمنًا باهظًا بعد استهداف مستشفى سوروكا    أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الخميس 19 يونيو    بونو يحصل على التقييم الأعلى في تعادل الهلال وريال مدريد    3 لاعبين.. تعرف على غيابات الأهلي أمام بالميراس في كأس العالم للأندية 2025    "الأهلي وصراع أوروبي لاتيني".. جدول مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    مشروع قانون الإيجار القديم: معايير وضوابط تقسيم المناطق المؤجرة للغرض السكنى    الرى والتنمية المحلية والإسكان والزراعة يبحثون حالة المنظومة المائية بترعة السويس لتوفير مياه الشرب    انطلاق امتحان النحو لطلبة شعبة أدبي بالثانوية الأزهرية بالأقصر    مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص يشاركون الحكومة في دعم ذوي الهمم    بعد رسوب جميع الطلاب باستثناء طالبة فقط.. تحرك عاجل من «تعليمية الواسطى» ببني سويف    إسعاف الاحتلال: ارتفاع عدد المصابين إلى 70 شخصا جراء الهجوم الإيرانى    إعلان الفائزين في بينالي القاهرة الدولي الثالث لفنون الطفل 2025    هيفاء وهبي تعلن عن موعد حفلها مع محمد رمضان في بيروت    من فاتته صلاة فى السفر كيف يقضيها بعد عودته.. الأزهر للفتوى يجيب    إسرائيل تزعم أن إيران قصفت مستشفى في بئر السبع "بضربة مباشرة"    الصحة تحذر من الولادة القيصرية غير المبررة: مضاعفاتها خطيرة على الأم    برعاية ماكرون.. باريس تستضيف القمة الاقتصادية لاتحاد المصارف العربية غدًا    عمرو يوسف بطلاً ل«موسم صيد الغزلان».. تأليف أحمد مراد وإخراج أحمد المرسي    إصابة شخص في مشاجرة بقاعة أفراح خلال حفل زفاف بسوهاج    حالة الطقس في السعودية اليوم الخميس 19 يونيو 2025    مجلس مدينة الفتح والحماية المدنية بأسيوط يزيلان واجهة مخزن تجميع زيوت.. فيديو    سفير باكستان يزور مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة    فوائد التين البرشومي، فاكهة الصيف الذهبية تعزز الذاكرة وتحمي القلب    بوتين يٌبدي استعداده للقاء زيلينسكي لكنه يشكك في شرعيته    طرح البرومو التشويقي الأول لمسلسل «220 يوم» (فيديو)    زيزو يوضح حقيقة الخلاف حول ركلة جزاء تريزيجيه    تزمنًا مع ضربات إيران وإسرائيل.. العراق ترفع جاهزية قواتها تحسبًا لأي طارئ    ملف يلا كورة.. ثنائي يغيب عن الأهلي.. مدير رياضي في الزمالك.. وتحقيق مع حمدي    وسط تصاعد التوترات.. تفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية في طهران    إسرائيل: منظومات الدفاع الجوي الأمريكية اعترضت موجة الصواريخ الإيرانية الأخيرة    بين الاعتراض على الفتوى وحرية الرأي!    خالد الغندور يكشف صدمة للأهلي بسبب مدة غياب طاهر    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    تعرف على موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي في لبنان    تموين الإسماعيلية تكثف حملات المرور على المطاعم (صور)    من قال (لا) في وجه من قالوا (نعم)؟!    5 جرامات تكفي.. تحذير رسمي من «الملح»!    ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    «مصر للطيران للأسواق الحرة» توقع بروتوكول تعاون مع «النيل للطيران»    17 صورة من حفل زفاف ماهيتاب ابنة ماجد المصري    المغرب 7,57م.. أوقات الصلاة في المنيا والمحافظات الخميس 19 يونيو    السفير السعودي بالقاهرة يلتقي نظيره الإيراني لبحث التطورات الإقليمية    ريبييرو: مواجهة بالميراس صعبة.. وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق الفوز    حسام صلاح عميد طب القاهرة ل«الشروق»: انتهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قصر العينى الجديد    هل يجوز للزوجة زيارة والدتها المريضة رغم رفض الزوج؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحدث العسكرى فى ضيافة «مائدة أخبار اليوم للحوار»: مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات فى توقيت واحد
عهد من الله ووعد من الجيش.. مصر ستظل آمنة وسالمة

القيادة السياسية أدركت التحديات مبكرًا واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى
القوات المسلحة المصرية.. جيش وطنى شريف يدافع ولا يعتدى
مغرضون يحاولون زعزعة استقرار المجتمع عبر نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة
القوات المسلحة تعزز قنوات الاتصال مع وسائل الإعلام لضمان تدفق المعلومات الصحيحة
مؤمن عطاالله - أحمد مدحت - محمد أحمد عبيد
شدد العقيد أ.ح غريب عبد الحافظ غريب، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة المصرية، أن القوات المسلحة لن تسمح بأى تهديدات لسيادة الدولة وأمنها واستقرارها، مؤكدًا أن أفرع الجيش المختلفة فى أتم الجاهزية للتعامل مع أى تطور مهما كان. وأوضح المتحدث العسكرى فى حواره ل«مائدة أخبار اليوم للحوار» أن مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى توقيت واحد إلا أنها ستبقى فى أمن وأمان بحفظ الله تعالى، مضيفًا أن القوات المسلحة المصرية تمثل جيشًا وطنيًا شريفًا يدافع عن أراضى بلاده بفداء وروح عالية، ولا يعتدى على أراضى الآخرين.
