أعلنت مجموعة من العلماء عن اكتشاف نوع جديد من الدبابير الطفيلية، التي تنمو داخل أجسام الذباب الحي قبل أن تنفجر من بطونهم بطريقة تشبه مشاهد أفلام الخيال العلمي مثل "Alien"، هذا الاكتشاف تم بالصدفة عندما كانت مجموعة من الباحثين تجمع الذباب في حدائقهم الخلفية بولاية مسيسيبي. النويع الجديد من الدبابير، الذي أطلق عليه اسم S. perlmani، هو الأول من نوعه الذي يُصاب به الذباب البالغ. حيث تستهدف الأنواع الأخرى من الدبابير الطفيلية الذباب فقط خلال مراحل يرقاتها الأولى. تستخدم دبابير S. perlmani عضوها الشبيه بالإبرة لوخز بطن الذباب ووضع بيضة داخله. ثم تفقس البيضة إلى يرقة دبور تنمو داخل الذبابة لمدة 18 يوماً قبل أن تنفجر من مضيفها وتتركه ليموت. وقال لوغان مور، رئيس فريق البحث من جامعة ولاية مسيسيبي: "ستخرج اليرقة من جانب الذبابة، وعادة ما تبقى الذبابة على قيد الحياة لعدة ساعات بعد ذلك." نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Nature" يوم الأربعاء. وقد كشفت التحليلات الجينية أن هذه الدبابير موجودة في شرق الولاياتالمتحدة، بما في ذلك مسيسيبي وألاباما وكارولينا الشمالية. في البداية، اعتقد الباحثون أن الاكتشاف كان مجرد مصادفة، حيث كانوا يبحثون عن طفيليات أخرى. لكن اليرقات الشوكية في بطون بعض الذباب جذبت انتباههم. وبعد جمع الذباب المصاب وإحضاره إلى المختبر، درس الباحثون تطور اليرقات وتحليل الحمض النووي الخاص بها. بعد نضوج اليرقات، خرجت الدبابير من مضيفيها، استكشفت بيئتها الجديدة لبضع ساعات، ثم دفنت نفسها في مادة خاصة قدمها الباحثون، ودخلت في مرحلة الشرنقة التي دامت 23 يوماً قبل أن تخرج كحشرات بالغة. اقرأ أيضًا| اكتشاف نوع جديد من الدبابير الطفيلية يتحول إلى حاضنات حية| صور تم اختبار الدبابير البالغة على أنواع مختلفة من الذباب من جنس Drosophila لمعرفة أي الأنواع يمكن أن تصاب بها. وقد ثبت أنها قادرة على إصابة الأنواع الأخرى مثل Drosophila acutilabella وDrosophila melanogaster. سألت الدراسة عن سبب عدم اكتشاف مثل هذه الطفيليات حتى الآن، وأوضح مور أن أحد الأسباب قد يكون عدم توقع العلماء لوجودها، نظراً لأن الدبابير الطفيلية المعروفة لا تصيب الذباب البالغ، حيث تكون المراحل المبكرة من الحشرات أكثر عرضة للهجوم الطفيلي. هذه الاكتشافات تفتح المجال أمام الكثير من الأسئلة حول ما يمكن أن يكون موجوداً في محيطنا، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الكائنات الحية التي قد نكتشفها في المستقبل القريب.