يعد النظام الانتخابي الأمريكي واحد من أكثر نظم اختيار الرئيس صعوبة وتعقيدا في العالم حيث يعتمد على التصويت الشعبي ثم تصويت المجمع الانتخابي لاختيار الرئيس. وقبل انطلاق سباق انتخابات أمريكا 2024 قد لا يستطيع البعض معرفة الطريقة التي يتم اختيار الرئيس الأمريكي، والآلية التي تمر بها عملية الانتخاب لحين معرفة الرئيس، خاصة ما يعرف باسم تصويت المجمع الانتخابي. وعلى مدار أكثر من عملية انتخابية يفوز مرشح أمريكي بنسبة تصويت شعبي كاسح تؤهله لحكم البيت الأبيض، إلا إن الأمر ينتهي به في النهاية مرشحًا خاسرًا بسبب سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في انتخاب رئيسها عن طريق ما يسمى ب"المجمع الانتخابي". اقرأ أيضا: انتخابات أمريكا 2024| 7 ولايات تحسم السباق بين ترامب وهاريس ما هو المجمع الانتخابي؟ تعتمد فكرة المجمع الانتخابي على أن كل ولاية أمريكية بها عدد من المندوبين، وعلى أساس تصويتهم النهائي يتحدد الفائز بالانتخابات الأمريكية، حيث يكون على الرئيس الفائز الحصول على 270 صوت من إجمالي 538 مندوب في خمسين ولاية أمريكية مختلفة. كانت الواقعة الأخيرة للفوز بالتصويت الشعبي وخسارة المجمع الانتخابي هي ما حدث بانتخابات 2016، حيث حصلت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على عدد أصوات أعلى من الرئيس الحالي دونالد ترامب ب3 مليون صوت، لكنها خسرت في المجمع الانتخابي، حيث تمكنت فقط من الحصول على 227 صوتًا من المندوبين الانتخابيين مقابل 304 صوتًا حصل عليهم ترامب. وإلى جانب كونه نظامًا معقدًا، فهو محبط لكثير من الأمريكيين ألا يكون صوتهم الشعبي معبرًا عنهم حتى هذا العام وإن كان فضَل الآباء المؤسسون وضع هذه الآليات لاختيار الرئيس منذ عدة قرون. وجدير بالذكر أن طريقة اختيار المجمع الانتخابي في الحقيقة أمر لا يحدده ولا يوضحه الدستور الأمريكي وإنما هو متروك لكل ولاية أن تختار من يمثلها ويمثل أصواتها وفقًا لعدد سكانها في الانتخابات الرئاسية بشكل حر تمامًا. قصة تأسيس المجمع الانتخابي وضع المؤسسون الأوائل خطة الولاياتالمتحدة السياسية الأولية في عام1787 حيث دارت الكثير من النقاشات الحادة التي استمرت لعد أشهر حول الطريقة المثلى لاختيار رئيس للبلاد. ويرجع ذلك لعدد من الأسباب، أولها أن الولاياتالمتحدة كانت أعلنت لتوها استقلالها عام 1776 عن بريطانيا العظمى، ولم يشأ المشرعون السماح لأي ديكتاتور آخر الوصول لحكم الولاياتالأمريكية بأي طريقة ممكنه، والسماح للكونجرس بأن يسيطر على اختيار الرئيس بشكل مطلق. كما أنهم كانوا يعتقدون أنهم لا يملكون الموارد اللازمة من أجل نشر الدعاية اللازمة للمرشحين وبالتالي لن يكون الشعب على دراية بمرشحي الرئاسة. كما أن المشرعين الأوائل لم يريدوا السماح لأي رجل يملك قاعدة شعبية بالسيطرة على حكم البلاد وقيادتها لأي اتجاه بسهوله حيث كانوا يرون خطرًا جسيمًا في ذلك الأمر يمكن أن يؤدي لانتشار الفساد. وبعد أشهر من الجدال والنقاش، توصل المشرعون لطريقة "المجمع الانتخابي"، حيث تقوم كل ولاية باختيار مندوبين يعملون كالوسطاء في الانتخابات الأمريكية دون سيطرة من الكونجرس وبلا تأثير كامل لأصوات الناخبين الشعبيين. وتعتبر كاليفورنيا هي الولاية صاحبة الأصوات الأضخم لمندوبي المجمع الانتخابي، حيث تملك وحدها 55 صوت، كما تملك فلوريدا 29 صوت انتخابي و38 لتكساس، بينما يقدر الحد الأدنى للمندوبين ب3 فقط في عدد من الولايات الأصغر. كما أنه ليس من السهل -حتى وإن كان ممكنا- تغيير هذا النظام في الولاياتالمتحدة. ووفقًا للمؤسسين، فإنه في حال عدم قدرة المجمع الانتخابي حسم اختيار الرئيس ونائبة، فإن مجلس النواب هو من ينتخب ويقرر الرئيس في هذه الحالة. وتتجه الأنظار إلى الولاياتالمتحدة مع اقتراب يوم 5 نوفمبر حيث سيبدأ التصويت بالانتخابات الأكثر ترقبا والتي يتنافس فيها كلا من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. ويسعى ترامب إلى العودة للبيت الأبيض من جديد بعدما خسر انتخابات الولاية الثانية في عام 2020 أمام منافسه جو بايدن، بينما تسعى كامالا هاريس لدخول التاريخ من جديد بأن تصبح أول سيدة تحكم أمريكا، بعدما كانت أول سيدة تتولى منصب نائب الرئيس.