وقال العقيد أ.ح غريب عبد الحافظ: «إن حكمة القيادة السياسية أدركت التحديات التى تواجه البلاد منذ وقت مبكر، واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى، وبدأ التخطيط لمواجهة هذه التحديات حتى قبل وقوعها، بما فى ذلك تطوير منظومات التسليح عبر خطط طويلة المدى، وسط تحديات كبيرة تتعلق بشراء السلاح ومواكبة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية».
اقرأ أيضًا| المتحدث العسكري: سقوط طائرة هليكوبتر أثناء التدريب بمنطقة الشلوفة.. واستشهاد ضابطين
وأضاف أن تهديد الأمن القومى لم يعد قاصرًا على البعد العسكرى التقليدى، بل اتسع ليشمل أبعادًا أخرى تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع من خلال نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، وبالتالى يجب التفريق بين الإعلام الذى يعبر عن حرية الرأى والإعلام الموجه المدعوم دوليًا الذى يستهدف زعزعة استقرار الدولة، وهو ما يتطلب من القوات المسلحة التواصل الفعال والمستمر لتعزيز قنوات الاتصال مع كافة وسائل الإعلام لضمان تدفق المعلومات الصحيحة والموثوقة من مصدرها الرسمى فى الوقت المناسب.. وإلى نص الحوار:
القوات المسلحة تتبنى استراتيجية شاملة للتطوير تشمل الفرد والتسليح والتدريب
أرض الفيروز ما زالت محط أنظار وأطماع المغرضين
«أخبار اليوم»: تواجه مصر فى الوقت الراهن العديد من التحديات الإقليمية والعالمية، وهو ما يظهر جليًا فيما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث وصراعات تفرض على الدولة المصرية التعامل مع هذه التحديات بمسؤولية ويقظة شديدة.. كيف ترون هذه التحديات؟
المتحدث العسكرى: عبقرية المكان للدولة المصرية فرضت على البلاد تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى توقيت واحد، وهو ما لم تشهده مصر فى تاريخها من قبل، هذه التحديات ظهرت بشكل واضح بعد عام 2011، إلا أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى كان لهما الدور البارز فى كشف المؤامرات التى كانت تُحاك ضد مصر عبر سنوات عديدة، ليُظهر للعالم مدى الاستهداف الذى تتعرض له الدولة المصرية، إلا أن مصر تبقى فى أمن وأمان بحفظ الله تعالى، فقد كُتب لمصر أن تكون محط أنظار وأطماع العالم عبر العصور.
ومن المؤكد أن الجيش المصرى يختلف عن سائر جيوش العالم؛ فهو جيش وطنى شريف يدافع دون اعتداء، لم يسبق له لا فى التاريخ القديم ولا الحديث أن اعتدى على أراضى الآخرين، بل على العكس عبر فترات زمنية مختلفة نجده يخوض معارك للدفاع عن البلاد، كان آخرها الحرب ضد الإرهاب التى استمرت لمدة عشر سنوات، ولذلك يجب أن نكون مؤهلين نفسيًا ومستعدين للتحديات الجديدة دون قلق، وإنما بالطمأنينة والثقة فى أن الله كتب لمصر أن تكون فى أمن وأمان، ففى حرب أكتوبر 1973 رغم الفروق الهائلة فى التسليح والقدرات حينذاك استطاعت عقيدة المقاتل المصرى تحقيق النصر وفرض إرادتها على العالم أجمع.
