حذر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن من أن المفاوضات الجارية بشأن هدنة فى قطاع غزة هي «ربما آخر فرصة» للتوصل إلى إعادة الرهائن إلى ديارهم ووقف إطلاق نار فى الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس. وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلى يتسحاق هرتسوج فى زيارته التاسعة إلى تل أبيب إنه هنا كجزء من الجهود المبذولة للوصول بالاتفاق إلى خط النهاية، لقد حان الوقت لتحقيق ذلك وتجنب تصعيد الأمور. اقرأ أيضًا | الصومال تتهم إثيوبيا بعدم الاعتراف بها دولة ذات سيادة وأضاف بلينكن: «حان الوقت لكى نتأكد من عدم اتخاذ أى طرف خطوات قد تخرج العملية عن المسار». وأضاف «لدينا جهود حاسمة لنشر القوات وردع أى هجمات على إسرائيل، على الجميع الموافقة على الصفقة المطروحة بشأن غزة وعدم رفضها». ويزور بلينكن القاهرة اليوم فى إطار جولته الإقليمية الحالية على أمل احتواء التصعيد الإقليمى الراهن. وتأتى زيارة بلينكن العاشرة للمنطقة منذ بدء الحرب فى أكتوبر الماضى بعد أيام من طرح واشنطن مقترحات لحل الأزمة فى غزة تعتقد هى والوسيطان قطر ومصر أنها ستؤدى إلى سد الفجوات بين الطرفين المتحاربين. من جانبه، قال السكرتير العام المساعد للامم المتحدة لقناة « القاهرة الاخبارية » لدينا خطة لاعادة نصف مليون مواطن فلسطينى الى منازلهم فى قطاع غزة. واضاف انه يجب وقف القتال فى القطاع لنتمكن من حصر الاضرار الناجمة عن الحرب. وبدوره، قال هرتسوج إنه «علينا أن نتذكر الرفض الحازم لحماس. وما زلنا نأمل بشدة فى أن نتمكن من إحراز تقدم فى المفاوضات»، مشددا على أنه لا توجد أى قضية أهم من إعادة الرهائن إلى منازلهم. من جانبه، وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد نداء لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد تحذير بلينكن من أن مفاوضات غزة قد تكون آخر فرصة للتوصل إلى الهدنة. وقال لبيد لنتنياهو: «لا تضيعوا هذه الفرصة فقد تخليتم عن المختطفين ومن واجبكم إعادتهم». وفى هذا السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن مسئولين قولهم إن نتنياهو يدرك أن عدم التوصل إلى صفقة يعنى تدهور الأوضاع إلى أزمة إقليمية. جاء ذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن أن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة «ما زال ممكنًا» وأنّ المحادثات لا تزال جارية و»نحن لن نستسلم»، رغم تبادل نتنياهو وحركة حماس الاتهام بإفشال جهود التوصل إلى اتفاق . وخلال الأيام القليلة الماضية، كثف الوسطاء جهودهم الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يُفضى إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح محتجزين فى القطاع، على أن تستأنف المحادثات بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية هذا الأسبوع فى القاهرة، بعد اجتماعات عقدت الخميس والجمعة الماضيين فى الدوحة. وميدانيا، واصل الاحتلال لليوم 318 على التوالى من الحرب عدوانه الغاشم على قطاع غزة، من خلال استهدافه مواقع مختلفة بالقطاع بعشرات الغارات، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى. واستهدف الطيران الإسرائيلى محيط الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة وجرفت آليات الاحتلال البنية التحتية بالمنطقة. وأعلنت وزارة الصحة ان الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية راح ضحيتها 40 شهيدا واصيب 134آخرون، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 10139 شهيدا و92743 إصابة منذ بدء العدوان فى 7 أكتوبر الماضي. وأعلنت وسائل إعلام فلسطينية استشهاد الصحفى إبراهيم محارب، بعد العثور على جثمانه قرب مدينة حمد شمال غرب خان يونس. من جهته، أعلنت الأممالمتحدة أن غزة منطقة وباء خطرة، وحذرت من حدوث كارثة حقيقية بين سكان القطاع يمكن أن تنتشر بسرعة وسهولة بين دول العالم. وساد تخوف كبير لدى الفرق الطبية من ظهور مرض شلل الأطفال فى مناطق شمالى غزة، لا سيما بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس المسبب للمرض. من جانبها، قالت نبال فرسخ مسئولة إعلام الهلال الأحمر الفلسطينى إن أكثر من مليون طفل فى القطاع يعانون ظروفًا مأساوية جراء القصف الإسرائيلى المتواصل. وأشارت إلى أن أكثر من 1000 طفل فى غزة فقدوا أطرافهم والآلاف مصابون بالأمراض النفسية، وهناك أكثر من 17 ألف طفل فقدوا والديهم أو أحدهما جراء الحرب . من جهته، قال الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون إن بلاده مستعدة لبناء ثلاثة مستشفيات فى غزة فى ظرف 20 يوما، فى حال تم إعادة فتح الحدود البرية بين مصر والقطاع. وأضاف الرئيس تبون فى تجمع شعبى لأنصاره إنه مستعد كذلك لإرسال المئات من الأطباء إلى غزة والمساعدة فى إعادة بناء ما دمره الاحتلال. وأكد تبون أن ما تشهده غزة ليس حربا حضارية وإنما مجازر يرتكبها الاحتلال.