وأود الإشادة هنا بحكمة القيادة السياسية التى أدركت التحديات منذ وقت مبكر واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى، فبدأت التخطيط لمواجهة هذه التحديات حتى قبل وقوعها، بما فى ذلك تطوير منظومات التسليح عبر خطط طويلة المدى، فشراء الأسلحة لا يعتمد فقط على الموارد المالية، بل هى عملية تتداخل فيها معادلات دولية معقدة، وأحيانًا يتطلب تصنيع قطعة السلاح سنوات طويلة، والتخطيط المسبق كان ضروريًا لمجابهة التحديات الخفية، وذلك وسط تحديات كبيرة تتعلق بشراء السلاح ومواكبة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، فنحن لدينا حدود واسعة تتطلب تأمينًا مستمرًا، فعلى الاتجاه الغربى نتعامل مع حالة عدم الاستقرار فى ليبيا، مما زاد من الأعباء على الدولة والجيش، بينما على الاتجاه الجنوبى واجهنا أزمات حرب السودان، وفى الوقت ذاته تأمين البحر وخطوط الملاحة وقناة السويس وتأمين عبور السفن فى القناة يمثل تحديات أخرى تفرض علينا التخطيط المسبق وبذل الجهود الكبيرة.
التحديات التى تواجه الدولة
«أخبار اليوم»: لا تقتصر التحديات التى تواجهها الدولة المصرية على التحديات الخارجية فقط، فهناك تحديات داخلية أخرى لا تقل خطورتها وأهميتها عن التحديات الخارجية.. فما تعليقكم؟
المتحدث العسكرى: بالفعل الدولة المصرية تواجه أيضًا العديد من التحديات الداخلية، بداية من توفير احتياجات المواطنين الغذائية والاحتياجات المتعلقة بالسكن، ومواجهة الأزمات فى سيناء التى ما زالت محط أنظار وطمع، وذلك كله لا يقل أهمية عن التحديات الخارجية، وبالتالى الأمر يتطلب مواجهة شاملة.
وفى الحقيقة أن الحرب ضد الإرهاب تتطلب تعاملًا فريدًا، والجيش المصرى لا يتعامل مع الأهداف بشكل تقليدى، بل بروح عالية واحترام لحياة المدنيين، إذ إن هناك عمليات كثيرة تم إلغاؤها لأن الإرهابيين كانوا يحتمون بمدنيين، وهذا يطيل أمد المعركة لكنه يعكس إنسانية القوات المسلحة المصرية على مدار التاريخ الحديث والقديم، وقد واجهت القوات المسلحة المصرية تحديات غير عادية، بدءًا من مجابهة الإرهاب على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، مرورًا بمواكبة التطور السريع فى التسليح والتدريب، وصولًا إلى دعم جهود الدولة فى التنمية الشاملة من خلال استغلال إمكانياتها.
وأود الإشارة إلى أن القوات المسلحة المصرية منذ عام 2011 لا تقتصر مهمتها على المهام العسكرية البحتة، بل تحملت مسؤوليات إضافية، فالجيش المصرى واجه تحديات متزامنة فى سيناء، ففى الحرب على الإرهاب كان مطلوبًا منا تطهير المناطق ومقاومة الإرهاب، وفى الوقت نفسه ضمان استمرار الحياة الطبيعية فى قرى سيناء التى كانت شبه متوقفة، كما كان يجب الحفاظ على سير المشروعات التنموية وفق جداولها المحددة، لأن تعطيلها كان هدفًا رئيسيًا للعناصر الإرهابية، وهذا الوضع المعقد يتطلب منا خوض معركة ضد الإرهاب فى قرى آهلة بالمدنيين، مع الحفاظ على حياة المدنيين وسير الحياة بشكل طبيعى، بينما تستمر المشروعات التنموية والمؤسسات المدنية فى العمل دون انقطاع، معادلة صعبة لكن القوات المسلحة تعمل دائمًا بشكل علمى وتستفيد من كل معركة، بدءًا من العمليات المختلفة وصولًا إلى العملية الشاملة ضد الإرهاب، وكل عملية تُضاف فيها دروس مستفادة تساعدنا على التطوير وتحسين خططنا لتحقيق الأهداف المنشودة، ونتيجة لهذه الجهود أصبحت التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب محط أنظار العالم، وحرصت دول عديدة على إجراء تدريبات مشتركة معنا للاستفادة من خبرتنا فى هذا المجال، خاصة أن الدولة المصرية نجحت فيما فشلت فيه دول كبرى أخرى.
وإلى جانب مواجهة التهديدات والتحديات الداخلية والخارجية، تبنت القوات المسلحة استراتيجية شاملة للتطوير تشمل الفرد والتسليح والتدريب، مما جعلها تحظى بتقدير كبير من دول العالم فى مجال مكافحة الإرهاب، مع العلم أنه يوجد حجم كبير من الضغوط التى تُمارس فى الغرف المغلقة على الدولة المصرية وعلى قواتها المسلحة، وفى ظل القيادة السياسية الحكيمة كانت الدولة واعية بهذه الضغوطات الخفية التى تتسم بظاهرة الاستنزاف وإطالة أمد المعارك، كما هو الحال فى الحروب الحديثة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب على غزة، والحرب فى السودان، حيث انهارت بعض الدول نتيجة لهذه الحروب، لذلك من الضرورى فهم طبيعة التحديات التى تواجهها الدولة وكيفية التغلب عليها وإدارة الأزمات بشكل صحيح، ومن هنا تأتى أهمية معركة الوعى التى تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، خاصة مع ضعف الإمكانيات مقارنة بحجم الإنفاق الهائل الذى يُخصص لنشر الشائعات.
معركة الوعى
«أخبار اليوم»: على مدى سنوات عديدة، تخوض مصر معركة متعددة الجبهات لتنمية الوعى المصرى ليكون السلاح الأبرز والأقوى لدحض الشائعات والأكاذيب التى يروجها المغرضون ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية.. فما أبرز الجهود المبذولة فى هذا الشأن؟
المتحدث العسكرى: الوعى يمثل تحديًا رئيسيًا، حيث لم يعد تهديد الأمن القومى قاصرًا على البعد العسكرى التقليدى، بل اتسع ليشمل أبعادًا أخرى تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع من خلال نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة، لذا يجب التفريق بين الإعلام الذى يعبر عن حرية الرأى والإعلام الموجه المدعوم دوليًا الذى يستهدف زعزعة استقرار الدولة، علمًا بأن حجم الإنفاق على الشائعات يعكس مدى استهداف وعى المواطن، مما يتطلب من القوات المسلحة التواصل الفعال والمستمر لتعزيز قنوات الاتصال مع كافة وسائل الإعلام لضمان تدفق المعلومات الصحيحة والموثوقة من مصدرها الرسمى فى الوقت المناسب قدر الإمكان.
والحقيقة أن اللقاءات المباشرة مع الشباب تساهم فى تنمية وعيهم، حيث تختلف الحقائق فى الواقع عن العالم الافتراضى الذى نعيش فيه من خلال الهواتف المحمولة والأخبار غير الموثوقة، والاستنزاف الذى تتعرض له الدولة فى مواجهة الشائعات يتطلب جهودًا كبيرة للرد عليها وتفنيدها، فالرد على الشائعات هو رد فعل وفى غياب المبادأة ستضيع الفرصة للسيطرة على الساحة، ونجاح القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973 كان بسبب تحقيقها المبادأة والمفاجأة، وكذلك فى حربها ضد الإرهاب منذ عام 2011 وحتى القضاء عليه فى سيناء، والإعلام كسلاح رئيسى للدولة يلعب دورًا محوريًا فى مواجهة حملات هدم الأمم من خلال الشائعات.
شائعات مغرضة
«أخبار اليوم»: خلال الأيام الماضية، ترددت العديد من الشائعات المغرضة حول مرور سفن حربية فى قناة السويس، وقد تعاملت مؤسسات الدولة مع هذه الشائعات بحسم وحزم.. فما تفسيركم لترويج مثل هذه الشائعات بين الحين والآخر؟
المتحدث العسكرى: البعض استغل عبور سفن حربية فى قناة السويس لإثارة الفتن دون إدراك القوانين الدولية التى تكفل حرية الملاحة. والحقيقة أنه لا ينبغى الالتفات إلى الشائعات ولا الانشغال بتكذيبها بشكل متكرر، فلدينا أعمال كثيرة بحاجة إلى الإنجاز، فالقوات المسلحة تخوض معركة تنموية غير مسبوقة فى سيناء، ويشهد الجميع حجم التحول الذى تحقق، فاليوم لدينا مساحات زراعية متزايدة، ومساكن جديدة، وبنية تحتية متطورة تشمل شبكات صرف صحى حديثة ومدارس ومعاهد أزهرية وغيرها، حتى العقلية القبلية التى كانت تمثل تحديات كبيرة تغيرت، وذلك بفضل تحرك الأزهر بقوافله والكنيسة أيضًا لضمان تنمية متكاملة تشمل الأفراد والمشروعات، وذلك كله يتم بحكمة كبيرة لتجنب الوقوع فى الاستنزاف.
وهيئة قناة السويس ملتزمة تمامًا باتفاقياتها الدولية، والقوات المسلحة تقوم بواجبها فى تأمين المجرى الملاحى وفق مهامها المحددة.
وينبغى الإشارة إلى أن القوات المسلحة تتبنى استراتيجية جديدة لمواجهة التهديدات والتحديات المحتملة، وهى تدرك تمامًا أهمية دور الإعلام فى نشر الوعى، فتهديد الأمن القومى لم يعد يقتصر على البعد العسكرى التقليدى.
ودور الأسرة أساسى فى هذه المعركة، ويجب أن يكون لكل فرد دور فى بناء الوعى من خلال التواصل المباشر مع أفراد أسرته وأبنائه ومحيطه الاجتماعى، النتيجة قد لا تكون فورية لكنها تراكمية ومؤثرة على المدى البعيد، وأفراد القوات المسلحة يحملون أعباء كبيرة بجانب مهامهم الأساسية مثل التأمين والتدريب وغيرها، فهم أيضًا يعملون فى مشروعات التنمية الشاملة فى الدولة، حيث يتولى كل قائد مشروعًا يشرف عليه حتى إتمامه.
استراتيجية شاملة
«أخبار اليوم»: ماذا عن الجهود المبذولة فيما يتعلق بتطوير الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة؟
- المتحدث العسكرى: معرفة حجم العدو تمثل أولى خطوات مواجهته بالإمكانيات المتاحة، والعنصر البشرى يظل عاملًا مهمًا، ولهذا ركزت القيادة العامة للقوات المسلحة على تطوير الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة التى تركز على 3 محاور تتضمن الفرد، التسليح، والتدريب كجزء من استراتيجيتها الشاملة، وقد قمنا بتنويع مصادر السلاح ومررنا بمراحل متقدمة من التدريب سواء على المستوى الداخلى أو على مستوى التدريب المشترك والعابر، وقد تم تنفيذ 124 تدريبًا مشتركًا وعابرًا بين عامى 2019 و2024، على الرغم من التحديات العالمية مثل جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية التى أدت إلى تراجع تدريبات كثيرة فى العالم، لكن الكثير من الدول كانت حريصة على التدريب مع القوات المسلحة المصرية خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، وهو درس رئيسى فى هذه التدريبات المشتركة على مستوى تدريب الفرد.
وقد وجه رئيس الجمهورية بتوقيع اتفاقيات التوأمة والبروتوكولات بين الكليات العسكرية والجامعات المصرية، مما يتيح للطلاب العسكريين الحصول على شهادات جامعية، وهذا يعزز قدرتهم على اتخاذ القرار بمنتهى الدقة بشكل علمى مدروس بعناية ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز التواجد الميدانى والمتابعة الدقيقة لجميع المستويات داخل المؤسسة العسكرية، وهذا الحرص شمل جميع أفراد الجيش بدءًا من أصغر جندى فى مراكز التدريب من أجل توفير أعلى مستويات الجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية.
وفى إطار تعزيز الجاهزية، قام القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع ورئيس أركان حرب القوات المسلحة بالذهاب بنفسهم لتفقد الحالة الإدارية ومتابعة أداء الوحدات العسكرية فى عدة زيارات ميدانية، وكان التركيز الأساسى فى هذه الزيارات على الجندى والفرد المقاتل، بداية من تدريبه مرورًا بالتأكد من جاهزيته التامة وفهمه الكامل لمهامه، والحقيقة أن الحوار المباشر بين القادة والمتدربين يعد علامة فارقة فى حرص القيادة على الاطمئنان على كفاءة الأفراد، خاصة أن القوات المسلحة لا تملك رفاهية الإهمال فى ظل التهديدات المتزايدة.
كما أن التدريب المكثف أصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية القوات المسلحة لضمان الجاهزية المستمرة، حيث يتم التركيز على تطوير مهارات الأفراد فى كافة المجالات العسكرية، وهو ما يعزز من قدرة القوات المسلحة على الرد السريع والفعال فى مختلف المواقف، وهذا الاهتمام الكبير بالتدريب يعكس حرص القيادة على أن يكون كل فرد على دراية تامة بمسؤولياته وجاهز لتنفيذ المهام على أكمل وجه.
وشهدت القوات المسلحة تطورًا ملحوظًا فى مختلف الأفرع العسكرية، خاصة فى القوات الجوية والبحرية، وكان من أبرز الإنجازات التى تم تحقيقها هو تشكيل أسطولين بحريين شمالى وجنوبى، كل منهما مزود بقدرات متقدمة تسمح له بتنفيذ المهام العسكرية بفعالية وكفاءة عالية، وكما شاهدنا فى عملية «ردع» كيف شاركت جميع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة (الجوية، البحرية، الدفاع الجوي) بتناغم وتزامن كامل، ما يؤكد أن هناك استراتيجية مدروسة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش المصرى وتأمين المصالح الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.